زين خليل / الأناضول
قدم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، مساء الأربعاء، استقالة من الكنيست (البرلمان)، مقررا اعتزال الحياة السياسية مؤقتا.
يأتي ذلك بعد نحو شهرين من إقالته من منصبه كوزير للدفاع بعد خلافات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ونشرت وسائل إعلام عبرية، بينها القناة “12” الخاصة، صورة لغالانت تجمعه مع رئيس الكنيست أمير أوحانا خلال تقديم خطاب استقالته.
واستبق غالانت تقديم خطاب استقالته بكلمة متلفزة أعلن خلاله قراره الذي شمل اعتزال الحياة السياسية مؤقتا.
وقال إنه “في الخدمة العامة هناك لحظات لابد فيها من التوقف من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة”.
وبينما لم يذكر غالانت بشكل مباشر أسباب استقالته من الكنيست، الذي احتفظ بعضويته عن حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو منذ 2015، وجه انتقادات شديدة للأخير، متهما حكومته بالسعي لتمرير قوانين عبر الكنيست تتعارض مع احتياجات الجيش.
وخص بالذكر منها مشروع قانون إعفاء اليهود المتشددين دينيا (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
وفي هذا الصدد، قال غالانت: “كوزير للدفاع خلال حرب صعبة وطويلة، فهمت أن مسألة تجنيد الحريديم في الجيش ليست قضية اجتماعية فقط، بل هي أولا وقبل كل شيء حاجة أمنية وعسكرية ضرورية”.
وأضاف: “عملت من أجل تجنيد متساو لجميع من في سن التجنيد، وبسبب موقفي (الرافض لمشروع قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية) من أجل مصلحة إسرائيل واحتياجات الجيش تم إقالتي من منصب وزير الدفاع” في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وسرد غالانت لاحقا ما اعتبره “إنجازات” خلال توليه منصب وزير الدفاع منذ أواخر 2022، وحتى تاريخ إقالته.
وادعى ضمن ذلك “النجاح” في القضاء على قيادة حركة “حماس” التي قال إنها “لم تعد تعمل كمنظمة عسكرية”.
وأضاف: “المؤسسة الأمنية بقيادتي هيأت الظروف لتحقيق كافة أهداف الحرب (على غزة) وأهمها عودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة). وهذا واجب أخلاقي أسمى، ومن دون استكماله لن يكون هناك نصر”، على حد تعبيره.
وأكد غالانت، تحمله المسؤولية عن كل ما حدث منذ بداية توليه منصبه كوزير للدفاع في الأشهر التي سبقت حرب الإبادة على غزة وحتى نهاية منصبه بعد مرور أكثر من عام على بدء تلك الحرب.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت فصائل فلسطينية، بينها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، هجوما مباغتا على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.
وحينها، قالت الفصائل إن هجومها جاء بهدف “إنهاء الحصار الجائر على غزة، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى”.
فيما أقر مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون بأن الهجوم يمثل “إخفاقا كبيرا” لبلدهم على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية.
يُذكر أن العلاقة بين غالانت ونتنياهو شهدت توترات متكررة منذ تولي الحكومة الحالية السلطة أواخر 2022.
وعلى نطاق واسع يُنظر إلى غالانت على أنه رئيس محتمل للوزراء في حال تشكيل حكومة جديدة.
ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الخاصة، من المتوقع أن يشغل عبد عفيف، الممثل عن الدروز والأقليات في حزب الليكود، مقعد غالانت في الكنيست ليكمل عدد مقاعد حزبه البالغة 32 مقعدا.
وتأتي استقالة غالانت من الكنيست بينما تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات