القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
هاجم السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل دافيد فريدمان، الاثنين، مبعوث الرئيس دونالد ترامب لشؤون الأسرى الإسرائيليين آدم بوهلر؛ على خلفية تفاوضه مع حركة “حماس” واعتباره أنه يمكن الاتفاق معها.
وقال فريدمان، وهو أحد المقربين من الرئيس ترامب، عبر منصة إكس: “الأسبوع الماضي قدم الرئيس ترامب لحماس خيارا ثنائيا: إما إطلاق سراح جميع الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) والاستسلام أو التدمير، هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
وأضاف فريدمان: “إذا سمعت بوهلر بشكل صحيح في برامج الأخبار الأحد، فقد اتخذ خطوة غير مسبوقة بالاجتماع مع حماس للنظر في طريق ثالث، وهو إمكانية التوصل إلى اتفاق بحيث لن تشارك حماس في حكم غزة”.
وادعى أن “الصفقة مع حماس مضيعة للوقت ولن يتم الوفاء بها أبدا”، وتوجه إلى بوهلر قائلا: “أعلم أنك تقصد الخير، ولكن استمع إلى رئيسك، يجب أن يظل الاختيار ثنائيا”.
والأحد وصف بوهلر، في تصريح لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، المحادثات مع “حماس” بأنها “مفيدة للغاية”.
وقال: “أعتقد أن هناك أملا، ويمكن أن ترى شيئا مثل هدنة طويلة الأمد، حيث يتم الإفراج عن الرهائن، وتتخلى حماس عن أسلحتها، وأعتقد أن هذا واقع قريب جدا”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكد بوهلر صحة تقارير عن انزعاج وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر من محادثاته مع “حماس”، وقال: “أتفهم الفزع والقلق، ولم أكن منزعجا”.
وأضاف: “نحن الولايات المتحدة، لسنا وكلاء لإسرائيل، ولدينا مصالح محددة في اللعبة”.
ووصف بوهلر قادة “حماس” الذين التقاهم بأنهم “رجال طيبون جدا”، ثم تراجع لاحقا في مقابلات مع محطات تلفزة إسرائيلية عن هذا الوصف.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
ولذلك زعم نتنياهو في 8 مارس، أن “حماس” ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وقرر استخدام سلاح “التجويع” المحرم دوليا، بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بداية من الأحد.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
في المقابل أكدت “حماس” مرارا التزامها بالاتفاق وطالبت بإلزام إسرائيل به، ودعت الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات “ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق”.
ويواصل نتنياهو تحديه للقانون الدولي، ويتجاهل إصدار المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مذكرتي اعتقال بحقه هو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات