بيروت/ الأناضول
أكد “حزب الله” رسميا، مساء الجمعة، ما أعلنته إسرائيل بشأن اغتيالها القائد العسكري بصفوفه إبراهيم عقيل، في هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الحزب، في بيان: “التحق اليوم (الجمعة) القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) بموكب إخوانه من القادة الشهداء الكبار، بعد عمر مبارك حافل بالجهاد والعمل والجراح والتضحيات والمخاطر والتحديات والإنجازات والانتصارات، وهو كان دائمًا لائقًا لنيل هذا الوسام الإلهي الرفيع”.
وأضاف: “بكل اعتزاز وفخر تُقدّم المقاومة الإسلامية اليوم، أحد قادتها الكبار شهيدًا على طريق القدس، وتعاهد روحه الطاهرة أن تبقى وفية لأهدافه وآماله وطريقه حتى النصر إن شاء الله”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن لبنان مقتل 14 شخصا وإصابة 66، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق أرقام أولية لوزارة الصحة اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة القيادي العسكري البارز في “حزب الله” إبراهيم عقيل، وقادة كبارا آخرين بالحزب (لم يسمهم).
فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان مقتضب عقب الغارة، قائلا: “أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها”.
بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على منصة “إكس” عقب إجراء تقييم أمني للوضع: “حتى بالضاحية في بيروت، سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا، وسيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وخدم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين، في “مجلس الجهاد”، وهو أعلى مجلس عسكري في “حزب الله”، وفق موقع “مكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأمريكية.
الموقع، الذي يسلم مكافآت لمن يقدم معلومات تساهم في القبض على الشخصيات المطلوبة لواشنطن، ذكر أنه “خلال الثمانينات من القرن الماضي، كان عقيل عضوا رئيسيا في تنظيم الجهاد الإسلامي، وهو أحد خلايا “حزب الله”، الذي تبنى تفجيرات استهدفت السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل/نيسان 1983، وتسببت آنذاك في مقتل 63 شخصا”.
كما تبنى هذا التنظيم كذلك الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت، في أكتوبر/ تشرين الأول 1983، والذي أدى إلى مقتل 241 كادرا أمريكيا.
وفي عام 2015، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية عقيل كـ”إرهابي” بموجب الأمر التنفيذي 13582 لـ”قيامه بالعمل لصالح حزب الله أو نيابة عنه”.
بعد ذلك، وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2019، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية عقيل “إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص” بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.
وفي إطار ذلك، عرض “برنامج مكافآت من أجل العدالة”، في أبريل 2023، مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عن عقيل.
يأتي ذلك فيما ادعت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن عقيل “تولى قيادة قوة الرضوان في حزب الله بعد اغتيال (تل أبيب) وسام الطويل، قائد هذه القوة قبل بضعة أشهر”.
وأضافت الهيئة أن عقيل، تولى مؤخرا “منظومة العمليات الخاصة في حزب الله، كما كان مسؤولا عن برنامج الانفاق لدى الحزب”.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، أن المبنى المستهدف في الغارة على الضاحية الجنوبية أُصيب بـ4 صواريخ، لافتة إلى أن الغارة تسببت كذلك في انهيار مبنى آخر مجاور.
من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجددا أنها “لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي”، واعتبر أنها “ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية”.
يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان، الجمعة، إن واشنطن “لم تتلق” إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله” في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.
إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الماضي، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.
ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، تمثلت أبرز ملامحه في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.
فيما يؤكد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال؛ وقف الحرب على غزة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات