شكري حسين/ الأناضول
– أهداف الغارات الإسرائيلية بصنعاء: المطار ومحطة كهرباء حزيز بمديرية سنحان
– أهداف الغارات الإسرائيلية بالحديدة: محطة كهرباء رأس كثيب وميناءي الحديدة ورأس عيسى النفطي
– من المتوقع أن تتسبب الغارات في تعطيل حركة الطيران من وإلى مطار صنعاء لفترة ليست بالقصيرة
– تعطل عمل محطتي كهرباء حزيز ورأس كثيب قد يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من الأسر في صنعاء والحديدة من الكهرباء
– تعطيل ميناء الحديدة قد يقود ذلك إلى مصاعب حياتية للمواطنين اليمنيين بمناطق سيطرة الحوثيين
– الغارات قد تتسب في خسائر للحوثيين من رسوم بيع الكهرباء وعوائد الجمارك والضرائب من الموانئ
– زعيم جماعة الحوثيين أكد في كلمة متلفزة “استمرار اليمن في عملياته العسكرية النوعية ضد العدو مهما كانت الضغوط والإغراءات”
– القناة “14” العبرية: الهجوم على اليمن اليوم قد يمثل بداية لسلسلة هجمات ضمن سياسة جديدة تقوم على “مواصلة مهاجمة الحوثيين ما دامت الجماعة تواصل هجماتها على إسرائيل”
شنت إسرائيل، مساء الخميس، سلسلة غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين.
وهذا الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن خلال العام الجاري، لكنه الأوسع من بينها، وفق إعلام عبري.
ويأتي بالتزامن مع تصعيد الحوثيين هجماتهم على إسرائيل والسفن المتوجهة إليها ردا على حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
** المواقع المستهدفة بصنعاء
وبشأن المواقع التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، الخميس، قالت قناة “المسيرة” الحوثية إنها شملت بالعاصمة مطار صنعاء الدولي، ومحطة كهرباء حزيز المركزية بمديرية سنحان.
وأوضحت القناة، أن الغارات على مطار صنعاء طالت برج المراقبة وقاعة الوصول، قبيل دقائق من هبوط طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية، ما أدى إلى مقتل 3 من موظفي المطار، وإصابة 16 آخرين، بينهم قائد طائرة أممية هبطت لنقل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
ورغم عدم الكشف على الفور عن طبيعة الخسائر التي طالت مطار صنعاء جراء الغارات الإسرائيلية، إلا أنه من المتوقع أن يتسبب في تعطيل حركة الطيران من وإلى المطار لفترة ليست بالقصيرة.
وفي أبريل/ نيسان 2022، أعلنت هيئة الطيران المدني والأرصاد الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، عن تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء، بعد أن ظل مغلقًا أمام الرحلات المدنية من قبل التحالف العربي منذ 2016، بعد اتهام الحوثيين الذين يسيطرون عليه، باستخدامه لأغراض عسكرية، وهو الأمر الذي تنفيه الجماعة.
أما محطة كهرباء حزيز المركزية، فقد يؤدي تعطيلها عن العمل إلى حرمان مئات الآلاف من الأسر من الكهرباء، خاصة أن هذه المحطة تعتبر المورد الأساسي الذي يغذي صنعاء بالطاقة الكهربائية.
** المواقع المستهدفة بالحديدة
وفي محافظة الحديدة، طالت الغارات الإسرائيلية محطة كهرباء رأس كثيب، وميناء الحديدة، وميناء رأس عيسى النفطي، وأدت إلى مقتل شخص وفقدان 3 آخرين في الميناء الأخير، وفق قناة “المسيرة”.
وإذا ثبت أن الغارات الإسرائيلية تسببت في تعطيل ميناء الحديدة، كما قالت القناة الـ”14″ العبرية الخاصة، فقد يقود ذلك إلى مصاعب حياتية للمواطنين اليمنيين بمناطق سيطرة الحوثيين.
إذ يعتمد اليمنيون بشكل كبير على استيراد الغذاء والدواء والوقود، ويُعد ميناء الحديدة البوابة الرئيسية لدخول هذه السلع إلى البلاد.
كما يسيطر الحوثيون على عائدات الميناء من الرسوم الجمركية والضرائب، مما يوفر لهم تمويلا كبيرا لدعم عملياتهم العسكرية واللوجستية.
وبالتالي قد يؤدي توقفه عن العمل إلى خسارتهم هذه العوائد.
كما قد يتسبب تعطل عمل محطة رأس كثيب، إلى معاناة مئات آلاف السكان في الحديدة من انقطاعات الكهرباء، كونها المورد الأساسي الذي يغذي هذه المحافظة بالطاقة الكهربائية.
علاوة على ذلك قد يعود قصفها بخسائر مادية على جماعة الحوثي، كونها تجني بفضل هذه المحطة ملايين الدولارات سنويا من عوائد بيع الكهرباء التي تولدها، والتي تتحصل عليها من المحال التجارية والشركات والمصانع ومنازل المواطنين.
أما ميناء رأس عيسى النفطي فهو عبارة عن خزان عائم مؤهل لتحميل وشحن السفن بالنفط، وكان قبل الحرب يتم التصدير عبره، فيما حاليا يستخدم لتفريغ سفن النفط.
وتعد الحديدة واحدة من أهم المحافظات اليمنية، كونها تحوي مطارا دوليا و3 موانئ حيوية ومعسكرات، إضافة إلى امتلاكها شريطا ساحليا طويلا.
** مستقبل المواجهات
وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة هجمات الحوثيين بالصواريخ والمسيرات على تل أبيب، وسط انتقادات حادة من المعارضة الإسرائيلية وقادة عسكريون سابقون لفشل الجيش في التصدي لهجمات الحوثيين وعدم قدرة الحكومة على وقف هذا التهديد.
إذ تتسبب هذه الهجمات في إرباك واسع لملايين الإسرائيليين الذين يضطرون للهرولة إلى الملاجئ والغرف الآمنة، ويزيد من صعوبة الأمر أن الحوثيين يختارون لهجماتهم أن تكون ليلا.
وبخصوص مستقبل المواجهات بين الجانبين، أكد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، خلال كلمة متلفزة الخميس، “استمرار اليمن في عملياته العسكرية النوعية ضد العدو مهما كانت الضغوط والإغراءات”.
من جانبه قال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، إنه “إذا فكر العدو الصهيوني أن إجرامه يوقف اليمن عن مساندة غزة فهو واهم”، بحسب ما نقلت عنه قناة “المسيرة”.
من جانبه توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، جماعة الحوثي في اليمن بردعها بعد تصاعد هجماتها بالصواريخ والمسيرات على تل أبيب في الأسابيع الأخيرة.
ونقلت القناة “14” العبرية الخاصة عن مسؤولين إسرائيليين كبار في المؤسسة الأمنية إن الهجوم على اليمن، اليوم، قد يمثل بداية لسلسلة هجمات ضمن سياسة جديدة تقوم على “مواصلة مهاجمة الحوثيين ما دامت الجماعة تواصل هجماتها على إسرائيل”.
ورغم ذلك، تشير وسائل إعلام عبرية إلى حيرة لدى المؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب حاليا بشأن كيفية وقف هجمات الحوثيين، خاصة أن الهجمات الإسرائيلية السابقة على المواقع الحيوية في المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة لم تردعها عن مواصلة هجماتها.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة، الخميس، إنه “تثار في المحادثات مع الأمريكيين مسألة احتمال شن هجوم كبير على الأراضي اليمنية، وينسق الطرفان الأمر عن كثب”.
وأضافت: “تعترف إسرائيل بأن الحوثيين (عدو) صعب المراس، فهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، وخلافا للعناصر الأخرى في المحور الشيعي التي عانت من ضربات شديدة، فإن الحوثيين في حالة معنوية عالية، ويشكلون اليوم عاملا نضاليا يتمتع بتعاطف كبير بين الشعوب العربية”.
ووفق الصحيفة فإن “إسرائيل تدرك أن هجوما جديدا لن يحل المشكلة، وبالتالي هناك حاجة إلى تغيير جذري وعميق”، في إشارة إلى تكهنات باحتمال شن هجوم بري دولي للإطاحة بالحوثيين.
ومنذ 21 سبتمبر 2014، تسيطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران على محافظات ومدن يمنية، بينها العاصمة صنعاء (شمال).
وأردفت الصحيفة: “في إسرائيل يقدرون أن هذا (التغيير الجذري والعميق) لا يمكن أن يحدث إلا بعد تولي إدارة ترامب السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني (2025)، على أمل أن يتخذ موقفا صارما ضد الحوثيين”.
وسبق أن نفذت إسرائيل 3 هجمات على اليمن خلال العام الجاري، ففي 20 يوليو/ تموز، شنت سلسلة غارات جوية على ميناء الحديدة، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن خسائر مادية كبيرة قدرتها جماعة الحوثي بنحو 20 مليون دولار.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على مواقع غربي اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، شنت إسرائيل سلسلة غارات استهدفت محطات توليد الكهرباء في صنعاء وميناءي الحديدة والصليف، ومنشأة رأس عيسى النفطية، ما أسفر عن 9 قتلى و3 مصابين، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية وحرمان مئات آلاف الأسر من الكهرباء.
و”تضامنا مع قطاع غزة”، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة.
كما تشن الحوثي من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب (وسط)، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
وبدعم أمريكي أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عن أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات