يوسف علي أوغلو/ الأناضول
دعا المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، السبت، إلى وقف إطلاق النار بالقطاع خلال فترة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، كي تتمكن الفرق الصحية من أداء عملها وحتى لا يتعرض الأطفال وذووهم للخطر أثناء التوجه لمراكز التطعيم.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، خلال مؤتمر صحفي، تدشين حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع، وتلى ذلك تقديم تطعيمات ضد المرض لعدد من الأطفال بمستشفى “ناصر” في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
لكن الحملة ستنطلق رسميا اعتبارا من الأحد، وتتواصل حتى 12 من سبتمبر/ أيلول المقبل.
** تفاصيل الحملة
وحول تفاصيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر بيان، إنها “ستنطلق بالتزامن مع الكارثة البيئية والصحية والإنسانية، التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع والمتواصلة منذ 330 يوما دون توقف”.
وأوضح أن الحملة ستكون تحت إشراف وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وستتم بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) و”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ولفت إلى أن الحملة تستهدف فئة الأطفال من عمر يوم واحد وحتى 10 أعوام، ومن المفترض أن يستفيد منها 640 ألف طفل يمثلون “أكثر من 95 بالمئة من أطفال غزة” في هذه الفترة العمرية.
وحول التوقيتات الزمنية للحملة، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي أنها ستتم بالمحافظة الوسطى بين الأحد والأربعاء، ومحافظتي خان يونس ورفح (جنوب) بين 5 و8 سبتمبر، ومحافظتي غزة وشمال غزة بين 9 و12 سبتمبر.
وذكر أن عشرات الفرق الميدانية ستتواجد في حملة التطعيم، وستجوب هذه الفرق كل أحياء وأزقة ومراكز غزة، وكذلك مخيمات النزوح والإيواء وجميع أماكن تواجد الأطفال في القطاع.
** الحملة تستوجب وقف إطلاق النار
وأكد المكتب الإعلامي، أن “حملة التطعيم مهمة وضرورية وتستوجب وقفا لإطلاق النار لكي تتمكن كل هذه الفرق الصحية من إتمام عملها على أكمل وجه، وكذلك حتى لا يتعرض الأطفال وذووهم إلى الخطر أثناء الانتقال من أماكن سكناهم إلى مراكز التطعيم”.
وأضاف أن وقف إطلاق النار ضروري أيضا “حتى لا تتعرض هذه الفرق إلى خطر القصف الذي ينفذه الاحتلال على مدار الساعة”.
وحمّل المكتب “الاحتلال مسؤولية ظهور أولى حالات مرض شلل الأطفال في غزة، وذلك من خلال تهيئته للبيئة الفلسطينية في القطاع لهذا المرض الخطير ولغيره من الأمراض والأوبئة الخطيرة”.
وقال في هذا الصدد: “عمد الاحتلال على تدمير شبكات الصرف الصحي، وشبكات المياه، وفرض واقعاً بيئيا خطيرا انتشرت من خلاله القاذورات والقمامة”.
وأضاف أن “الاحتلال تعمّد تراكم النفايات بين النازحين والمدنيين بشكل مهول، وأوقف عمليات ترحيل القمامة من خلال فرض واقع أمني خطير باستهداف آليات نقل القمامة التابعة للبلديات، وسيطرته على مكبَّات النفايات، ومنع أيٍ من البلديات من الوصول إلى تلك المكبات”.
وأدان المكتب “استمرار الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية على غزة، وخلقه لهذه البيئة الخطيرة التي تشكل من خلالها مرض شلل الأطفال في القطاع”.
ودعا كل وزارات الصحة في العالم وكل المؤسسات الصحية الدولية والأممية إلى “إدانة هذه الجريمة البشعة التي يرتكبها الاحتلال حتى الآن”.
كما حمّل المكتب “الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع المرير الذي يعيشه الأطفال في غزة، وعن تدهور البيئة بشكل خطير في القطاع، والمسؤولية الكاملة أيضا عن أي محاولة لإجهاض وتخريب جهود هذه الحملة الصحية”.
والخميس الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حماس وإسرائيل وافقتا على سلسلة “هدن إنسانية” يستمر كل منها 3 أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال.
وأوضح ممثل المنظمة في الضفة الغربية وغزة ريك بيبركورن، أن الاتفاق يقضي بأن تكون فترات الهدن بين الساعة السادسة صباحا والثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (03:00 – 12:00 ت.غ).
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن هذه “الهدن المؤقتة” حتى الساعة (18:30 ت.غ).
لكن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفى، الأربعاء الماضي، حديث القناة الـ”13″ العبرية الخاصة بشأن موافقة إسرائيل على طلب أمريكي بـ”هدنة مؤقتة” بهدف التطعيم، وقال إن الحديث يدور عن تخصيص أماكن محددة لأخذ اللقاحات.
وكانت مبادرة حملة التطعيم ضد شلل الأطفال جاء بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 16 أغسطس/ آب الجاري، عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في غزة لطفل عمره 10 شهور.
وعلى مدى أشهر الحرب، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
ووسط الحرب التي تواصلها إسرائيل في تجاهل تام لمناشدات المجتمع الدولي، يواجه أطفال غزة أوضاعا مأساوية، تشمل الحرمان من التعليم، وسوء التغذية الحاد، وعدم تلقي اللقاحات الضرورية، ما يهدد أوضاعهم الصحية مستقبلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات