إسطنبول/ الأناضول
– الرئيس المنتهية ولايته (78 عاما) يفوز بفترة رئاسية ثانية بفارق شاسع عن أقرب منافسيه في انتخابات مبكرة
– ارتفاع نسبة المقترعين الداعمين لتبون إلى 94.65 بالمئة مقارنة بـ58.15 في انتخابات ديسمبر 2019
– تبون أول رئيس منتخب منذ الإطاحة ببوتفليقة والرئيس العاشر للجزائر منذ استقلالها في 1962
بفارق شاسع، ضَمِنَ الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، الأحد، البقاء 5 أعوام إضافية في قصر المرادية الرئاسي، الذي دخله رئيسا منتخبا عام 2019، في أعقاب انتفاضة شعبية.
تبون (78 عاما) تصدر نتائج انتخابات رئاسية مبكرة، أُجريت السبت، بحصوله على 94.65 بالمئة من الأصوات، حسب السلطة المستقلة لانتخابات.
وحلّ عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي)، في المرتبة الثانية بـ3.17 بالمئة، يليه يوسف أوشيش، السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية (أقدم حزب معارض/ يساري)، بــ2.16 بالمئة.
ومن المقرر أن تحيل سلطة الانتخابات محاضر الفرز بشكل فوري إلى المحكمة الدستورية، التي ستنتظر خلال مدة لا تتعدى 48 ساعة في أي طعون محتملة، على أن تعلن النتائج النهائية خلال 10 أيام.
وبدا تبون واثقا من الفوز، منذ أن أعلنت الرئاسة في يونيو/ حزيران الماضي، أنه قرر إجراء انتخابات مبكرة، بدلا من موعدها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ولاحقا قال تبون إن التبكير جاء لـ”أسباب فنية”، دون إيضاحات.
واختار تبون، الذي ترشح مستقلا، شعار “من أجل جزائر منتصرة”، فيما اختار حساني “فرصة” شعارا لحملته الدعائية، أما أوشيش فاستقر على عبارة “رؤية للغد”.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال تبون في مقابلة متلفزة إن الجزائر “حققت إنجازات كثيرة في السنين الأخيرة”، والفضل فيها “يعود للشعب وليس لي”.
وتابع أنه “قطع بالجزائر أشواطا كبيرة حتى وضعناها في سكة التنمية”.
إذ وجدها عند تسلم الحكم نهاية 2019 في وضع مالي سيئ بسبب الفساد الذي نخر الاقتصاد والإدارة خلال حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999- 2019).
ـ ارتفاع التأييد
انتخابات السبت سجلت زيادة لافتة في نسبة المقترعين الداعمين لتبون مقارنة بعام 2019، حين أُجريت أول انتخابات رئاسية بعد انتفاضة شعبية أطاحت ببوتفليقة في أبريل/ نيسان من ذلك العام.
ففي تلك الانتخابات، حصل تبون، رئيس الوزراء الأسبق، على 58.15 بالمئة من الأصوات (مقارنة بـ94.65 بالمئة في 2024)، بفارق كبير أيضا عن أقرب منافسيه، وهو الإسلامي عبد القادر بن قرينة (17.38 بالمئة).
وأصبح تبون، آنذاك الرئيس العاشر للجزائر منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962، إذ تولى منصب الرئاسة قبله 9 شخصيات بين منتخب ومؤقت كان آخرهم عبد القادر بن صالح.
وحكم الجزائر قبل تبون، 5 رؤساء جمهورية وهم: أحمد بن بلة (1962-1965)، وهواري بومدين (1965-1978)، والشاذلي بن جديد (1979-1992)، واليامين زروال (1994-1999)، وعبد العزيز بوتفليقة (1999-2019).
كما حكم البلاد 4 رؤساء دولة (مؤقتون)، في ظروف انتقالية صعبة، وهم: رابح بيطاط (1978-1979)، ومحمد بوضياف (1992)، وعلي كافي (1992- 1994)، وعبد القادر بن صالح (2019).
وفي 2019، رغم تنكر حزبه جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا)، ودعمه مرشح التجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي، لكن تبون حظي بدعم الطرق الصوفية في البلاد ومنظمات كثيرة من المجتمع المدني، ما مكنه من الفوز بصعوبة وفي ظروف سياسية حرجة ومعقدة، ليصبح الرئيس العاشر للجزائر.
أما في 2024، وبينما خاض تبون الانتخابات بصفة مستقل، فإن 4 أحزاب شكلت ائتلافا لدعمه وهي: جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي (موالاة)، وجبهة المستقبل (موالاة)، وحركة البناء الوطني (إسلامي).
ـ إقالة سريعة
ويوصف تبون بأنه أحد أبرز وجوه النظام السابق بحكم توليه وزارات عدة، كما قاد الحكومة في عهد بوتفليقة، لكنه يعتبر نفسه أحد ضحايا هذه الحقبة بعد إقالته من رئاسة الوزراء عام 2017، وسجن نجله.
ولد تبون في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1945 بمنطقة المشرية ولاية (محافظة) النعامة (غرب)، وتخرج من المدرسة الوطنية العليا للإدارة، اختصاص اقتصاد ومالية.
وقضى أقصر فترة لرئيس وزراء في تاريخ الجزائر، إذ لم يتجاوز مكوثه في المنصب 90 يوما، حيث عُيّن في مايو/ أيار 2017، وأُقيل في أغسطس/ آب من العام نفسه، على خلفية صراع قوي مع كبار رجال الأعمال.
وهذه الإقالة جاءت على خلفية إعلانه فصل المال عن السياسة، والحد من نفوذ رجال أعمال مقربين من محيط بوتفليقة، حيث بدأ آنذاك إجراءات فعلية عبر فتح ملف الضرائب والمشاريع غير المنجزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات