غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، الأحد، إنه لا توجد مفاوضات حقيقية لصفقة وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، وإن حركته جاهزة لاتفاق إذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الحية، وهو مسؤول ملف التفاوض في الحركة خلال لقاء عبر قناة الجزيرة القطرية: “الآن، لا توجد مفاوضات حقيقية، بل مراوغة وقطع للوقت، للأسف، من أسبوعين هناك مفاوضات، لكنها كطحن الماء (لا تقدم نتائج ملموسة)، ولو أراد نتنياهو تبادل أسرى فنحن جاهزون فورا”.
وأضاف: “نتنياهو قال بشكل واضح إنه لا خروج من نتساريم (الممر الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه) ولا خروج من فيلادلفيا (المحور الحدودي بين مصر وغزة) وأنا أقول هنا بشكل واضح إنه دون الخروج والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لا يوجد اتفاق”.
وتابع: “نتنياهو يريد استمرار الحرب ولا يريد الوصول إلى صفقة لأن الصفقة لها ثمن حقيقي، وهو لا يريد دفع هذا الثمن”.
– جثث الأسرى الست
وبشأن الأسرى الستة الذين عثرت عليهم إسرائيل بغزة جثثا، قال الحية: “كان بإمكان الأسرى وغيرهم أن يخرجوا إلى ذويهم ضمن صفقة تبادل حقيقية وهم أحياء، ولكن إصرار جيش الاحتلال ونتنياهو وحكومته أن يفقد هؤلاء حياتهم مع عشرات قتلهم الاحتلال مباشرة بقصفهم مع من يجلسون معهم ويحرسونهم”.
وأردف: “بعض أسرى العدو قتلهم الاحتلال مباشرة بالرصاص الحي، ونتنياهو وفريقه لا يهمهم الأسرى”.
وتابع الحية: “نتنياهو يظهر عنتريات ويحاول أن يظهر بطولات كاذبة من هنا وهناك، هؤلاء الستة قتلهم الاحتلال مباشرة وكان سببًا في قتلهم بالقصف وغير ذلك، كما قتل الكثيرين من قبلهم”.
ولفت إلى أنه “من بين الأسرى، الشاب الإسرائيلي الذي يحمل جنسية أمريكية، هذا الشاب، لدواع إنسانية من عائلته وتدخل العديد من الناس من خلال القطريين، طلبوا لدواع إنسانية بحتة أن تطمئن عائلته على حياته”.
وأوضح الحية: “نحن استجبنا لأبعاد إنسانية وسياسية، للدفع باتجاه التقدم نحو إبرام صفقة حقيقية، نحن سلمنا القطريين فيديو لهذا الشاب وهو يتكلم مع أمه وأبيه”.
واستكمل: “الشاب خاطب الحكومة الإسرائيلية، بعد هذا الفيديو بفترة وقبل فترة، أعلنت القسام أنه فقد الاتصال معه ومع من يحرسونه، في دلالة واضحة أنه تعرض لقصف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، ومن يومها لم يُعلم عن حياته شيء، اليوم وجد ميتًا مع مجموعة من الآخرين، وهذه دلالة واضحة على أن الاحتلال يستهدف هؤلاء”.
– تعطيل أمريكي للمفاوضات
وعن مراحل التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل قال الحية: “كل مراحل التفاوض دللت على أن نتنياهو ليس مهتما بعقد صفقة، وبدلاً من أن يدفع بجيشه لقتل وتدمير منطقة بالكامل واسترجاع اثنين أو ثلاثة من الأسرى ويقتل مقابلهم مئات من الفلسطينيين، كان بإمكانه أن يسترد هؤلاء بتبادل حقيقي”.
وأضاف: “لو أراد نتنياهو حقًا أن يقوم بتبادل أسرى، نحن جاهزون فورا، وقد قدمنا مرونة عالية وتنازلا كبيرا بهدف الوصول إلى صفقة التبادل ووقف العدوان والحرب وإنهاء معاناة الشعب”.
وتابع: “الولايات المتحدة المسؤولة عن تعطيل المفاوضات، ولا تريد الوصول إلى صفقة وتراجعت عما قدمته، بالعودة إلى الوراء بشكل سريع”.
وأوضح الحية: “منذ مارس/ آذار الماضي كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين الوسطاء والاحتلال، توقفنا عند نقطة وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وانسحاب الاحتلال والإعمار”.
ولفت إلى أنه “كان لدينا مطلب في التبادل بمعايير عالية، منها 500 سجين فلسطيني مقابل كل جندي ومجندة، ومقابل الآخرين 250، عندما تدخل الوسطاء وقالوا هناك فرصة كبيرة إذا قدمتم مرونة في معايير التبادل، بادرنا فورًا وقدمنا مرونة من 500 إلى 50 مقابل المجندات، ومن 250 إلى 30 مقابل المدنيين”.
وزاد: “تلقى الوسطاء، والأمريكان، هذه المرونة بشكل كبير، لكن ماذا فعل الاحتلال؟ رمى ذلك ثم بدأ بمراوغة جديدة في مايو/ أيار، وفي ذلك الوقت قدم المصريون الوسطاء اتفاقًا كاملًا وافقنا عليه مباشرة، في اليوم التالي، ماذا فعل الاحتلال؟ اقتحم معبر رفح وما زال مغلقًا”.
– شروط نتنياهو
وقال الحية، إن “الورقة الإسرائيلية التي قدمت في 27 مايو، تبناها الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، وتبناها مجلس الأمن، ورحبنا بها، كنا نتوقع فرصة للاتفاق وقلنا نذهب، لكن ماذا فعل الاحتلال؟ بدأ المراوغة”.
ونهاية مايو/ أيار الماضي، قال بايدن في خطاب من البيت الأبيض: “إن إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين، يتكون من 3 مراحل تضمن أولاها وقف إطلاق نار شامل وكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين”.
وفي 2 يوليو/ تموز الماضي، وافقت حماس على المقترح استنادا إلى رؤية بايدن، قبل أن ينقلب عليه نتنياهو، ويضيف عليه شروطا جديدة.
وإثر ذلك طالبت حماس الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته الحركة في 2 يوليو، استنادا إلى رؤية الرئيس الأمريكي، وقرار مجلس الأمن 2735، وإلزام إسرائيل بذلك، بدل الدخول في مفاوضات جديدة.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي برقم 2735، ينص على وقف دائم لإطلاق النار في غزة والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي منها، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
وأضاف الحية: “نتنياهو بعد 2 يوليو/ الماضي قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة وأمام الكونغرس، وضع شروطًا جديدة خالفت الشروط السابقة، وتحديدًا تلك التي وردت في الورقة الإسرائيلية الصادرة في 27 مايو والتي تبناها”.
وتابع: “نتنياهو قال في ورقته إنهم يريدون إبعاد 50 من الأسرى المحكومين بالمؤبدات بعد الإفراج عنهم، ولكن بعد 2 يوليو، رفع العدد من 50 إلى 150”.
ولفت إلى أن “شروط نتنياهو الجديدة، ألا يخرج أي محكوم مؤبد من الفلسطينيين حتى لو كانوا مرضى وكبار سن، في مخالفة للورقة الإسرائيلية في 27 مايو”.
وأوضح: “في كل بند من البنود، وضع نتنياهو شرطًا جديدًا يعطل الورقة التي وضعها بنفسه، بما في ذلك فيلادلفيا ونتساريم، أقول بشكل واضح وأكرر: ما لم يخرج الأسرى الفلسطينيون، وتتوقف الحرب، وينسحب الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا من فيلادلفيا، فلا اتفاق، العقبات الآن كبيرة”.
– جهود الوسطاء
ودعا الحية، نتنياهو إلى أن “يلتزم بما اتفق عليه، وعلى الأمريكيين أن يلزموا الاحتلال الإسرائيلي بما عرضه وما توسط به”.
واستكمل: “سألنا الوسطاء الخميس الماضي عما اتفقوا عليه على مدار أسبوعين، فأجابوا بأنهم لم يصلوا مع الاحتلال لشيء وأنهم طلبوا من الاحتلال وضع حلول لكل القضايا المختلف عليها، لكن للأسف الشديد، المفاوضات اليوم تدور حول شروط نتنياهو الجديدة”.
وأشار إلى أن “هذا الوضع غير مقبول في عالم التفاوض، الأمريكي لا يضغط على الاحتلال، ويحاول إشاعة جو من التفاؤل لأهداف أمريكية ربما، دون تحقيق أي تقدم حقيقي”.
وأكد أن حركته “أبلغت الوسطاء بكل وضوح أنها متمسكة بقرارها الذي اتفقنا عليه في 2 يوليو والمبني على الورقة الإسرائيلية التي تبناها الأمريكان”.
وأوضح أنه “لا يمكننا أن نستمر في الدوران حول نفس النقطة وبدء كل يوم بمفاوضات جديدة، بينما الإسرائيلي لا يريد التوصل لاتفاق”.
وقال: “في حال لم يُلزم الاحتلال بشروط 2 يوليو، لن ننخرط في مسألة التفاوض، هم يتحدثون يمينًا ويسارًا، لكن سألناهم إذا توصلوا لشيء، فأجابوا بأنهم لم يتوصلوا لأي اتفاق في أي نقطة، ولم يستطيعوا إلزام الاحتلال بالتراجع عن شروطه الجديدة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة، خلّفت قرابة 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات