غزة/ الأناضول
** متحدث وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة للأناضول:
– 5 رُضع توفوا في “مستشفى النصر” وتحللت جثثهم بعد طرد الجيش الإسرائيلي الأطقم الطبية ورفضه إجلاء هؤلاء الرضع.
** مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة للأناضول:
– جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة ضد الإنسانية في مستشفى النصر للأطفال
– القوات الإسرائيلية أجبرت الأطباء على مغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح
– إسرائيل والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية هذه الجريمة
على سرير صغير في مستشفى النصر للأطفال غربي مدينة غزة، ترقد جثة رضيع فلسطيني متحللة، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة قسرا إثر حرمان إسرائيل له من حق العلاج، تاركة خلفها واحدة من حكايات الوجع الفلسطينية التي باتت لا تُحصى.
على مقربة من سريره، يعلو العلاج معلقًا في الهواء كالأمل المتلاشي، حيث لم يتمكن من الحصول عليه بعدما أجبر الجيش الإسرائيلي الأطباء على مغادرة المستشفى، الكائن بحي النصر.
هذا الطفل، كما عدد من الأطفال الآخرين، تُركوا فريسة للموت البطيء، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية لهذا المستشفى قبل عدة أشهر، ومنع إخراجهم لتلقي العلاج في مكان آخر.
حيث أكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة، في تصريح لـ”الأناضول”، وفاة 5 أطفال رضع في مستشفى النصر، والعثور على جثثهم متحللة؛ جراء طرد الجيش الإسرائيلي للأطقم الطبية، ورفضه إجلاء هؤلاء الرضع حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وعقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي النصر تأكد وفاة الأطفال على أسرة المستشفى.
وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفيي “الرنتيسي” و”النصر للأطفال” غرب مدينة غزة، وأجبرت الأطقم الطبية على مغادرتهما.
وقال القدرة: “نتيجة رفض الاحتلال (الإسرائيلي) إخراج الأطفال الرضع المرضى من مستشفى النصر وإجلاء الأطقم الطبية، اكتشفنا أثناء أيام التهدئة وفاة 5 منهم” بعد أن تُركوا يواجهون مصيرهم المحتوم بمفردهم.
وفي 24 نوفمبر الماضي، بدأت تهدئة “إنسانية” في قطاع غزة استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي النصر، تبين للعيان الحجم الهائل من الدمار داخل قسم الأطفال الخدج في المستشفى، حيث ظهرت مشاهد صادمة لم تخطر على بال أحد.
فبين تحلل جثث الرُضع على الأسرة، وبين الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي داخل المستشفى، تبرز مشاهد مروعة داخل تلك هذا القسم، حيث تتناثر عظام صغيرة على الأسرة.
وبينما تسير في أروقة المستشفى المخصص للأطفال تجد أجهزة طبية مدمرة وجدران ساقطة من شدة القصف الإسرائيلي.
فيما يظهر تناثر للأدوية والعلاجات المخصصة للأطفال، التي من المفترض أن يكونوا حصلوا عليها للتعافي.
وخارج المستشفى، يظهر حجم الدمار والتخريب الهائل بعد توغل القوات الإسرائيلية، حيث تم تدمير الأسوار الخارجية للمستشفى، إضافة إلى تجريف الأراضي حولها، وتركها في حالة من الفوضى التامة.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، للأناضول: “عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي النصر، تم العثور على جثامين أطفال على الأسرة في المستشفى”.
وأضاف: “بالفعل ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة ضد الإنسانية في مستشفى النصر للأطفال”.
وأشار إلى أن الأطباء رفضوا طلب الجيش الإسرائيلي مغادرة المستشفى بشكل فوري؛ لأن في المستشفى مجموعة من الأطفال المرضى يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، وأبلغوا الجيش أن تركهم سيؤدي إلى وفاتهم فورًا، وأنهم بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية والطبية.
وأوضح الثوابتة، أن القوات الإسرائيلية أجبرت الأطباء على مغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح، وبعد عشرين يومًا عادت الطواقم الطبية للمستشفى لتجد الأطفال المرضى توفوا جميعًا، وأصبحت جثامينهم متحللة ويخرج منها الدود.
وشدد على أن “هذه الجريمة مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف وكل الاتفاقيات الدولية”.
وحمّل الثوابتة، إسرائيل والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مسؤولية هذه الجريمة.
ودعا الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي “إلى إعادة تأهيل وترميم المستشفيات التي تعرضت للتدمير والتخريب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات