إسطنبول/ الأناضول
رأت خبيرة في العلاقات الدولية أن نهج التقارب الذي اتبعته الدول العربية مع سوريا، قد يكون دافعا من أجل حل أزمات كبرى مثل أزمة أوكرانيا، في حال تبناه الغرب مع روسيا.
وقالت دانيا قليلات، رئيسة مركز التعاون البحثي لبناء السلام، إن النهج التفاوضي قد يكون “بوابة” إنهاء الحرب في أوكرانيا، في حالة توقف الغرب عن عزل روسيا وملاحقتها بسياسة العقوبات.
جاء ذلك في مقال لقليلات نشر على موقع النسخة الإنجليزية من صحيفة “عرب نيوز” السعودية وموقع “أوراسيا رفيو” البحثي، أثارت خلاله فرضية جديدة بشأن الدوافع وراء التقارب العربي مع سوريا، والذي توج بعودة الأخيرة إلى الجامعة العربية بعد قطيعة دامت نحو 12 عاما بين الطرفين.
وأضافت أن ما أقدم عليه العرب مع بشار الأسد، نهج يمكن أن يخفف من مسار الحرب في أوكرانيا أو ربما يصل بها إلى نقطة النهاية، في حالة تطبيقه أيضا مع روسيا.
وأكدت أن فلاديمير بوتين “لن يقبل بالهزيمة” في أوكرانيا، وبالتالي، هناك حاجة إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب بأقل عدد من الضحايا وأقل ضرر ممكن.
ولفتت إلى أن هذا التوجه العربي تجاه النظام في سوريا، يأتي مع استمرار العزلة الغربية لروسيا، وسياسة العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة.
وأوضحت أن الدول العربية باتت تنخرط “خطوة بخطوة” مع بشار الأسد، وهي العملية التي ربما ستتسامح بشأنها الولايات المتحدة “إذا أدت في النهاية إلى تقليص النفوذ الروسي”.
وعلى هذا النحو، انتقدت الباحثة السياسية نهج الغرب تجاه روسيا والقائم على تعمد عزلها، مؤكدة أن هذه السياسة “لن تؤدي على سبيل المثال إلى إنهاء الحرب” في أوكرانيا.
وتابعت: “حتى الآن، لا يبدو أن التسوية ممكنة لأن الاتجاه هو عزل روسيا بدلا من الانخراط”، لافتة إلى أن حل الأزمة مع أوكرانيا يكمن أيضا في “المشاركة”.
واعتبرت قليلات أن التفاوض والتعامل مع روسيا بشأن سوريا، نهج يضمن تحقيق الاستقرار طويل الأمد في الأخيرة.
وتابعت: “ليس لدى روسيا أحد سوى الأسد لحماية مصالحها في سوريا. إذا رحل، ستخسر موسكو كل استثماراتها، ولا سيما قواعدها في طرطوس وحميميم”.
واستدركت قائلة: إذا أبرم الغرب صفقة مع روسيا وعاملها على قدم المساواة، فقد تكون الخطوة الأولى لبناء الثقة بينهما”.
ويشارك بشار الأسد غدا، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية، لأول مرة منذ 12 عاما.
وفي 7 مايو/أيار الجاري، أعلنت جامعة الدول العربية إنهاء تجميد مقعد دمشق على خلفية قمع عسكري لاحتجاجات شعبية اندلعت في 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.
ويترأس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قمة جدة، ومن المتوقع أن يكون مستوى التمثيل فيها “رفيعا”، بحسب مراقبين، في ضوء محاولات تصفير الأزمات العربية، ودعوة الأسد للحضور.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات