خالد يوسف/ الأناضول
– يزداد الجدل في إسرائيل مع قرب بدء العام الدراسي مطلع سبتمبر في ظل اشتعال الجبهتين الجنوبية والشمالية
– يديعوت أحرونوت: 42 بالمئة من طلاب طبريا يفتقرون لغرف معيشية تصلح للدراسة و15 بالمئة منهم يعيشون بلا إنترنيت
– نقابة المعلمين تعلن عن إضراب في الثانويات أول أيام العام الدراسي احتجاجا على تردي الأمن
– القناة 14: 470 ألف طالب سيبقون دون أمن مع بداية العام الدراسي الجديد
مع قرب بدء العام الدراسي الجديد في إسرائيل مطلع سبتمبر/ أيلول المقبل، أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، الخميس، أنه وافق على خطة لتأمين افتتاح العام الدراسي في المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة، والشمالية الحدودية مع لبنان.
وتشمل خطة غالانت؛ “إجراءات وقائية، وتعزيز القوات، وإجراء حوارا منتظما مع رؤساء المجالس ومديري المؤسسات التعليمية للتأكد من وصول الطلاب إلى المدارس بأمان، والحفاظ على روتين الدراسة، حتى في أوقات الحرب”، وفق ما نشره غالانت عبر منصة “إكس”.
وتسود حالة من التشاؤم والضبابية في المجتمع الإسرائيلي، بسبب اقتراب العام الدراسي الجديد، دون وضع خطط حقيقية للعملية التعليمة، خاصة بالمناطق القريبة من الحدود مع لبنان.
ورغم الاستعدادات الإسرائيلية المتواصلة للعملية الدراسية في خضم الحرب الدائرة على قطاع غزة، وأثرها الواضح على الداخل الإسرائيلي، فإن كثيرا من وسائل الإعلام العبرية تشكك في قدرة بلادها على استمرار الدراسة، في ظل تعمد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، دخول إسرائيل في حرب على أكثر من جبهة.
وتعيش الجبهتان الشمالية والجنوبية في إسرائيل حالة حرب حقيقية، جراء الاشتباكات المتواصلة بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” جنوب لبنان، إلى جانب تردي الأوضاع الأمنية في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة جراء حرب تل أبيب على القطاع، وإطلاق فصائل فلسطينية صواريخ عليها.
** 470 ألف طالب بلا حماية
وتعقيبا على ذلك، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، الخميس، إن أهالي التلاميذ والطلاب في مستوطنات الشمال يخشون إرسال أبنائهم إلى المدرسة التي يرتادونها، حيث لا يوجد أي شيء طبيعي في حياتهم.
بدورها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الخميس، عن أُسر إسرائيلية تعيش في طبريا بعد إجلائهم من الشمال، أن 60 بالمئة من أولادهم يتعلمون في مدارس مؤقتة دشنت لهم، و42 بالمئة يفتقرون لغرف معيشية تصلح للدراسة والتعلم، و15 بالمئة منهم يعيشون بلا إنترنت
وأوضحت أن ثلثي الأطفال يتخوفون من العودة إلى مدارسهم، في الأساس.
أما القناة 14 العبرية، فقالت إن حوالي 470 ألف طالب سيبقون دون أي وسائل أمن أو حماية مع بداية العام الجديد.
وأشارت إلى أن المستوطنات المحاذية لغزة أفضل حالا من مستوطنات الشمال الإسرائيلي بشأن الحماية والدفاع التي تم توفيرها للمدارس، في حين تصل نسبة الحماية في مدينة القدس المحتلة إلى 40 بالمئة فقط.
وبشأن التحديات حيال هذه الخطوة، أوضحت القناة أن نظام التعليم الإسرائيلي ككل يواجه تحديات غير مسبوقة، خاصة مع وجود مدن كاملة لم تنل حظها من الأمن والأمان سوى بنسبة 33 بالمئة، مع وجود حوالي 15 بالمئة من المدارس الإسرائيلية دون حماية على الإطلاق.
** إضراب باليوم الأول
وفي أول إجراء من نوعه، أعلنت نقابة المعلمين في إسرائيل الأربعاء، عن إضراب المدارس الثانوية في اليوم الأول من سبتمبر المقبل (بداية العام الدراسي).
فيما وصف رئيس النقابة ران إيرز، وزير التعليم يوآف كيش، بأنه “دمية” بأيدي وزارة المالية التي يتزعما المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
جاء ذلك بعد أن اجتمع وزير التعليم الإسرائيلي، الاثنين، مع رؤساء البلديات الواقعة على الحدود مع لبنان (منتدى خط المواجهة)، وبحث معهم الاستعدادات للعام الدراسي الجديد في ظل تردي الأوضاع الأمنية في مستوطناتهم، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وهاجم رئيس المنتدى موشيه دافيدوفيتش، وزير التعليم، وأكد له أن الحكومة تخلت عن أطفال المستوطنات ورمتهم لـ”الكلاب”، على حد قوله.
وأشار إلى أن نتنياهو ووزراءه لا يلقون بالا لهم، بدعوى أنهم “مجرد دمى”، ما دفعهم بالمنتدى إلى عدم التواصل مع الحكومة الإسرائيلية.
دافيدوفيتش، لم يكتف بذلك، بل أكد أن شكوى المنتدى تذهب هباء، وأنهم يتحدثون كالكلاب التي تنبح دوي أي رد من نتنياهو، ودون تحديد موعد نهائي لعودة السكان.
وأضاف أنه لا توجد أي خطة أو استراتيجية، من الأساس لعودة الحياة لمناطق الشمال.
من جانبه، أكد رافي ميلو، قائد الجبهة الداخلية، أن بلاده تمر بمنعطف تاريخي ومرحلة معقدة، وأن قواته اتخذت جميع الخطوات اللازمة لتوفير الأمن والأمان لبدء عام دراسي خال من الصعوبات، وفق المصدر ذاته.
الأمر الذي أكده يائير لابيد، زعيم المعارضة، حينما كتب على منصة “إكس”، في اليوم نفسه، إن حكومة نتنياهو عاجزة عن تأمين الشمال قبيل العام الدراسي الجديد بأيام قليلة.
** إجلاء 120 ألف إسرائيلي
وفي تصريحات للقناة الـ”12″ العبرية الخاصة، مساء الأحد، قال رئيس المجلس الإقليمي بالجليل الأعلى غيورا زالتس، إنه لن يستضيف أيًا من وزراء هذه الحكومة أو أعضاء الكنيست (البرلمان) حتى استعادة الأمن بالشمال، وتكون هناك خطة اقتصادية حقيقية لتنمية هذه المنطقة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ورغم استثمار إسرائيل لما يزيد عن 140 مليون شيكل (الدولار= 3.67 شيكل) لإقامة مدارس في مناطق بعيدة عن خطر الحرب الدائرة على غزة، فإن العام الدراسي الجديد في إسرائيل يكتنفه الغموض، بل ربما ينتهي قبل أن يبدأ، من الأساس.
فيما أعاد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في تصريحات صحفية مساء الأحد، التأكيد على أن تل أبيب عازمة على “تغيير الوضع الأمني بالشمال من أجل تمكين سكان تلك المنطقة من العودة إلى منازلهم آمنين”، دون ذكر الإجراءات التي سيتم اتخاذها بالخصوص.
وتتهم المعارضة في إسرائيل نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولاسيما الاستمرار في منصبه، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة، ولاسيما “القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات