كابول / بلال كولر، سيد خدابيردي سادات / الأناضول
زبولون سمانتوف، آخر يهودي أفغاني غادر البلاد بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة، ترك كنيسه الصغير الذي أقامه في منزله بهرات (غرب) عهدة لأحد جيرانه.
وفي 15 أغسطس/ آب 2021، سيطرت طالبان على السلطة بأفغانستان، فيما تواجه البلاد وشعبها عددا لا يحصى من التحديات في شتى المناحي.
ويعتقد مراقبون، أن المشاكل المستمرة في أفغانستان متجذرة في “المواجهة” السياسية التي تنبع من الاختلافات في منظومة القيم الخاصة بكل من طالبان والمجتمع الدولي.
وفي منزله الذي كان يعج بالضيوف من اليهود وغير اليهود، أقام سمانتوف الذي ولد وترعرع في مدينة هرات الأفغانية، كنيسا صغيرا تبلغ مساحته حوالي 30 مترا مربعا.
ووفق جيران سمانتوف الذين تحدثوا إلى مراسل الأناضول، فإن أحدًا لم يطأ الكنيس منذ أن تركه صاحبه عهدة للحاج ممتاز حكيمي، أحد جيرانه وأصدقائه القدامى من الأفغان.
يستطيع الناظر إلى المكان مشاهدة كثافة الإقبال على مطعم للكباب ومحل للبقالة في الطابق الأرضي من منزل سمانتوف، إلا أن الصمت يسود الكنيس والمنزل الموجودين في الطابق العلوي من البناء.
خارج البناء، لا يوجد ما يوحي أن المكان يحتوي على دار عبادة أو كنيس، رغم كونه في السابق واحدا من الأماكن الرئيسية التي يرتادها اليهود الأفغان.
وللصعود إلى الطابق العلوي يجب على الزائر أولا دخول مطعم الكباب في الطابق الأرضي، ثم الصعود إلى الطابق العلوي عبر فناء داخلي موجود هناك.
ويحتوي الطابق العلوي على عدد قليل من الأدوات والمعدات المستخدمة في العبادة.
الأبواب مقفلة منذ مغادرة سمانتوف
يقول الجيران إن الجزء العلوي من البناء يضم غرفتين، واحدة كانت تستخدم منزلا، فيما كانت تستخدم الأخرى كنيسا ودار عبادة، فيما قام سمانتوف بتأجير الجزء السفلي لأصحاب الفعاليات التجارية.
ويوضح الجيران لمراسل الأناضول أن الكنيس كان يستضيف في السابق يهودًا من مختلف أنحاء باكستان وأفغانستان، وأنه لم تطأ قدما أحد الكنيس منذ ذلك اليوم الذي غادر فيه سمانتوف أفغانستان.
سنصون العهدة المودعة لدينا
من جانبه، قال الحاج ممتاز حكيمي، إنه علاقة صداقة قوية تربطه مع سمانتوف منذ سنوات طويلة.
وأوضح أن نحو 50 عائلة يهودية كانت تسكن في هيرات خلال سنوات شبابه، معظمهم عملوا بالتجارة، إلا أنهم ومع الوقت غادروا جميعا من أفغانستان.
وذكر حكيمي لمراسل الأناضول، أنه يعرف سمانتوف منذ أكثر من 30 عامًا، وأن سمانتوف تحدث معه عبر الهاتف بعد مغادرته أفغانستان.
وقال: “اتصل بي سمانتوف بعد 3 أشهر من مغادرته أفغانستان، وقال لي: أنت صديق مقرب لي وتعرف هذه المنطقة جيدا”.
وأضاف: “أوصاني أن أعتني بمنزله وكنيسه حتى يتسنى له العودة أو يرسل أحدا إلى هنا”.
وتابع: “منذ ذلك الحين وأنا أعتني بالمكان إلا أني لم أتمكن من التواصل مع سمانتوف منذ نحو 9 أشهر، لكننا سمعنا أنه توفي”.
الكنيس مغلق منذ يوم مغادرته
وذكر حكيمي أنه سيواصل الاعتناء بالمكان، إلى أن يأتي أحد من إسرائيل أو الولايات المتحدة ممن وكّلهم صاحب المكان ليقرروا ماذا سوف يفعلون بالمنزل والكنيس.
وتابع: “هذا حقهم، ونحن وبالتعاون مع سكان المنطقة، علينا فقط حماية المبنى وتسليمه لمن جرى توكيلهم من قبل سمانتوف”.
الآثار اليهودية في هرات
كان إقليم هرات الأفغاني الواقع على الحدود مع إيران يضم عددا كبيرا من السكان اليهود حتى ثمانينات القرن الماضي، ومع وصول الحكومة الشيوعية إلى السلطة في 1978، والصراع المستمر منذ ذلك الحين، انخفض عدد اليهود الأفغان تدريجيا في المدينة وأفغانستان عموما.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول من السلطات المحلية، كان في هرات 4 كنس (معابد) يهودية، وحمام ومقبرة تضم أكثر من 100 مدفن يهودي.
ويُستخدم أحد المعابد اليهودية مسجدا والآخر مدرسة في الوقت الحالي، وقد تعرض أحد الكنس اليهودية في المدينة لأضرار بالغة بسبب الصراعات المسلحة.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة” الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات