إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول
أجمع خبراء في الإعلام مشاركون بـ”ندوة فلسطين” التي تنظمها جامعة ابن خلدون التركية في إسطنبول، السبت، على الحاجة إلى خطاب إعلامي قوي وجديد عقب الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك في جلسة بعنوان “تشكيل السرد: دور الإعلام بتناول فلسطين” التي انطلقت الجمعة وانتهت اليوم بعنوان “ندوة فلسطين ومستقبل العلاقات الدولية”، بمشاركة أكاديميين من مختلف دول العالم.
وقال وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق في مداخلته، إن “الإعلام الغربي ملتزم بالأساسيات الغربية، ونحن يجب أن لا نأمل بتغيير ذلك، لا يمكن أن يغير من مواقفه وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.
وأضاف: “في كل مرة نحاول إقناع الغرب بأننا محقون في قضيتنا الفلسطينية، وكل ما نقوله دائما غير مقنع لهم لذلك يجب أن نحرر أنفسنا من هذا”.
وأردف خنفر: “رغم البحث عن العدالة لم يتمكن الإعلام المناصر لفلسطين من الحفاظ على القضية الفلسطينية في الأجندة الدولية وهي قضية عالمية”.
وشدد بالقول: “نحن بحاجة إلى حكاية جديدة، بأن الفلسطينيين لديهم قضية موحدة، وعلى العرب والمسلمين إدراك أن مسألة فلسطين أمن وطني وأن ممارسات إسرائيل تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها”.
وتابع خنفر: “غزة يجب أن تدفعنا إلى التوحد ليس فقط على الصعيد العربي والإسلامي بل في مكان عبر شبكات الربط مع كل أنحاء العالم وكل المجتمعات والمؤسسات الأخرى”.
وختم رئيس منتدى الشرق بالقول “إن لم نتحرك بشكل موحد فستستمر الخسارة أمام الغرب”.
من ناحيته، قال توران قشلاقجي الصحفي والكاتب التركي: “عندما لا تكون هناك قضية وذاكرة فإن القضية تضيع”.
وأضاف: “غزة كانت مهدمة عام 1917 من قبل طائرات الإنجليز كما تفعل إسرائيل حاليا فيها، خسر العثمانيون في غزة قرابة مئة ألف جندي ولكن لا أحد يعرف بهذه المعركة”.
وأردف: “الصور تظهر أيضا الجنود العثمانيين في غزة، لكن كل هذه الصور والمعلومات والرسائل لم يتم تناولها من قبل الجامعات، وهناك رسالة من جندي يكتب لأمه لا أريد دعاء ولا صلاة جنازة أريد فقط الانتقام”.
ولفت إلى أن “الإعلام والأكاديميين في المنطقة يجب عليهم الإنتاج أكثر، لأنه منذ الهولوكوست (ما يسمى بالمحرقة) حتى الآن أنتج 250 فيلما إسرائيليا، فضلا عن عدد مماثل من الأفلام الوثائقية، ولكن كم فيلما عمل عن فلسطين وغزة؟ بينما لا نزال نتحدث عن بيع الأراضي وما زالت الرواية الصهيونية هي الرائجة في العالم”.
وتساءل قشلاقجي: “لماذا لم يتمكن أبناء المنطقة من كتابة ذاكرتهم التاريخية؟”، مشددا على أنه “يجب أيضا كتابة الكتب وتصوير الأفلام والوثائق”.
من ناحيتها، قالت سمية أبو عيطة مراسلة قناة “تي آر تي” عربي: “منذ اليوم الأول للتطهير العرقي في غزة (7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) كنت هناك من أجل نقل الأخبار وبقيت شهرين ولا أريد التفكير كيف يمضي زملائي أعمالهم هناك حاليا”.
وأضافت: “هناك معاناة من قبل العاملين في الإعلام بغزة، عانوا كثيرا من الإصابة والفقد لأقاربهم وقتل منهم 132 على يد الجيش الإسرائيلي، ومن تبقى منهم فهم تحت تهديد متواصل”.
ولفتت أبو عيطة إلى أن “تقارير الأمم المتحدة تقول إن هناك اغتصابا للنساء الفلسطينيات وتم توثيقها ولكن ذلك لا يتم تناوله بالإعلام، فيما يتم تداول أن هناك إسرائيليات تعرضن لاعتداءات جنسية وهذا تضليل إعلامي”.
وزادت: “تعرضنا كصحفيين في الأسبوع الثاني للهجمات الإسرائيلية لقنابل الفسفور الأبيض وهي محرمة دوليا، ولو حصلت هذه الحادثة في أوكرانيا لكان العالم كله تحدث عنها لكن بالنسبة لنا نحن لم يتم تناول هذا الخبر”.
من جانبه، قال محمد ماراندي من جامعة طهران، إن “التيار العام يتغير مثل قضية (الطفلة الفلسطينية) هند التي فقدت وعثر عليها مقتولة مع عائلتها بقصف إسرائيلي في مدينة غزة، حيث تم تناول ذلك بالإعلام الغربي”.
وأردف: “الغرب بدأ ينقسم والناس في أمريكا لم تعد تثق بالإعلام، وسائل الإعلام البديلة باتت في مصلحتنا رغم تقييد وسائل التواصل الاجتماعي”، مشددا على أن “الإعلام البديل له دور هام”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”، للمرة الأولى منذ تأسيسها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات