تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
**جلال بوصلاح، محام و كاتب عام جمعية “تونس النظيفة” للأناضول:
– هناك مخاطر كبيرة للتلوث وبجهدنا هذا نقلل من هذه المخاطر
– نقوم بفرز الفضلات حسب الأصناف بالتعاون مع أناس يشتغلون على استغلال النفايات وفرزها
** سامية المرايحي، متطوعة منسقة في الجمعية للأناضول:
– هناك مشكل اتصالي في إيصال المعلومة للمواطن العادي
** نادية القطاري، أستاذة علوم الحياة والأرض بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس:
– يجب على المواطن الالتزام بتعليمات البلدية في حفظ النظافة
-هذا ما نريد بناءه في فكر الأطفال لأنهم هم شباب المستقبل وكثير من المشاركين معنا في هذا العمل شباب
بعزيمة وروح شبابية مفعمة بحب الوطن، يشارك عشرات المتطوعين في جمعية “تونس النظيفة” خلال عطلة نهاية الأسبوع في جمع أطنان من النفايات المختلفة من الشوارع والشواطئ والفضاءات العامة بمدن تونسية مختلفة.
وتحشد الجمعية العشرات من المتطوعين أسبوعيا لجمع أطنان من النفايات المختلفة من الشوارع والشواطئ والفضاءات العامة، في حملة قرر ناشطون القيام بها على الدوام للمحافظة على نظافة مدن وقرى مختلفة من تونس من سعيا الحفاظ على البيئة.
جلال بوصلاح، محامي وكاتب عام جمعية “تونس النظيفة” التقاه مراسل الأناضول وهو يقود عشرات الشباب والكهول لتنظيف الميناء القديم بمدينة غار الملح بولاية بنزرت (شمال).
ويقول بوصلاح للأناضول: بدأنا العمل في 2018 ونحن هنا في غار الملح لإنجاز حملة نظافة”.
وأضاف: “هذه العملية ضمن برنامجنا لتغطية 24 ولاية تونسية وتوعية المواطنين من مخاطر التلوث”.
-أسباب التلوث
وقال بوصلاح إن غار الملح هي منطقة مصنفة “رطبة محمية”.
وعن أسباب انتشار التلوث في تونس تحدّث بوصلاح بالقول: هناك تلوث في تونس نفسره بعاملين أولها انعدام البنية التحتية التي توفرها الدولة فليس هناك حاويات في كل مكان.
وأضاف: الناس يُلقون النفايات في الطبيعة، والفضلات تتراكم ونحن نبحث عن تقليل المخاطر وعن تمويلات لتوفير بنية تحتية تسمح بمقاومة التلوث، لكن المثالي هو أن توفر الإدارة هذا في كل الأماكن.
أما ثاني أسباب انتشار التلوث في تونس، وفق بوصلاح، فهو أنه ليس هناك مراكز تحويل وعدم توفر شاحنات من البلديات بالقدر الكافي لإلقاء الفضلات في مراكز معينة”.
وأضاف بوصلاح أنه في بعض المناطق تلقى الفضلات في الغابة وهذا خطير وتتولد عنها مخاطر بيئية كبيرة.
– التوعية بمخاطر التلوث
وتابع بوصلاح أن هدف الجمعية قبل حملات التنظيف والتشجير هو القيام بالتوعية لدى الناس ولدى الإدارة.
وقال بوصلاح إن المشاركين معهم هم من مختلف الأجيال ومختلف المستويات التعليمية ويشاركون أسبوعيا في تلك الحمالات.
وهناك مخاطر كبيرة للتلوث وبجهدهم هذا يقللون من تلك المخاطر ويقومون بفرز الفضلات حسب الأصناف بالتعاون مع مواطنين في غار الملح يشتغلون على استغلال النفايات وفرزها، وفق المحامي.
ــ أطنان من النفايات
وتابع بوصلاح: كل مرة نقوم بحملة في ولاية معينة وقد بدأنا في 2018 وذهبنا لقفصة (جنوب غرب) ولتوزر (جنوب غرب) وسليانة (شمال غرب) وبنزرت.
وزاد: نختار مكانا بالتنسيق مع السلطات نتحدث مع الناس ونقوم بجمع النفايات وفرزها.
وأضاف: خلال 2023 جمعنا 29.5 طنا من الفضلات وفي 2024 جمعنا 25.6 طنا وفي 2025 نتوقع أن نجمع أكثر”.
سامية المرايحي، متطوعة منسقة في جمعية “تونس النظيفة” كانت توجه النشطاء حول الميناء وعلى الشاطئ وتوزع السلال التي سيجمع فيها النشطاء النفايات وتمد البعض الآخر برفوش والقفازات.
وقالت المرايحي للأناضول: “اليوم لنا نشاط يواكب افتتاح موسم تونس النظيفة لحماية البيئة ونشاطنا يدخل ضمن فعالية “هيا ننظف..” في مدينة غار الملح ويأتي بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة (2 شباط/فبراير من كل عام).
– نقص اتصالي
وأضافت المرايحي: عندما يكون هناك ميناء أكيد هناك تلوث بأشكال مختلفة و أكثر النفايات التي وجدناها هي من البلاستيك وهو آفة كبيرة صحبة البلور ونجد بقايا أقمشة.
وتابعت أن أكثر ما يؤثر على الطبيعة على المدى الطويل هو مخلفات البلور والبلاستيك لأن تحللها يتطلب ما يفوق 300 سنة وقد يفوق 1000 سنة.
وأضافت: هناك مشكل اتصالي في إيصال المعلومة للمواطن العادي، وسائل الإعلام تفضل برامج حول الرياضة وعروض الأزياء ولا تنجز برامج حول التلوث ولا تبسط المعلومة للمواطن.
وتابعت: الناس ليس لهم نفس مستوى الوعي وتقبل المعلومة فمن واجب الإعلام توعية المواطنين ونرى كيف سيتصرف المواطن.
ولاحظت: هناك أماكن في تونس أكثر نظافة من أخرى لأن الدولة وفّرت فيها حاويات للنفايات.
أما نادية القطاري، أستاذة علوم الحياة والأرض بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس كانت صحبة زوجها المهندس وابنيها ومجموعة الناشطين في غار الملح قالت إنها اختارت الخروج للتنظيف عوض الاعتناء بالمنزل يوم الأحد.
وأضافت القطاري: إضافة لأنني أستاذة، أنشط بنادي بيئة وتنمية مستدامة في نفس المدرسة (الصادقية) وهذا نابع من إيماني بضرورة الانخراط من أجل إدماج الأطفال وكل المجتمع في أنشطة حماية البيئة.
وأوضحت: نحن في زمن تغيرات مناخية خطيرة على الحياة اليومية ومع قلة الوعي بأهمية النظافة نشارك دائما في هذه الحملات مع هذه الجمعية في أعمال التنظيف وإعادة تشجير الغابات المحروقة ونأتي بأطفال معنا من المدرسة الصادقية.
وقالت القطاري: المواد التي وجدناها اليوم مختلفة فيها ما هو قابل لإعادة التدوير وفيها ما هو غير قابل لذلك.
وأضافت: وجدنا أدوات طبية مدفونة في التربة وهذا يدل على قلة وعي بمخاطرها لأنه يمكن أن تكون حاملة لبكتيريا وفيروسات قاتلة قد يلمسها طفل يلعب هنا دون إدراك لخطورتها.
وتابعت القطاري: نحن في اتجاه التركيز على التوعية بأهمية النشاط البيئي لفائدة المجتمع ونهدف لتوعية سكان المناطق بأهمية النظافة.
-تأثير ايجابي لدى الأهالي
وعن تأثير نشاطهم الدائم للحفاظ على البيئة قالت القطاري: “عادة ما يفرح الأهالي بعملنا عند تنقلنا من منطقة إلى أخرى ويعدوننا بأخذ المشعل عنا لأنه يجب أن يتخلوا عن فكرة أن مؤسسات الدولة مثل البلديات، هي مسؤولة وحدها على النظافة.
وأضافت: “البلديات لم تعد تستطيع مواجهة المهمة مع الكم الهائل من النفايات وقلة وعي بعض المواطنين.
وشددت على أن المواطن يجب عليه الالتزام بتعليمات البلدية في حفظ النظافة.
وختمت بأن هذا ما يريدون بناءه في فكر الأطفال لأنهم هم شباب المستقبل وكثير من المشاركين معنا في هذا العمل شباب.
وتواجه تونس تحديات بيئية عديدة أبرزها مسألة التصرف في النفايات والمياه المستعملة، بالإضافة إلى المصبات العشوائية التي أصبحت تمثل عبئا بيئيا خطيرا، وهو ما أكده وزير البيئة الحبيب عبيد خلال الجلسة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية وزارة البيئة بالبرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكشف عبيد أن وزارة البيئة قامت بحصر حوالي 3200 مصب عشوائي للنفايات في مختلف أنحاء تونس، تتراوح مساحاتها من متر واحد إلى عدة هكتارات، مشددا على أن هذا العدد الكبير يعكس حلم الأزمة التي تواجهها تونس في ما يتعلق بإدارة النفايات.
وكشف الوزير أن البلاد تتعامل سنويا مع 3.3 ملايين طن من النفايات المنزلية بالإضافة إلى 290 مليون متر مكعب من المياه المستعملة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات