عمان / ليث الجنيدي/ الأناضول
– محافظة حماة السورية تعرضت لزلزال قوته 5.2 نتج عنه 60 هزة ارتدادية أشدها الجمعة بقوة 4.9
– القرب الجغرافي لسوريا أثار مخاوف الأردنيين لا سيما مع وقوع البلدين على “الصفيحة العربية” للقشرة الأرضية
** رئيس قسم مرصد الزلازل الأردني غسان سويدان للأناضول:
– الأردن لديه 23 محطة رصد زلزالي، والهزّات في معدلها الطبيعي وتبعد عن عمان مئات الكيلو مترات
– النشاط الزلزالي بالأردن معتدل.. نسجل سنويا 120 هزة بالأردن تراوح بين 1.8 و3.5 درجات و99 منها غير محسوسة
– نتعاون مع العديد من المراصد العالمية وفي المنطقة ونتبادل المعلومات وخاصة مع الجانب التركي
في 6 فبراير/ شباط 2023 ضرب زلزال مدمر جنوب شرق تركيا وشمال سوريا؛ ما تسبب بمصرع عشرات آلاف الأشخاص، فضلا عن دمار واسع.
تعرضت سوريا – الجارة الشمالية للأردن – خلال الأسبوع الماضي لـ61 هزة أرضية راوحت قوتها بين 5.2 درجات إلى 2 درجة على مقياس ريختر.
هذه الهزات أثارت مخاوف الأردنيين من احتمال حدوث هزات في بلادهم، لا سيما وأن الدولتين تقعان على “الصفيحة العربية” للقشرة الأرضية.
وشعر مواطنو الأردن باثنتين من هزات سوريا الأولى في 12 أغسطس/ آب الجاري، والثانية في 16 من الشهر ذاته.
وكان قسم مرصد الزلازل التابع لوزارة الطاقة الأردنية، من أوائل مراصد العالم التي أعلنت عن هذه الهزات؛ بفضل استخدامه أحدث أجهزة الرصد ووجود 23 محطة رصد في أرجاء المملكة.
رئيس قسم المرصد الأردني غسان سويدان، يقول في مقابلة مع الأناضول من مكتبه بالعاصمة عمان، إن تلك الهزّات “في معدلها الطبيعي”.
ويضيف سويدان أن “المملكة تبعد عنها مئات الكيلو مترات”، والإعلان المستمر عما يتم رصده هو “نتيجة لتطور أجهزة الرصد التي تسجل الهزة حتى من درجة واحدة”.
الصفيحة العربية
ويتابع: “كل البلاد العربية في قارة آسيا – باستثناء فلسطين – تقع على الصفيحة العربية، ونشترك من خليج العقبة مع سوريا وحتى جنوب تركيا بما يسمى صدع البحر الميت، وهو الفالق النشط الذي تحدث عليه الزلازل”.
ويوضح أن “الصفيحة العربية أسرع من صفيحة سيناء، والحركة بينهما انزلاقية جانبية، وتحركت الأولى باتجاه الشمال نحو 105 كيلو مترات على مدار ملايين السنين، فالحركة التقريبية سنويا هي 1 سنتيمترا”.
وفيما يتعلق بهزات سوريا الأخيرة، أفاد بأنها “تبعد عن العاصمة عمان مئات الكيلومترات، والإعلان عنها من جانبنا يأتي في إطار متابعتنا لأنشطة الزلازل في المنطقة والعالم، وعن طريق ما حصلنا عليه من معلومات نشرها مركز رصد الزلازل السوري”.
ويستطرد: “الزلزال الرئيس كان يوم الاثنين (12 أغسطس) بقوة 5.2 درجات، أعقبه 60 هزة ارتدادية كانت أقواها الجمعة الماضية (16 أغسطس) بقوة 4.9”.
ويشير إلى أنه “منذ 100 عام، بدأ قياس الزلازل بالأجهزة الحديثة، وسابقا لم يكن هناك أجهزة تسجلها بشكل دقيق، فحساسية الرصد زادت بدءا من درجة واحدة”.
ويلفت إلى أنه “من درجة واحدة إلى ثلاث درجات تعد زلازل غير محسوسة، ولكن أجهزة الرصد في الأردن تسجلها بوضوح”.
ويستدرك: “الناس تعتقد أن الزلازل زادت، والحقيقة هي كما قلت لك بأن الأجهزة ذات حساسية عالية للرصد، فالفرق بين الدرجة والأخرى نحو 32 ضعفا”.
التعامل مع الزلازل
ويقسّم سويدان كيفية التعامل مع الزلازل إلى ثلاث مراحل، وهي قبل الحدوث وخلاله وبعده، مبيّنا أن لكل جهة في الأردن اختصاصها في كيفية التعامل والتعاطي معها.
ويوضح أن “المرحلة الأولى هي الاستعداد من خلال إجراء الدراسات الجيولوجية وتحديد المناطق الزلزالية”.
والمرحلة الثانية تتعلق بتوعية المجتمع في كيفية التصرف والتعامل مع الزلازل أثناء الحدوث، أما الثالثة فهي مرحلة التعافي والخروج منه بأقل الخسائر”، حسب سويدان.
ويتابع: “نقوم بنقل نتائج دراساتنا إلى الجهات المختصة، والتي بدورها تنقلها إلى المهندسين المدنيين؛ لتحديد (خصائص) كود البناء بالمملكة، بما يتناسب مع الحالة الزلزالية، وهذا يعتمد على نوعية البناء ومكانه ونوعية التربة؛ لتجنب الآثار التدميرية للزلازل”.
النشاط الزلزالي بالأردن
سويدان يؤكد أن “النشاط الزلزالي في الأردن معتدل”، و”منذ عام 1983 وحتى اليوم، كان أقوى الزلازل التي تعرضت لها المملكة عام 2004 بقوة 5 درجات، ولم يترتب عليه أي أضرار أو خسائر، وكان بمثابة اختبار لمدى ملائمة المباني الأردنية”.
ويكمل: “نسجل سنويا بمعدل 120 هزة أرضية داخل الأردن تراوح قوتها بين 1.8 و3.5 درجات، 99 منها غير محسوسة، وعدد محدود جدا لزلازل تراوح بين 3.5 و4.0 درجات”.
ويردف: “لدينا في الأردن 23 محطة رصد زلزالي موزعة على كافة المناطق، ولكن التركيز غربا، والأجهزة حديثة جدا ومتطورة”.
ويردف بالقول: “نستطيع من خلالها رصد الزلازل في جميع دول العالم، وهناك تعاون مع العديد من المراصد العالمية وبالمنطقة ونتبادل المعلومات وخاصة مع الجانب التركي”.
وللمرة الثانية خلال أسبوع، رصد مرصد الزلازل الأردني في 16 أغسطس هزتين أرضيتين جديدتين تعرضت لهما محافظة حماة السورية، وراوحت قوتهما بين 3.5 و4.9 درجات، بعد ثلاث هزات قبلها بأربعة أيام، وشعر بها عدد من سكان لبنان والأردن.
ولم تعلن أي دولة عن وقوع أضرار مادية ولا بشرية جراء هذه الهزات، التي شعر بها أيضا سكان ولايتي هطاي وغازي عنتاب جنوبي تركيا.
وتعتبر مناطق جنوب الأردن من المناطق النشطة زلزاليا، ووقع أقوى زلزال بخليج العقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، وبلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر، دون أي خسائر بالأرواح.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات