ميونيخ/ بهلول جتين قايا / الأناضول
** متحدث وزارة الخارجية اليابانية كيتامورا توشيهيرو في حديث للأناضول:
– هناك مخاوف من أن تحصل كوريا الشمالية مقابل إمدادها روسيا بالأسلحة على تقنيات متطورة تدعم برنامجها النووي
– اليابان قدّمت 230 مليون دولار كمساعدات إنسانية لدعم الأمن والاستقرار في قطاع غزة
– نتطلع أن تلعب تركيا دورًا فاعلًا في دعم الأمن والاستقرار والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
صرح متحدث وزارة الخارجية اليابانية كيتامورا توشيهيرو، بأن التعاون المتزايد بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل مصدر قلق كبير لبلاده، مبينا أن طوكيو تتطلع إلى دور تركي فاعل لدعم الأمن والاستقرار بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي حديث للأناضول على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن بنسخته الـ61 الذي عقد من 14 إلى 16 فبراير/ شباط الجاري في ألمانيا، تطرق كيتامورا إلى رؤية اليابان لقضايا الأمن العالمي وعلاقاتها مع تركيا، إضافة إلى تزايد التعاون بين حلف شمال الأطلسي “الناتو” ومنطقة المحيط الهادئ الهندي.
وأوضح كيتامورا أن “هناك مخاوف من أن تقدم روسيا، مقابل حصولها على ذخيرة وأسلحة من كوريا الشمالية، تكنولوجيا متقدمة تساعد بيونغ يانغ في تطوير برنامجها النووي”، مشددًا على أن هذا الأمر “يثير قلقا بالغا لدى المجتمع الدولي”.
وفي 5 ديسمبر/ كانون الأول 2024 دخلت اتفاقية الدفاع الموقعة بين بيونغ يانغ وموسكو في يونيو/ حزيران الماضي حيز التنفيذ، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية في حينه.
ويلزم هذا الاتفاق الدولتين على تقديم مساعدة عسكرية في حال وقوع هجوم على الدولة الأخرى والتعاون دوليا للتصدي للعقوبات الغربية.
وتخضع كوريا الشمالية وروسيا لعقوبات من الأمم المتحدة، الأولى بسبب برنامجها للأسلحة النووية والثانية بسبب الصراع في أوكرانيا.
وبموجب الاتفاق ستحصل روسيا على مساعدة عسكرية من كوريا الشمالية، فيما تسعى الأخيرة لاكتساب تكنولوجيا متقدمة وخبرة قتالية.
ولفت المسؤول الياباني إلى أن وزير خارجية بلاده تاكيشي إوايا “أجرى لقاءات ثنائية خلال المؤتمر، وشارك في الاجتماع الأول لوزراء خارجية مجموعة السبع برئاسة كندا، حيث جرى بحث تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، ومستجدات الشرق الأوسط، والأوضاع بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
** الأزمة الأوكرانية
وقال كيتامورا: “الأمن في شمال الأطلسي وأوروبا وآسيا متشابك ولا يمكن فصله عن بعضه”، مؤكدا أن اليابان “تعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي وأوروبا من أجل التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية”.
وفي حديثه عن العلاقات بين بلاده والناتو، أوضح أن اليابان “تتشارك العديد من القيم مع الحلف”، مشيرًا إلى “توقيع برنامج شراكة خاص قبل عامين لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني”.
وأضاف أن بلاده “وقعت أيضا اتفاقيات شراكة مع أستراليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، في إطار جهودها لتعزيز التعاون مع دول منطقة المحيط الهادئ الهندي”.
وحول التنسيق بين دول مجموعة السبع بشأن الأوضاع في أوكرانيا وقطاع غزة ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، قال: “نحن لا نفصل بين الأمن في شمال الأطلسي وأوروبا ومنطقتنا”.
وأضاف: “لهذا السبب نعمل مع مجموعة السبع (تضم إضافة إلى اليابان كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) والمجتمع الدولي لحل أزمة أوكرانيا”.
وأردف كيتامور: الأحداث تتسارع بشكل كبير هذه الأيام، وقد سلطت العديد من الدول الضوء على هذه الأزمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن وسنواصل مناقشة هذا الملف حتى نحقق سلاما عادلًا ودائمًا لأوكرانيا”.
وفي حديثه عن أولويات اليابان في الملف الأوكراني، شدد على “ضرورة وقف إطلاق النار”، معربا عن “قلق بلاده إزاء الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية، والتي بدأت بإرسال الأخيرة جنودا لدعم موسكو”.
وأضاف: “هذا الأمر قد يزيد الأوضاع سوءا في أوكرانيا، كما أن هناك مخاوف حقيقية من أن تحصل كوريا الشمالية، مقابل إمدادها روسيا بالأسلحة والذخائر، على تقنيات متطورة تدعم برنامجها النووي”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره الأخيرة تدخلا في شؤونها.
** دور تركي
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية اليابانية أشار كيتامورا إلى أن البلدين “احتفلا العام الماضي بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، إلا أن العلاقات تمتد إلى ما قبل ذلك بكثير”.
وأضاف أن العلاقات اليابانية التركية بدأت مع حادثة غرق الفرقاطة العثمانية “أرطغرل” عام 1890 قبالة السواحل اليابانية.
وأكد كيتامورا “وجود قواسم مشتركة بين تركيا واليابان، لا سيما في مجال إدارة الكوارث” مبينا أن “كلا البلدين يعانيان من الزلازل والكوارث الطبيعية لذلك، نرغب في تعزيز التعاون في هذا المجال”.
ولفت إلى أن العلاقات الثنائية بين أنقرة وطوكيو “ارتقت قبل عامين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية”.
وأضاف: “التحديات التي تواجه أوكرانيا والشرق الأوسط ومنطقة المحيط الهادئ تُعد قضايا تثير قلق المجتمع الدولي، وهي مترابطة ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن بعضها البعض، لهذا، يجب علينا تعزيز التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات”.
وتابع: “مثل هذه الشراكات في غاية الأهمية ولهذا السبب نتطلع إلى أن تلعب تركيا دورًا فاعلًا في دعم الأمن والاستقرار والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وذكر كيتامورا أن بلاده قدمت 230 مليون دولار كمساعدات إنسانية لدعم الأمن والاستقرار في قطاع غزة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات