إبراهيم الخازن/ الأناضول
رفضت دول ومنظمة عربية، الاثنين، انتهاك إسرائيل لسيادة لبنان، وحذرت من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، وسط إعلان العراق مساعدات إغاثية عاجلة للبنان.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن السعودية ومصر والأردن والعراق، وجامعة الدول العربية، تعليقا على غارات إسرائيلية هي الأعنف على مناطق لبنانية عدة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل 492 شخصا وإصابة 1645، الاثنين، في أرقام “غير مسبوقة” وغير نهائية.
تحذيرات
وقالت السعودية، في بيان للخارجية، إن “المملكة تتابع بقلقٍ بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها”.
وحثت المملكة “كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب”.
ودعت المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة إلى “الاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة”، مؤكدة “أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي”.
كما أدانت مصر، في بيان للخارجية، “التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة”، معربة عن “خالص تضامنها مع لبنان وشعبه ، وعن خالص تعازيها لأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين”.
وأكدت “رفضها التام لأية انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه”، مشيرة إلى أنه “سبق أن حذرت مصر من مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن خطر توسعه بما يهدد بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”.
وشددت على أنها “مستمرة في جهودها لوقف إطلاق النار في غزة، واحتواء المخاطر التي نتجت عن الحرب هناك”، داعية القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة والذي يهدد مصير شعوبها وأفق السلام”.
مطالب
ودعت مصر إلى “تسوية الأزمة بشكل سلمي ووقف التصعيد فوراً وإتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية، خاصة وأن التصعيد العسكري سيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة”.
في سياق متصل، أكد الملك عبدالله الثاني “وقوف الأردن المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه”.
وحذر خلال اتصال هاتفي، اليوم الاثنين، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، من “خطورة التصعيد الإسرائيلي”.
وأكد “ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقفه قبل جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”، مشددا على “وقف التصعيد في الإقليم يبدأ بالوقف الفوري للحرب على غزة”.
ودعا ملك الأردن “المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان في هذه الأوقات العصيبة لحماية المدنيين الأبرياء، والتحرك بشكل فوري وجاد لإنهاء كل أشكال التصعيد بالمنطقة”.
كما دعا وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تغريدة بحسابه بمنصة إكس، إلى “تحرك مجلس الأمن فورا للجم العدوانية الإسرائيلية وحماية المنطقة من كارثية تبعاتها”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تستمر في دفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة لأن المجتمع الدولي فشل في حماية قوانينه وقيمه”.
ولفت إلى أن “إسرائيل تصعّد حربها على لبنان خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في تحدّ لها ولقراراتها التي طالبتها وقف العدوان والتزام القانون الدولي”.
مساعدات ودعوة لعقد قمة
وفي العراق، دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الإثنين، لعقد قمة إسلامية تبحث تداعيات “العدوان الصهيوني” على لبنان، معلنا تنظيم جسر جوي وبري لنقل المساعدات وتسهيل إرسال الوقود إلى لبنان، وفق بيان.
كما قرر “تسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطّات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية، فضلاً عن استقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات العراقية، وبذل كل ما يعزز صمود لبنان أمام ما يتعرّض له من اعتداءات وجرائم إرهابية على يد الإجرام الصهيوني”.
وعلى مستوى المنظمات العربية، قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان إنه يدين “بأشد العبارات الغارات والعمليات الإسرائيلية الموسعة ضد لبنان”.
وأكد أن “هذا التصعيد الخطير يُمثل اعتداء صارخاً على السيادة اللبنانية ويُهدد بتفجير الوضع الإقليمي على نحو ستكون تبعاته مؤلمة على الجميع”، داعيا مجلس الأمن إلى “التحرك الآن لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي، إذ لا يُمكن تكرار مأساة غزة في لبنان”.
“عدوان” غير مسبوق
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، أن “الحصيلة الجديدة للغارات الإسرائيلية المتمادية على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك منذ صباح اليوم (الاثنين)، أدت إلى استشهاد 492 شخصا من بينهم 35 طفلا و58 سيدة وإصابة 1645 بجراح”.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق “حزب الله” عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات