إسطنبول/ الأناضول
**أمينة أردوغان في برنامج اليوم العالمي للمياه:
– كل قطرة ماء تختبئ فيها حياتنا وحضارتنا وإيماننا وثقافتنا وخلاصة تاريخنا
ـ أسأل الله أن لا يُحرم شعبنا يومًا من هذه النعمة وأدعو الجميع للمساهمة في ترشيد استخدام المياه
– اليوم، يبلغ متوسط استهلاك الفرد اليومي للمياه في بلدنا 150 لترًا ـ دعونا كأمة نعمل على خفض هذا الرقم إلى 120 لترًا بحلول عام 2030
– لنتذكّر دائمًا أن المياه الجارية مصدر الحياة المشترك لـ85 مليون نسمة
ـ لنحرص على تحقيق أعلى استفادة من كل قطرة ماء نستخدمها
دعت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إلى ترسيخ الوعي الوطني بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استخدامه.
جاء ذلك في كلمة لأمينة أردوغان، رئيسة المجلس الاستشاري رفيع المستوى لشخصيات الأمم المتحدة المعنية بمبادرة “صفر نفايات”، في قمة كفاءة المياه بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس/ آذار من كل عام، والتي نظمتها وزارة الزراعة والغابات بالتعاون مع مؤسسة “صفر نفايات” في إسطنبول.
وقالت أمينة أردوغان: “كل قطرة ماء تختبئ فيها حياتنا، وحضارتنا، وإيماننا، وثقافتنا، وخلاصة تاريخنا. أسأل الله أن لا يُحرم شعبنا من هذه النعمة. وأدعو الجميع للمساهمة في حملة ترشيد استخدام المياه”.
وخاطبت المشاركين في افتتاح القمة، مشيرة إلى أنهم أطلقوا قبل عامين، وتحت إشراف وزارة الزراعة والغابات، “الحملة الوطنية لكفاءة المياه”، وجرى في هذا السياق تحديد العديد من الاستراتيجيات ووضع خطوات عملية لتنفيذها.
ولفتت إلى أن وزارات التعليم الوطني، والصناعة والتكنولوجيا، والثقافة والسياحة، والإدارات المحلية، أطلقت هي الأخرى مبادرات مهمة في ذات الإطار، مقدّمةً الشكر لجميع الوزراء، والمؤسسات، وكافة الشركاء من القطاع الصناعي إلى الأكاديمي.
وقدّمت أمينة أردوغان، شكرها للوزراء ورؤساء المؤسسات الذين سيوقّعون “بروتوكول التعاون من أجل كفاءة المياه” في القمة، كما شكرت برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على دعمه، متمنية كل النجاح لأعمال القمة.
– ينبغي اتخاذ التدابير قبل فوات الأوان
وقالت: “من المتأخر جدًّا أن تحفر بئرًا عندما تشعر بالعطش. أي، ينبغي أن نسمع وقع خطوات الخطر القادم قبل أن يطرق بابنا، ونتخذ التدابير قبل فوات الأوان. عندما ننظر إلى العالم، نرى كوكبًا أزرق مغطًى بالبحار والمحيطات والبحيرات والأنهار، ما يمنحنا الطمأنينة الخاطئة بأن الماء مصدر لا ينفد”.
وأشارت أمينة أردوغان، إلى أن كمية المياه العذبة الصالحة للشرب والاستهلاك البشري تمثّل 1 بالمئة فقط من إجمالي المياه الموجودة.
وأضافت: “هذا الواحد بالمئة هو نصيبنا من الحياة، والوطن، والمستقبل. وهذا الواحد بالمئة، يواجه اليوم العديد من التهديدات مثل آثار التغير المناخي، والتلوث، والجفاف، وزيادة عدد السكان”.
وقالت: “كما تعلمون، بلدنا يقع في نطاق المناخ المتوسطي، وبالتالي فهو يتعرض بشدة لآثار التغير المناخي. وتشير التوقعات إلى احتمال انخفاض مواردنا المائية بنسبة تصل إلى 25 بالمئة خلال القرن المقبل. نحن بالفعل دولة تحت ضغط مائي. لا يمكننا الاستمرار في تأجيل مواجهة هذه الحقيقة”.
– هدف تقليل الفاقد من المياه
وأكّدت أمينة أردوغان، على أنه بإمكان منح تحوّل تركيا من أن تصبح إحدى الدول التي تعاني من نقص في الموارد المائية في المستقبل، إذا تم توحيد الأفكار والجهود والنوايا الحسنة.
وقالت: “علينا أن نبدأ بإيصال مفهوم كفاءة المياه إلى جميع الآذان والضمائر. كفاءة المياه تعني تحقيق أقصى فائدة من أقل كمية ممكنة من المياه. بمعنى آخر، تعني منع الفاقد، وتجنّب الهدر، وعدم إضاعة حتى قطرة واحدة من الماء. يجب نشر هذا النهج في إدارة المدن، وفي الصناعة، وفي الزراعة، وفي حياتنا الفردية”.
وأضافت أن وزارة الزراعة والغابات حدّدت أهدافًا محددة لكل قطاع، قائلة: “حتى اليوم، نسبة الفاقد من المياه لدينا تبلغ 32 بالمئة. سنخفض هذه النسبة إلى 25 بالمئة بحلول عام 2030. وسنرفع كفاءة الاستخدام في القطاع الصناعي إلى 30 بالمئة بحلول عام 2030. أما في الري الزراعي، فسنعمل على رفع الكفاءة من 50 بالمئة حاليًا إلى 60 بالمئة بحلول نفس العام، إن شاء الله”.
ودعت السيدة الأولى، النساء المزارعات المشاركات في البرنامج إلى تبني قضية الاستخدام الفعّال للمياه، قائلة: “أنتنّ الأعرف بلغة الأرض، والخير، والنعم. وأنا أؤمن من أعماق قلبي بأنكنّ ستلعبن دورًا مهمًّا في منع الخسائر في الري الزراعي، والمساهمة في تحقيق هذا الهدف. فكما الأرض أمانة بأيديكنّ، فإن الماء أيضًا أمانة”.
ولفتت إلى ضرورة تحقيق الكفاءة في الاستخدام الفردي للمياه، مضيفة: “اليوم، يبلغ متوسط استهلاك الفرد اليومي للمياه في بلدنا 150 لترًا. دعونا، كأمة، نعمل على خفض هذا الرقم إلى 120 لترًا بحلول عام 2030. فلنتذكّر دائمًا أن المياه الجارية هي مصدر الحياة المشترك لـ85 مليون نسمة. فلنحرص على تحقيق أعلى استفادة من كل قطرة ماء نستخدمها في منازلنا، وفي أماكن عملنا، وفي عطلاتنا”.
– فلنتحرك بمبدأ الوفاء للماء والاحترام للنعمة والولاء للحياة
وقالت أمينة أردوغان إن الشخص الواحد يبدّد 25 لترًا من الماء يوميًا أثناء تنظيف الأسنان، و23 لترًا أثناء غسل اليدين، و4 لترات في غسيل الملابس.
وأوضحت أنه يمكن إنقاذ كميات كبيرة من المياه من خلال تغييرات بسيطة في السلوك، قائلة: “صدقوني، يمكننا تنفيذ جميع ممارسات كفاءة المياه. بقليل من الانتباه، يمكننا تحقيق أهداف عام 2030 بسهولة. يمكننا توفير 12.4 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل احتياج إسطنبول من المياه لمدة 11 عامًا. إذًا، فلنتحرك بمبدأ الوفاء للماء، والاحترام للنعمة، والولاء للحياة”.
وشدّدت عقيلة الرئيس التركي على أن نحو 4 مليارات إنسان في العالم يعانون من نقص حاد في المياه لمدة شهر واحد على الأقل في السنة.
وأضافت: “في إفريقيا مثلًا، تمشي النساء والأطفال يوميًا لساعات، ولمسافات طويلة، من أجل الوصول إلى مصادر المياه النظيفة. وبعد الوصول إليها، يقطعون نفس الطريق حاملين دلاء الماء الممتلئة. إنهن يقضين ساعات طويلة يوميًا فقط لتأمين احتياجات أسرهن من المياه، أي من أجل البقاء على قيد الحياة. أما المشاكل التي تواجه الأطفال هناك، فهي لا تقتصر على عدم الذهاب إلى المدرسة، بل هم في الحقيقة لا يمكنهم حتى أن يحلموا بذلك. اليوم، هم محرومون من العديد من الحقوق التي نعتبرها نحن من الأمور البديهية، مثل التعليم، والصحة، والصرف الصحي”.
ولفتت السيدة الأولى إلى أن شح المياه بات يتحوّل إلى قضية أولى لدى عدد متزايد من الدول.
وقالت: “الاقتصادات الكبرى باتت تستثمر أكثر في إدارة مصادر المياه، وحمايتها، وتأمينها. باختصار، الماء اليوم هو قضية بقاء وأمن قومي وغذائي لجميع الدول حول العالم. نحن لدينا علاقة حضارية عميقة بالماء تقوم على الاحترام والمودة. الماء هبة إلهية، ورمز لرحمة الخالق بنا”.
وتابعت أمينة أردوغان، كلمتها بالقول: من يقدم لنا كأس ماء نقول له “كن عزيزًا كالماء”، لأن الماء مقدّس. ونقول أيضًا “كثّر الله من أهل السقيا”، لأن الماء بلسم للأجساد والقلوب. ونقول “رحم الله من أهداه لروح موتاه”، لأن ثواب الماء يصل حتى الآخرة. لهذا، حتى على أطراف الطرق المهجورة، بُنيت سبل المياه من أجل أن يجد العطشان ماءً يشربه. والمقابل الوحيد لذلك الماء هو الدعاء.
وأردفت “مدننا أيضًا تزيّنت بمعالم تعبّر عن امتناننا للماء. سبل المياه، والنافورات، والشادروانات، وأحواض الوضوء، كلّها من أرقى ما أنتجته العمارة العثمانية في هندسة المياه. كل قطرة ماء تختبئ حياتنا، وحضارتنا، وإيماننا، وثقافتنا، وخلاصة تاريخنا. أسأل الله أن لا يُحرم شعبنا يومًا من هذه النعمة. وأدعو الجميع، للمساهمة في ترشيد استخدام المياه.
– ممثلو الأمم المتحدة يشاركون عبر الفيديو
وشهد البرنامج أيضًا كلمات لكل من وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، ورئيس مؤسسة “صفر نفايات” سامد آغيرباش، بالإضافة إلى عرض رسائل مصوّرة أُرسلت خصيصًا للمناسبة من المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أناكلوديا روسباخ.
وتقدّمت إنغر أندرسن، في رسالتها المصوّرة بالشكر إلى تركيا على تنظيمها الفعالية بمناسبة يوم المياه العالمي، مشيرة إلى أن موضوع يوم المياه العالمي لعام 2025 سيركّز على حماية الأنهار الجليدية.
وأضافت: “ينبغي على العالم أن يتخذ خطوات شجاعة لتحقيق الاستقرار في المناخ، وتنفيذ استراتيجيات فعّالة للتكيّف مع الجبال، وتطبيق حلول قائمة على الطبيعة تدعم مسارات التنمية المستدامة المقاومة لتغيّر المناخ”.
أما أناكلوديا روسباخ، فأعربت في رسالتها المصوّرة عن سعيهم إلى تطوير سياسات عالمية للمياه، وقالت: “نحن في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية نثمّن الحملة الوطنية لكفاءة المياه التي أطلقتها السيدة أمينة أردوغان، عقيلة رئيس الجمهورية التركية. فهذه الحملة تهدف إلى حماية الموارد المائية في تركيا، عبر نهج يقوم على انعدام الهدر المائي في جميع القطاعات”.
– توقيع “بروتوكولات التعاون في مجال كفاءة المياه”
وشهد البرنامج، الذي تخللته مقطوعات موسيقية قدّمتها “مجموعة البحث والترويج للموسيقا التركية”، تنظيم عروض مرئية، وتوزيع جوائز من قبل عقيلة الرئيس التركي، على الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة اليوم العالمي للمياه في فئات الرسم، والتعبير الكتابي، والتصوير، والملصقات.
وقدّمت أمينة أردوغان، دروعًا تكريمية لكل من والي أفيون قره حصار (وسط تركيا) كبرى كوران يكيت باشي، والمواطن التركي صالح ألطون ايشيق، الذي يعمل سائقًا لسيارة أجرة، الفائزَين بجائزة فئة “كفاءة المياه قبل أن تعطش المدن”، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة المستثمرين في المنطقة الصناعية بولاية قوجه ايلي (غرب)، علي كيبار، الحاصل على جائزة “كفاءة ترشيد المياه”، والمزارعة إيلكنور غُل، الحائزة على جائزة “كفاءة ترشيد استخدام المياه في قطاع الزراعة”.
وعقب حفل توزيع الجوائز، تم توقيع “بروتوكولات التعاون من أجل كفاءة وترشيد استخدام المياه”، وشارك في التوقيع كلّ من وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، ووزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، ووزير التعليم الوطني يوسف تَكِين، ووزير الدفاع الوطني يشار غولَر، ووزير الشباب والرياضة عثمان أشقن باك، ورئيس الشؤون الدينية علي أرباش، ورئيس مجلس التعليم العالي أرول أوزوار.
كما شاركت أمينة أردوغان أيضًا في عرض محاكاة أُعدّ بهدف نشر الوعي حول مخاطر الجفاف الذي قد يواجه العالم مستقبلًا بسبب آثار تغيّر المناخ وسوء استخدام المياه.
وتفقّدت عملًا فنيًا على هيئة مجسّم للكرة الأرضية مصنوع من الجليد، والمصمم ليتحلّل تدريجيًا في إشارة إلى ذوبان الأنهار الجليدية بفعل تغير المناخ، حيث وجّهت الانتباه إلى أهمية المياه من خلال أمثلة على العادات الصحيحة والخاطئة في استخدام المياه.
كما تابعت مسرحية للأطفال بعنوان “قطرة الماء الصغيرة”، التي تشرح أهمية المياه والاستخدام السليم لها عبر سرد قصصي موجه للأطفال.
واطلعت أمينة أردوغان، أيضًا على مجسّمات تعريفية تشرح عمل كل من نظام إدارة المياه الذكية في أضنة (جنوب تركيا)، ومنشأة ري المياه المنزلية المعالجة في مركز أفيون قره حصار (وسط)، وتلقّت شرحًا مفصلًا حول هذه المشاريع.
وشهد البرنامج أيضًا مشاركة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية مصطفى دمير، والمديرة العامة لمركز الإحصاء والبحوث الاقتصادية والاجتماعية للدول الإسلامية (سيسريك) زهرة زمرد سلجوق، والمديرة العامة لإدارة المياه بوزارة الزراعة والغابات أفيره سور، ورئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول عبد الله أوزدمير، بالإضافة إلى عدد من نواب الوزراء، والولاة، وممثلي منظمات المجتمع المدني الدولية. قبل أن يتم اختتام البرنامج بالتقاط صورة جماعية للمشاركين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات