أنقرة/ الأناضول
للشهر العاشر على التوالي، تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، مع وساطة تركية مكثفة لإنهاء القتال ومعالجة تداعياته، استحقت عليه رفع القبعات والإشادات العالمية لا سيما وأن الصراع خلف آثارا خطيرة على العالم بأسره.
وفجر 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا في جارتها أوكرانيا ما أسمتها بـ”العملية العسكرية الخاصة”، وبدأت القوات الروسية اقتحام الأراضي الأوكرانية من ثلاثة محاور.
ودخلت هذه القوات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية عبر منطقتي دونيتسك ولوهانسك وإلى مناطق خاركيف وسومي وتشيرنيهيف من الحدود الروسية وإلى منطقة تشيرنوبيل عبر بيلاروسيا.
وعبر إنزال جوي، حاصر الجيش الروسي العاصمة الأوكرانية كييف بعد أن دفع بقواته نحو منطقتي خيرسون ومليتوبول عبر شبه جزيرة القرم.
وفي 28 فبراير الماضي، وضع الجيش الروسي قواته الرادعة الإستراتيجية، بما فيها الأسلحة النووية والأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، في حالة تأهب لمهمة حربية خاصة.
وفي الشهر الثاني من الحرب، انسحب الجنود الروس من كييف ومنطقة تشيرنيهيف.
واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بارتكاب مجازر في مدينتي بوتشا وإيربين حيث انسحب الجنود الروس بعد أيام قليلة، فيما وصفت موسكو هذه الاتهامات بأنها مزاعم استفزازية.
وبهجوم صاروخي، جرى استهداف محطة القطار داخل مدينة كراماتورسك في منطقة دونيتسك ما خلف أكثر من 50 قتيلا وما يزيد عن 100 مصاب، وتبادل الطرفان اتهامات بالمسؤولية.
وفي 4 مارس/ آذار الماضي، استولى الروس على محطة زاباروجيا وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وبشكل تام، تمكن الروس من قطع اتصال أوكرانيا ببحر آزوف في الأشهر الأولى من الحرب عبر الاستيلاء على مدينة بيرديانسك ثم ماريوبول.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، بدأت الحرب تشتد في شرقي أوكرانيا، حيث استولى الروس على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك تمهيدا للسيطرة على دونباس، لكن لم يحققوا تقدما كبيرا.
وبشكل متكرر، استخدم الجيش الروسي أسلحة طويلة المدى وعالية الدقة ضد أهداف إستراتيجية أوكرانية، بينما زادت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية دعمها العسكري لكييف، ما ساهم بوقف تقدم القوات الروسية داخل أوكرانيا.
بينما واصلت القوات الأوكرانية مهاجمة مراكز المدن التي باتت تحت سيطرة الجيش الروسي، وسقط ضحايا مدنيون في هجمات متبادلة.
** إغراق البارجة “موسكو”
في 13 أبريل الماضي، أعلنت أوكرانيا أنها ضربت بارجة أسطول البحر الأسود الروسي المسماة “موسكو” في البحر الأسود، بينما قالت روسيا إن حريقا في السفينة تسبب في انفجار ذخيرة ما أدى إلى غرقها.
واستهدفت موسكو مدينتي أوديسا وميكولايف، واستولت على جزيرة “الثعبان” ذات الموقع الإستراتيجي في البحر الأسود.
لكن نهاية يونيو/حزيران الماضي، أعلنت موسكو انسحابها من الجزيرة، فيما قالت أوكرانيا إنها أخرجت الجنود الروس منها.
وتحت تأثير الرياح والتيارات المائية، انتشرت في البحر الأسود ألغام كانت موضوعة قبالة سواحل أوديسا.
** استعادة سومي
في يونيو/ حزيران الماضي، استعادت القوات الأوكرانية سيطرتها على مدينة سومي وضواحيها شمالي البلاد.
وأعلن الجيش الأوكراني، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أنه شن هجوما لاستعادة خاركيف وهي تعد ثاني أكبر مدن البلاد.
وإجمالا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جيشه استعاد بهجوم مضاد السيطرة من الروس على نحو 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية.
** اتفاقية الحبوب برعاية أردوغان
برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقّعت أنقرة وموسكو وكييف والأمم المتحدة في 22 يوليو/ تموز الماضي “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية” لمنع حدوث أزمة غذائية محتملة في العالم.
وفي 20 أغسطس/ آب الماضي، قُتلت داريا دوجينا، ابنة المفكر الروسي المعروف ألكسندر دوغين جراء انفجار سيارتها بموسكو، وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) ضلوع أجهزة أمنية أوكرانية في التفجير.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، التعبئة الجزئية في البلاد، وتم حشد 300 ألف روسي في الخدمة العسكرية للقتال في أوكرانيا، في حين غادر روس البلاد هربا من التعبئة.
** تبادل أسرى ودور تركي
في 22 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس أردوغان أنه تم تبادل 200 أسير حرب بين روسيا وأوكرانيا بفضل جهوده الدبلوماسية مع بوتين وزيلينسكي.
وضمن هذا التبادل، تسلمت موسكو زعيم حزب المعارضة الأوكراني الرئيسي فيكتور ميدفيدشوك المعروف بقربه من بوتين.
ونهاية سبتمبر الماضي، أُجريت في دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا وخيرسون استفتاءات “غير قانونية” صوّت غالبية المشاركين فيها لصالح انضمام هذه المناطق الأوكرانية إلى روسيا.
وفي اليوم نفسه، وقّع بوتين اتفاقيات لضم تلك المناطق إلى روسيا. وهكذا ضمت موسكو بشكل غير قانوني 15 بالمئة من أراضي أوكرانيا بعد شبه جزيرة القرم عام 2014.
** انفجار جسر القرم
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انفجرت شاحنة على الجسر الواصل بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ما خلف ثلاثة قتلى وألحق أضرار جسيمة بالجسر، فيما اعتقلت السلطات الروسية 8 مشتبه بصلتهم بالانفجار.
وهذا الجسر افتتحه بوتين في 2018 ويمتلك أهمية إستراتيجية لموسكو حيث يصل بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم.
وبعد تفجير جسر القرم، زادت روسيا من هجماتها الصاروخية على أوكرانيا، واستهدفت بشكل خاص البنية التحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أفادت تقارير إعلامية بأن أوكرانيا شنت هجوما على البحرية الروسية في قاعدة سيفاستوبول البحرية.
وأفادت روسيا بأن السفن المتضررة من الهجوم كانت تشارك في عملية ضمان أمن الممر الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية “شحن الحبوب”.
وفي الشهر نفسه، أُعلن عن حدوث تسريبات جراء اعتداء استهدف خطي أنابيب الغاز الطبيعي “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2” اللذين ينقلان الغاز الطبيعي إلى أوروبا. فيما جرى منع محاولات لتخريب خط أنابيب السيل التركي الناقل للغاز الطبيعي الروسي إلى تركيا.
** هجوم لتحرير خيرسون
في 29 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت أوكرانيا أنها شنت هجوما مضادا لتحرير مدينة خيرسون، بدعم من أوروبا والولايات المتحدة.
وأعلنت موسكو، في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنه سيتم سحب خط الدفاع في خيرسون إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.
** أزمة صاروخ بولندا
وفي تطور جذب انتباه العالم، قُتل شخصان في بولندا، العضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إثر سقوط صاروخ مجهول في قرية برزيودو الحدودية مع أوكرانيا في 15 نوفمبر الماضي.
في البداية، تردد أنه صاروخ روسي، وهو ما نفته موسكو ووصفت هذا الاتهام بأنه استفزاز متعمد، فيما لم يؤكد “الناتو” ولا وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه صاروخ روسي.
ولاحقا، اتضح أن الصاروخ أطلقته كييف لاعتراض آخر روسي كان يستهدف الأراضي الأوكرانية.
** تمديد “شحن الحبوب” بمبادرة تركية
ردا على هجوم أوكرانيا على جسر القرم وقاعدة سيفاستوبول، أرادت روسيا تعليق اتفاقية “شحن الحبوب”، لكن بمبادرة من الرئيس أردوغان تم تمديد الاتفاقية لمدة 120 يوما اعتبارا من 19 نوفمبر الماضي.
هذه المبادرة التركية حظيت بتقدير واحترام وإشادات واسعة من المجتمع الدولي.
وتجاوزت كمية الحبوب المصدرة من الموانئ الأوكرانية 14 مليون طن، كما اتفق الرئيسان أردوغان وبوتين على تصدير الأسمدة والحبوب إلى الدول الفقيرة.
** هجوم أوكراني على منشآت روسية
بطائرات مسيّرة، حاولت أوكرانيا في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري مهاجمة مطار دياجيليفو العسكري في منطقة ريازان ومطار إنجلز العسكري في منطقة ساراتوف الروسيتين.
وفي اليوم التالي، تعرضت منشأة لتخزين النفط في المطار العسكري بمدينة كورسك لهجوم بطائرة مسيرة.
** قتلى الحرب
في سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت موسكو مقتل 5 آلاف و937 جنديا روسيًا في الحرب، ولم تعلن من حينها أي حصيلة جديدة.
ووفق مسؤولين روس قُتل 61 ألفا و207 جنود أوكرانيين، فيما أعلنت كييف مقتل أكثر من 100 ألف جندي روسي
** 7.9 مليون لاجئ أوكراني
منذ بدء الحرب، عبر 7 ملايين و832 ألفا و493 شخصا من أوكرانيا إلى الدول الأوروبية، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ديسمبر الجاري.
ومن أصل عدد سكان أوكرانيا البالغ نحو 43.5 مليون، وصل عدد النازحين داخل البلاد إلى 11 مليونا، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 6 آلاف و755 مدنيا وأصيب 10 آلاف و607 آخرين منذ بدء الحرب.
وبموازاة الحرب المستعرة، أجرى وفدان روسي وأوكراني مفاوضات وجها لوجه 4 مرات، هي 3 في بيلاروسيا وواحدة في تركيا، بهدف وقف إطلاق النار.
وفي بيلاروسيا، اتفق الطرفان فقط على فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق الصراع.
** عقوبات غربية على موسكو
بجانب الآثار السياسية والاجتماعية للحرب، خلفت قرارات العقوبات الغربية على روسيا في المجال الاقتصادي آثارا سلبية بشكل مباشر أو غير مباشر على جميع أنحاء العالم.
وفرضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على روسيا في مجالات مختلفة مثل التمويل والطاقة والنقل ومراقبة الصادرات وسياسة التأشيرات.
وإجمالا، تبنى الاتحاد الأوروبي 9 حزم ضد روسيا فرض من خلالها عقوبات على ألف و386 شخصا و171 مؤسسة.
وتعبيرا عن رفضها للحرب الروسية، قررت أكثر من ألف شركة دولية رائدة في قطاعات عديدة مغادرة روسيا أو تقييد أنشطتها فيها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات