بيت لحم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
دقت صباح الاثنين أجراس كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وأقيمت صلوات إيذانا بحلول عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي.
ووجه المسيحيون دعواتهم وصلواتهم من أجل قطاع غزة، ولاسيما أطفاله، داعين إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة للشهر الـ16.
وللعام الثاني تواليا، تحيي بيت لحم عيد الميلاد دون مظاهر احتفالية، حزنا على قطاع غزة المكلوم بحرب إبادة متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وغابت أي مظاهر احتفال عن المدينة وكنيسة المهد، التي يعتقد أنها شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح عيسى عليه السلام.
ومنذ صباح الاثنين، توافد مسيحيو بيت لحم وعشرات من الحجاج على كنيسة المهد، مكتفين بصلوات ودعوات لإنهاء حرب الإبادة.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة نحو 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
** قتل الأطفال يتكرر
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، رمزي خوري للأناضول، إن “التاريخ يعيد نفسه”.
وأضاف أنه “قبل 2025 عاما قتل الطاغية هيردوس أطفال بيت لحم، واليوم يقتل (الاحتلال الإسرائيلي) أطفال قطاع غزة في حرب الإبادة المستمرة”.
وتابع: “نتأمل من العالم أن يصحو ويرى هذه الحرب من قتل أطفال ومعاناة يومية”.
و”رغم المعاناة شعبنا صامد ويقاوم، ثابتون على الأرض للحفاظ على الوجود والمقدسات الإسلامية والمسيحية”، كما أردف خوري.
وزاد بقوله: “نصلي اليوم من أجل أطفال قطاع غزة ولبنان وكل أطفال العالم”.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
** تمسك بالأرض
ووفق الأب عيسى مصلح متحدث بطريرك الروم الأرثوذكسية، فإن “مسيحيي بيت لحم يرسلون رسالة في عيد الميلاد تقول إننا سنبقى على هذا التراب المقدس، سنبقى في مساجدنا وكنائسنا وحارتنا ومدارسنا، ولن نركع إلا لله”.
وأضاف الأب مصلح للأناضول “لن نترك الإرث الثمين في هذه الأرض، ونأمل أن يكون العام عام يحتفل فيه العالم بالسلام وقد عمّ السلام في الأراضي المقدسة”.
كما دعا النائب البطريركي لأقباط الأرثوذكسي الأنبا أنطونيوس العالم إلى “التدخل الفوري لإيقاف الحرب على قطاع غزة”.
وقال فور وصوله بيت لحم قادما من القدس إن “ما يجري في قطاع غزة أمر فظيع، ونصلي من أجل أن تتوقف الحرب وتعود الحياة فيه كما عهدناها سابقا”.
وأردف: “على المجتمع الدولي التدخل لإيقاف كل الحروب في العالم، وأن يحل السلام العادل والأمن والأمان، وأن يعيش الجميع بحرية واستقرار، وهو ما سنصلي من أجله”.
** وضع مؤلم جدا
وفي كلمة له أمام وسائل الإعلام فور وصوله بيت لحم، قال النائب البطريركي لأبرشية القدس والأردن وسائر الديار المقدسة للسريان الأرثوذكس المطران مار انتيموس جاك يعقوب: “في هذا اليوم المبارك ميلاد سيد السلام”.
وتابع: “ورغم الألم والظلم الجاري في العالم، إلا أن هناك نورا سيقشع في وجه الظلام”.
و”نحن مدعوون للفرح والسلام، وما يجري في غزة مؤلم جدا، لكن رسالة الميلاد تحيينا نحو أمل مشرق وغد سيكون أجمل”، حسب يعقوب.
وتبلغ احتفالات الطوائف المسيحية، التي تعتمد التقويم الشرقي، ذروتها بقداس منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء (6/ 7 يناير/ كانون الثاني) في كنيسة المهد، فيما احتفلت الطوائف التي تعتمد التقويم الغربي يوم 24/25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويحل عيد الميلاد هذا العام فيما تواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وبموازاة إبادة غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى مقتل 838 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و500 واعتقال 12 ألف و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات