طرابلس / وسيم سيف الدين / الأناضول
تراجع الاهتمام بزينة رمضان في عدة مدن رئيسية داخل لبنان، في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، وتزامنا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
لكن بعض اللبنانيين أبى إلا أن يستقبل الشهر الفضيل ولو بزينة خجولة، وبطريقة مختلفة عن الأعوام الماضية، بسبب تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية بالبلاد، إضافة إلى الحرب في جنوب البلاد وقطاع غزة.
يحظى شهر رمضان بأهمية خاصة لدى المسلمين في لبنان، إذ شهدت السنوات الماضية إضفاء الطابع الديني خلال الشهر الكريم في مدن مثل طرابلس وصيدا وبيروت، عبر تزيين الشوارع والأماكن العامة.
لكن ومنذ 2020، تراجعت هذه المظاهر وسط دخول البلاد في أزمة اقتصادية طاحنة منذ الربع الأخير 2019، فاقمتها الحرب على قطاع غزة والتوترات جنوبي لبنان مع إسرائيل.
وقبل أيام من بدء رمضان، تداعى بعض أصحاب المحال التجارية والجمعيات الأهلية، إلى وضع الزينة وتعليق الفوانيس والإضاءة بأشكال مختلفة تنطلق من روحية الشهر الكريم.
مراسل الأناضول جال في شوارع وأزقة طرابلس (شمال) والعاصمة بيروت (وسط)، حيث لوحظ اقتصار الزينة والإضاءة على بعض الأماكن والشوارع الرئيسية في المدنيتين.
في بيروت، اقتصرت الزينة على الوسط التجاري، حيث أقيمت قرية رمضانية ووضعت الزينة على كافة المساجد والساحات القريبة منها، كما انتشرت الزينة في بعض الشوارع في الطريق الجديدة ومار الياس وبربور وغيرها.
وفي طرابلس -وفق مراسل الأناضول- اقتصرت الزينة على عدد قليل من الأماكن مثل شارع رياض الصلح في طريق الميناء، وشارع الأندلس ودوار مرج الزهور في أبي سمرا وساحة المدينة الرئيسية.
تقول ياسمين الغمراوي رئيسة جمعية “للخير أنا وأنت” (أهلية): “نحن نستقبل رمضان وقد قررنا رغم الظروف الصعبة التي تمر فيها المنطقة، وخصوصا ما يحصل في غزة وجنوب لبنان، أن ننشر الفرحة بالزينة”.
وأضافت للأناضول، أن طرابلس في السابق كانت تزين كل شوارعها.. “وكل أهل المدينة يحتفلون باستقبال الشهر، ولكن هذا العام الزينة خجولة.. نشعر مع أهلنا في غزة”.
ولفتت إلى أن الوضع الاقتصادي في لبنان لا يساعد أن تتوسع الزينة كما السنوات السابقة.. “الجمعية قامت بهذه المبادرة لكي لا تدع الشهر يمر من دون زينة، ولو بشارع واحد.. لنبعث برسال نعم لاستقبال رمضان ببهجة”.
** الأزمة الاقتصادية
من جهته، قال المواطن عبد الكريم فياض، إن مدينة طرابلس هذا العام لا تستقبل شهر رمضان المبارك ببهجة كما كل عام.
وأضاف: “في الأعوام السابقة كانت البلدية، هي من تزين أسواق المدينة، والمواطنون يزينون شرفات منازلهم احتفالا بقدوم رمضان”.
ولفت إلى أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان منذ 2019، والتي تأثرت فيها طرابلس بشكل كبير، انعكست على الكماليات التي كانت سائدة عند المواطنين.
“المواطن أصبح يستبدل ثمن الزينة بإفطار لأولاده، والتجار الذين تراجع العمل لديهم أصبحوا يقفلون محالهم مبكرا”.
** مبادرات فردية
بدروه، أوضح الشاب رشيد نصر الدين الصايغ لمراسل الاناضول أن بلدية طرابلس كانت تزين المرافق العامة كل عام، ولكن هذا العام لم تقدم على ذلك بسبب الأزمة الاقتصادية”.
وأضاف: “بادرنا أنا وأصدقائي من أبناء الحي (الميناء)، بتزيين جزء من المرافق.. أحببنا نشر الفرح والسرور على وجوه أبناء المنطقة لاستقبال شهر رمضان ونجعلهم يشعرون ان لهذا الشهر ميزة خاصة”.
ويعاني اللبنانيون منذ 2019 أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي بقيمة العملة المحلية مقابل الدولار من 1500 ليرة / دولار إلى 90 ألف ليرة حاليا، فضلا عن شح بالوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات