شانلي أورفة/ رؤوف مالطاش / الأناضول
– عُثر على التمثال في موقع “غوبكلي تبه” الذي يوصف بأنه نقطة بداية التاريخ ويرجع بناؤه لأكثر من 12 ألف عام
– يعد التمثال اكتشافًا مهمًا للغاية في تاريخ الحضارة الإنسانية، بحسب رئيس فريق التنقيب في غوبكلي تبه
– التمثال من شأنه أن يسلط الضوء على الكثير من خفايا العالم الديني واللاهوتي التي سادت في منطقة غوبكلي تبه
تمكن خبراء آثار أتراك من العثور على أول تمثال لخنزير بري بأبعاد حقيقية، في موقع “غوبكلي تبه” جنوب تركيا الذي يوصف بأنه نقطة بداية التاريخ ويرجع تاريخ بنائه لأكثر من 12 ألف عام.
ولاحظ خبراء الآثار وجود بقايا أصباغ حمراء وبيضاء وسوداء على سطح تمثال الخنزير البري، الذي جرى نحته على الحجر الجيري بحجم طبيعي.
ويحمل التمثال مجموعة من الزخارف والرموز، من بينها زخارف على شكل هلال وثعبان وثلاثة وجوه بشرية، إضافة إلى رمز على شكل حرف H اللاتيني.
وقال رئيس فريق التنقيب في غوبكلي تبه، البروفيسور الدكتور نجمي قارول، إن فريقه متحمس جدًا وسعيد للغاية بالاكتشاف الجديد المثير لفضول الأوساط العلمية والآثارية.
وأضاف قارول لمراسل الأناضول، أن التمثال يعد اكتشافًا مهمًا للغاية في تاريخ الحضارة الإنسانية.
وتابع: “حققنا هذا العام اكتشافات أثارت اهتمامنا واهتمام الأوساط العلمية في العالم. بالطبع سنكون قادرين على فهم ومشاركة نتائج الحفريات وأعمال التنقيب التي قمنا بها بشكل أكثر وضوحًا بعد فصل الشتاء المقبل”.
وأضاف: “في غوبكلي تبه تمكنا من اكتشاف تمثال لخنزير بري داخل الهيكل العملاق الذي نعمل فيه حاليًا. عثرنا على تمثال الخنزير البري في نقطة مهمة جدًا من الهيكل، على جانب واحدة من المسلتين الرئيسيتين ضمن الهيكل”.
وتابع: “بشكل عام، أستطيع القول إن الهيكل الذي عثر فيه على التمثال يختلف عن بقية المباني الموجودة في الموقع الأثري، إذ يحتوي على قطع أثرية جرى دفنها عن عمد من قبل الأشخاص الذين بنوا الهيكل وجرى نصب مسلات على تلك القطع الأثرية عند دفنها كنوع من الرصد (الحماية) لتلك القطع الأثرية”.
واستطرد: “لقد واصلنا هذا العام أيضًا جهود التنقيب في هذه المنطقة، وأستطيع القول إن هذا التمثال (الخنزير البري) يمثل أحد أهم الاكتشافات في المنطقة للعام الحالي”.
ومضى قارول قائلا إن “تمثال الخنزير البري، شأنه شأن باقي تماثيل الحيوانات المكتشفة في المنطقة، يتخذ وضعية الهجوم ويمتلك أسنانًا ظاهرة”.
وأردف: “نحن نعلم أيضًا أن التماثيل المنحوتة في هذه الفترة كانت ذكورية على الأغلب، وقد جرى تزيينها بأنواع مختلفة من الطلاء وفق إمكانيات ذلك العصر، وخاصة اللسان وطبقة الشعر”.
تمثال كبير
من جهته، قال لي كلير، منسق المعهد الأثري الألماني، الذي يعمل مع فريق التنقيب التركي في المنطقة، إنهم، كفريق سعداء للغاية بهذا الاكتشاف المهم.
وأكد كلير لمراسل الأناضول، أن تمثال الخنزير البري يأتي بمثابة تتويج للجهود التي بذلها فريق التنقيب في غوبكلي تبه طوال فصل الصيف.
وقال: “لقد عملنا بجد هنا هذا العام وتمكنا من الوصول إلى هذا التمثال الكبير والرائع للغاية. نحن متحمسون كثيرًا وسعيدون أيضًا”.
وأردف: “التمثال من شأنه أن يسلط الضوء على الكثير من خفايا العالم الديني واللاهوتي التي سادت منطقة غوبكلي تبه قبل عصور غارقة بالقدم تمتد لأكثر من 12 ألف عام”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات