أنقرة / الأناضول
أكد الصحفي الفلسطيني يونس الطيراوي أهمية توثيق جرائم الحرب التي يرتكبها الجنود الإسرائيليون في قطاع غزة، وقال إنهم لا يوجهون جيشا بل منظمة إجرامية ومرتكبو مجازرها واضحون.
وفي حديث للأناضول، أشار الطيراوي إلى أن الصور التي نشرها جنود إسرائيليون عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تمثل أدلة مهمة على جرائم الحرب.
وأضاف: “عندما يبدأ الفلسطينيون بغزة الحداد، سيرغبون في معرفة من هم المجرمون الذين قتلوا أحباءهم. ستكون هذه الوثائق أداة لتحقيق العدالة حين يأتي ذلك اليوم”.
وذكر أنه تعرض لتهديد المخابرات الإسرائيلية، وأنه وُصف بأنه “مؤيد للإرهاب” في خبر نشر على “قناة 13″، إحدى كبرى قنوات التلفزة العبرية.
وأفاد بأن قائد كتيبة إسرائيلية قال له: “سوف نلاحقك ونعثر عليك وعلى كل من يدعم الإرهاب”.
** 3 عدسات لفهم جرائم إسرائيل
وأشار الصحفي الفلسطيني إلى وجود ثلاث عدسات لفهم جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقال: “العدسة الأولى هي صور الصحفيين الفلسطينيين التي تظهر الدمار والمجازر وحرق المنازل في غزة، وهي تنقل المأساة الإنسانية بأدق صورة”.
وأضاف أن “العدسة الثانية تصريحات المتحدثين الإسرائيليين دانيال هاغاري وأفيخاي أدرعي، والتي تترجمها وسائل الإعلام الغربية”.
“أما العدسة الثالثة فهي الصور التي يتداولها الجنود الإسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي. وهي تكشف بوضوح ما يحدث في غزة”، وفق الصحفي الفلسطيني.
** البداية في منصة “تيك توك”
وذكر الطيراوي أن جنود الاحتلال الإسرائيلي بدأوا مشاركة جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبوها في غزة على منصة تيك توك أولا.
ولفت إلى أن هؤلاء الجنود نشروا مقاطع فيديو حولوا فيها الدمار الذي ارتكبوه في المنطقة إلى مادة ترفيهية مع شعور “بالفخر”.
وعن أولى لقطات لجرائم حرب صادفها على وسائل التواصل الاجتماعي، قال الطيراوي: “شاهدت فيديو يظهر جنود إسرائيليين في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة. كانوا يضحكون ضحكا هستيريا ويلعبون على لوحة مفاتيح حاسوب داخل المدرسة التي كانت مدمرة تماما”.
وأضاف: “كانت هذه الضحكات في مدرسة يتلقى فيها الأطفال تعليمهم. هذه اللقطات صدمتني بشدة”.
وذكر أنه عقب حظر المنصة مثل هذه المقاطع، تحول الجنود الإسرائيليون إلى منصات أخرى لمشاركة الصور والفيديوهات.
وأردف: “كان الجنود الإسرائيليون ينشرون مقاطع فيديو تظهرهم وهم يقصفون مباني مدنيين فلسطينيين. حاولت أن أفهم السبب وراء ذلك، لماذا تخرج هاتفك وتلتقط هذه الصور في منطقة حرب؟”.
وتابع: “تعلمت منذ طفولتي أن الحروب مليئة بالعنف والدمار واليأس، لكن هؤلاء الجنود كانوا يضحكون ويمرحون”.
وأكمل: “حوَّل الجنود هذه الفظائع إلى موضوع للترفيه بقولهم: أنا الآن في غزة بدلا من تايلاند، أنا في رفح بدلا من نيويورك”.
** تدمير غزة كلها
وأشار الطيراوي إلى أن جنود الاحتلال لم يقتصروا على تصوير الدمار فحسب، بل ارتدوا الثياب الداخلية للفلسطينيات وشاركوها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر أنهم وثقوا جرائم الجيش الإسرائيلي مثل قتل المدنيين العزل وحرق المساجد والمدارس خلال عمليته العسكرية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأشار الصحفي الفلسطيني إلى الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في جامعة الأزهر، ثاني أكبر جامعة في غزة.
وقال: “لا أستطيع أن أنسى أبدا ما قاله جندي إسرائيلي وهو يشير إلى الجامعة. قال: أيها المساكين، قصفنا هذه الجامعة، ولن تصبحوا مهندسين بعد الآن”.
كما تطرق إلى قصف الجيش الإسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي، مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، وهو الوحيد في القطاع لمعالجة مرضى السرطان.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي استخدم المستشفى مركزا لعملياته العسكرية في بداية الاجتياح، وأنه تمت كتابة كلمات عنصرية على جدرانه مثل “الموت للعرب” وعلى المدخل حيث العلم التركي معلقا.
وأشار إلى أن كتيبة الهندسة العسكرية الإسرائيلية 749 التي تعمل في منطقة نتساريم الفاصلة بين جنوب غزة وشمالها دمرت مساحة كبيرة بالكامل.
وذكر أن الحساب الرسمي للكتيبة على أحد منصات التواصل الاجتماعي، نشر تعليقا قيل فيه: “مهمتنا تسوية غزة بالأرض، لا أحد يمكنه إيقافنا أو منعنا”.
** حرق منازل غزة أمر طبيعي بالمجتمع الإسرائيلي
وأوضح الصحفي الفلسطيني أن هذه الصور تعزز روح الحرب داخل المجتمع الإسرائيلي.
وقال: “نعتبر حرق المنازل جريمة، ولكن في المجتمع الإسرائيلي يعد ذلك أمرا طبيعيا”.
وأشار إلى أن بعض الجنود الذين ارتكبوا جرائم في غزة نشأوا خارج إسرائيل ويحملون جنسية مزدوجة.
وذكر أن من بين العسكريين الذين يخدمون في وحدات القناصة، جنودا من دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وجنوب إفريقيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا.
وشدد على أن منشورات الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي توثق بوضوح جرائم ضد القانون الدولي.
وأضاف: “أثناء نهب جندي إسرائيلي منزلا في خان يونس قال: أكسر أدوات مطبخكم الآن. إذا كنتم ستشكونني إلى (محكمة العدل الدولية في) لاهاي، فافعلوا”.
وأردف: “بالنسبة إليهم، لا يوجد مدنيون في غزة، الجميع من حماس. حتى عندما يتعلق الأمر بطفل صغير، يقولون إنه من حماس”.
ولفت الصحفي الفلسطيني إلى أن الجنود الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب في غزة لم يعاقبوا، بل على العكس نالوا إشادات وترقيات.
وتابع: “يجب أن نكشف عن أسمائهم لضمان محاسبة الجناة. نحن لا نواجه جيشا إسرائيليا، بل منظمة إجرامية، والمرتكبون لهذه الجرائم واضحون”.
وأكمل الطيراوي: “الضباط والجنود في غزة يرتكبون القتل بصورة مباشرة. لذلك يجب أن نركز اهتمامنا عليهم”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات