واشنطن / الأناضول
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن بلاده ترغب في زيادة تدفّق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة حركة حماس.
يأتي ذلك وسط كارثة إنسانية يعيشها القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق والتي تفاقمت مؤخرا بسبب موجة برد قاسية وأمطار غزيرة أودت بحياة عدد من الفلسطينيين.
وجاءت تصريحات روبيو خلال اجتماع لتقييم نهاية عام 2025، عقده أمام الصحفيين في مقر الخارجية الأمريكية، الجمعة، بحسب مراسل الأناضول.
ورغم المجازر الإسرائيلية المتواصلة في القطاع، تحدث روبيو أن “عملية وقف إطلاق النار في غزة ما زالت مستمرة” وأن “الاشتباكات واسعة النطاق تراجعت مقارنة بالمراحل السابقة من الحرب، غير أن بعض التحديات ما زالت قائمة”.
وتواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقتلت وأصابت خلالها مئات الفلسطينيين، وكان آخرها، اليوم الجمعة استهداف الجيش الإسرائيلي مركز إيواء أثناء حفل زفاف بداخله في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما تسبب بمقتل 6 فلسطينيين وإصابة عدد آخر.
بموازاة ذلك، تستمر تل أبيب في فرض حصار خانق رغم الكارثة الإنسانية التي تعصف بأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، حيث تنصلت من التزاماتها ومنعت دخول المساعدات بالكميات المتفق عليها بموجب الاتفاق.
وبشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، أوضح روبيو أن “المباحثات متواصلة بشأن ذلك وواشنطن على تواصل وثيق مع العديد من الدول المعنية في هذا الصدد”.
ولفت إلى أن التطبيق الكامل للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار سيفتح الطريق للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، مشددا على أن “الإدارة الأمريكية تركز حاليا بشكل كبير على هذا الملف”.
ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لمناقشة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث تماطل تل أبيب في الانتقال إليها متذرعة ببقاء جندي لها في الأسر بغزة، رغم أن الفصائل الفلسطينية تواصل عمليات البحث عنه وسط الدمار الهائل الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين.
وتتناول المرحلة الثانية عدة قضايا جوهرية، وهي: “تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من القطاع، إضافة لنزع سلاح حماس”.
وتابع روبيو حديثه: “لهذا السبب نتحرك بهذه العجلة، ونهدف بالدرجة الأولى إلى الوصول لمرحلة يتم فيها تشكيل قوة الاستقرار الدولية، التي تشرف عليها إدارة تكنوقراطية مكوّنة من فلسطينيين، وقادرة على تعزيز إمكانات مجلس السلام وفي نهاية المطاف توفير الحوكمة”.
ولم يتطرق روبيو إلى تفاصيل كثيرة عن الدول التي ستشارك في قوة الاستقرار الدولية أو طبيعة الهيكل الذي سيتم إنشاؤه، لكنه أشار إلى أن “باكستان ودولا أخرى (لم يسمها) ما زال يتعيّن عليها تقديم توضيحات بشأن بعض الجوانب المتعلقة بآلية العمل، وأنه بعد ذلك فقط يمكن إحراز تقدم ملموس”.
وأردف: “نحن ممتنون جدا لعرض باكستان الانضمام إلى هذه القوة، لكن قبل أن نطلب التزاما نهائيا من الجميع، فإننا مدينون لهذه الدول بتقديم بعض الإجابات”.
وفيما يتعلق بمجلس السلام الذي سيتولى إدارة العملية في غزة، قال روبيو: “عندما يتم تشكيل هذا المجلس، أعتقد أننا سنتمكن من اتخاذ قرارات حاسمة بشأن قوة الاستقرار”.
وأضاف: “سيشمل ذلك كيفية تمويل القوة، وقواعد التدخل، ودورها في عملية نزع السلاح، وغيرها من القضايا المشابهة”.
ومنذ سريان وقف النار في 10 أكتوبر الماضي، تواصل تل أبيب خروقاتها للاتفاق الذي أنهى حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع، وارتكبت نحو 738 خرقا، وقتلت أكثر من 395 فلسطينيا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الثلاثاء الماضي.
وخلّفت الإبادة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 ودعمتها واشنطن واستمرت عامين، أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات