تونس / عادل الثابتي / الأناضول
** الشريف الزروي تحدث للأناضول عن قصة شركته “كان أنت”:
– انطلقنا بشخصين والآن نحن 10، وشيئا فشيئا يتوسع فريقنا حسب طلبات السوق
– نقدم خدمات إعادة تزيين الأحذية بالرسومات وتغيير الألوان في تصاميم عن الموسيقى والرياضة وغيرها
– نركز في تصاميمنا أيضا على القضية الفلسطينية برسم رقصة أصحاب الأرض
في ضاحية حلق الوادي شمال العاصمة تونس، تدب الحركة في ورشة كبيرة لإصلاح الأحذية القديمة، حيث ينهمك الشباب في إعداد تصاميم جديدة لها بدلا من رميها في حاويات القمامة.
صاحب الفكرة الشريف الزروي، الذي وجدناه يتابع أعمال فريقه في الورشة بكل انتباه، تحدث للأناضول عن مشروعه قائلا: “جاءتني الفكرة أثناء دراستي الجامعية التي أنهيتها عام 2021، فقلت لم لا أفتح مشروعا في مجال تصميم الأحذية والجلود”.
الزروي مصمم منتجات والشريك المؤسس في شركة “كان أنت” (إلا أنت)، أوضح أن أصل الفكرة يعود إلى دراسته بالمرحلة الثانوية، خاصة بعد مشاركته في برنامج نظمته شركة موضة، حيث عمل على تزيين أحذية رياضية.
وتابع: “نال عملي رضا لجنة تقييم المشاريع المنجزة من الطلاب في البرنامج، وشجعتني اللجنة على خوض التجربة”.
** إقبال الشباب
وقال الزروي: “طرحت فكرة المشروع على شريكي محمد أنور حسانة وناقشنا الموضوع وبدأنا العمل في المنزل”.
وأضاف: “أمام النجاح الذي تحقق بإقبال الشباب على منتوجنا الذي أشهرناه عبر صفحة فيسبوك، فتحنا فرعا للشركة في حلق الوادي”.
وأردف: “مع تزايد الطلب على خدماتنا في تجديد الأحذية وتصميمها وإعادة تدويرها، توسع الفريق من شخصين إلى 10، بينهم طلبة ومختصون في الصباغة والتصميم وتجديد الأحذية والأقمشة، وشيئا فشيئا يتوسع فريقنا حسب طلبات السوق”.
وعن خدمات الشركة، قال الزروي: “من بين الخدمات التي نقدمها إعادة تزيين الأحذية بالرسومات وتغيير الألوان”.
وأكمل: “خدمة الرسم على الأحذية تنقسم إلى عدة مواضيع منها اختيار الحرفيين لموضوع معين عن الموسيقى أو الرياضة أو غيرها، وحرفي آخر يطرح موضوعا تفصيليا يتعلق بالفريق الرياضي المفضل أو قصة شعر”.
** رقصة أصحاب الارض
وبيّن الزروي أن بعض الحرفيين يطرحون قضية فلسفية أو تصميما بشأن قضية ثورية مثل القضية الفلسطينية.
وزاد: “عملنا على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تهز ضمير العالم أمام الانتهاكات الإسرائيلية، ورسمنا رقصة أصحاب الأرض في غزة، والثائر الهندي بالرقصة المعروفة”.
واستطرد الشاب التونسي: “كما عملنا على شخصيات رياضية وثقافية وأخرى عالمية”.
وتجاوزت الدبكة كونها مجرد رقصة شعبية تقليدية لتصبح رمزا للصمود والتحدي والحرية للشعب الفلسطيني، خاصة مع أداء شبان مقاومين للاحتلال الإسرائيلي للرقصة أثناء اشتباكاتهم مع قوات الجيش.
وأصبحت الرقصة تعرف مؤخرا باسم “رقصة أصحاب الأرض”، مقارنة برقصة الهنود الحمر، المواطنين الأصليين للولايات المتحدة، الذين يعتبرن الرقص جزءا من طقوسهم، حبا في الأرض التي تشكل في معتقداتهم الحرية والبعث للحياة.
** ثقافة تونسية ملهمة
وعن المصادر التي يستلهمون منها أعمالهم، قال الزروي: “نستلهم أفكارنا من الثقافة التونسية والحضارات التي تعاقبت على البلاد، ونحن منفتحون على ثقافات العالم أيضا”.
وأضاف: “هذا التنوع أفادنا كفريق وأفاد الحرفيين في اختيار تصاميم يجدون فيها ذاوتهم، ويعبرون عن أفكارهم من خلال المنتوجات”.
وبخصوص دلالة اسم المشروع، قال الزروي أن الاسم “كان أنت” يدل على أن “المنتوج يخص مشتريا بذاته ولا يمكن أن تجده في مكان آخر، والحذاء لا يمكن أن يستعمله إلا أنت لأنه مصمم لك أنت فقط”.
وزاد: “عبارة (كان أنت) سهلة النطق في اللهجة التونسية ويمكن فهمها بسهولة في أي مكان، وتعبّر عن فكرة المشروع وهي إفراد منتوجات جلدية معينة لشخص واحد”.
** مبادرة ذاتية
وبشأن خلفية المشروع، قال الزروي: “أنا وشريكي لم ننتظر أن تشغلنا الدولة، وعندما ناقشنا الفكرة لم نبحث عن وظيفة في الدولة، بل كنا مبادرين ذاتيين عولنا على أنفسنا فابتكرنا فكرة جديدة”.
وأضاف: “نجحنا أيضا بفضل الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي التي توفر لك إشهارا مجانيا وطرق تسويق مجانية”.
وشجع الزروي شباب تونس على المبادرة الذاتية “فأي شاب له فكرة أو مختص في أي اختصاص تقني أو تجاري يمكن أن يبدأ مشروعه في منزله بأبسط الأدوات ويمكن أن يعمل بالهاتف الجوال”.
وأشار إلى أن عددا من الأشخاص في تونس والعالم بدأوا مشاريعهم الكبيرة بفكرة صغيرة نشروها على الفيسبوك.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات