الخرطوم / عادل عبد الرحيم / الأناضول
امتدت الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية في السودان إلى مناطق جديدة الجمعة أول أيام عيد الفطر، فيما بلغت حصيلة سبعة أيام من القتال بين الطرفين 413 قتيلا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
يأتي ذلك على الرغم من إعلان “الدعم السريع”، عبر بيان في وقت مبكر من صباح الجمعة، هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر، بناء على “تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية”، وموافقة الجيش لاحقا عليها.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان، مقتل 413 شخصا وإصابة 3 آلاف و551 آخرين منذ بدء الاشتباكات في 15 أبريل/ نيسان الجاري بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
فيما قال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في تصريح متلفز، إنه تم رصد أكثر من 400 وفاة في كل مستشفيات البلاد.
لكن لجانا طبية مستقلة تحدثت، عبر بيانات، عن صعوبة الحصول على عدد كامل ودقيق للضحايا في ظل عدم وصول بعضهم إلى مستشفيات وانتشار جثث في شوارع وعدم القدرة على التعامل معها جراء القتال.
ميدانيا، قال شهود عيان لمراسل الأناضول إن اشتباكات شرسة تدور الجمعة في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم والمناطق الواقعة إلى الشرق منه.
فيما أفاد آخرون بأن أحياء جنوبي الخرطوم، الصحافة وركويت والمعمورة والامتداد، تشهد اشتباكات.
وللمرة الأولى، امتدت المواجهات إلى ولاية الجزيرة (وسط) المتاخمة للخرطوم على الطريق القومي إلى مدينة ود مدني، وفقا لمراسل الأناضول.
وذلك الطريق هو أحد أكبر المنافذ الرئيسة، واستخدمه مدنيون خلال الأيام الماضية لمغادرة الخرطوم هربا من القتال.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات للمواطنين بعدم الخروج عبر طريق مدني الخرطوم لأنه “أصبح غير آمن”.
وخلال الأيام الماضية دارت اشتباكات بين الطرفين في 9 ولايات من أصل 18 في البلاد.
والجمعة، اتهم الجيش عبر بيان قوات “الدعم السريع” باقتحام مخزن للهلال الأحمر في المنطقة الصناعية بمدينة بحري، ونهب سيارات ومواد غذائية وطبية.
وتبادل الجيش و”الدعم السريع” اتهامات ببدء كل منهما السبت هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.
وفي عام 2013 تشكلت “الدعم السريع” لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها “متمردة” عقب اندلاع الاشتباكات.
وأبرز شخصيتين في الاقتتال الراهن هما: قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه في المجلس قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها بشأن مقترح لدمج قوات “الدعم السريع” في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين هي مدة مرحلة انتقالية مأمولة، بينما يتمسك حميدتي بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعا من الطرفين في السلطة والنفوذ.
وجراء خلافتهما تأجل مرتين، آخرهما في 5 أبريل الجاري، توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عبر حزمة إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات