زين خليل / الأناضول
دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الأربعاء، اليهود إلى الصلاة “علنا” في المسجد الأقصى، في مواصلة منه للتصريحات المتطرفة و”انتهاك” الوضع القائم فيه منذ ما قبل الاحتلال والذي تزعم إسرائيل أنها تحافظ عليه.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بمناسبة ما تُسميه تل أبيب “يوم القدس”، والذي يؤرخ لذكرى احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967.
وقال بن غفير: “أنا سعيد لأن اليهود صعدوا إلى (اقتحموا) جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وصلوا هناك اليوم”.
وأضاف: “سياستي واضحة جدا في هذا الشأن، وهي أنه يمكن لليهود أن يكونوا في أي مكان بالقدس، ويصلوا في أي مكان هناك، وليس همسا”.
وتابع بن غفير: “سياستي أن يصلي اليهود في جبل الهيكل”، زاعما أن هذا يُعد “أمرا جيدا”.
وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن هذه “هي المرة الأولى التي ينحرف فيها وزير إسرائيلي عن تطبيق القانون في الحرم القدسي بشأن الوضع القائم هناك، والذي يمنع صلاة اليهود داخله”.
وعلى خلاف ما ذكرته الصحيفة العبرية، سبق أن دعا مسؤولون إسرائيليون إلى تغيير الوضع القائم بالأقصى عبر السماح لليهود بالصلاة فيه، ومن بينهم وزير الأمن الداخلي الأسبق جلعاد أردان، الذي طالب بذلك في أغسطس/ آب 2019، زاعما أن الوضع القائم في المسجد منذ عام 1967 “مجحف لليهود”.
كما تؤكد دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن إسرائيل “تكذب” عندما تزعم الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، لأنها تواصل “الانتهاكات” داخله وفي محيطه منذ عام 1967، والتي تهدف للسيطرة الكاملة عليه وتحويله من مقدس إسلامي إلى يهودي.
ويقود بن غفير حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، الذي يؤيد بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على قطاع غزة، ويتبنى أفكارا متطرفة قُوبلت بانتقادات واسعة حتى في الأوساط الإسرائيلية.
ومنذ توليه منصبه في ديسمبر/ كانون الأول 2022، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى أكثر من مرة، ما أثار موجة انتقادات عالمية.
وفي وقت سابق الأربعاء، اقتحم بن غفير رفقة 1601 مستوطن يهودي المسجد الأقصى، وأدوا صلوات وطقوسا تلمودية داخله، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
والوضع القائم في المسجد الأقصى هو الذي ساد قبل احتلال إسرائيل مدينة القدس الشرقية عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد.
لكن في 2003، غيرت السلطات الإسرائيلية هذا الوضع بالسماح لمستوطنين باقتحام الأقصى، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.
وتزعم إسرائيل أنها “تحترم الوضع القائم” بالمسجد الأقصى، وهو ما تنفيه دائرة الأوقاف الإسلامية التي أكدت مرارا في السنوات الماضية أن إسرائيل “تنتهك الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد” عبر سماحها أحاديا للمستوطنين باقتحامه.
وبحسب ادعاءات “هآرتس”، حظرت الشرطة الإسرائيلية في السابق صلاة اليهود المقتحمين للأقصى، وقدمت ضدهم لوائح اتهام بـ”الإقدام على سلوك قد يُكدر السلم العام”.
واستدركت الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال فترة ولاية دورون ترجمان قائدا للشرطة الإسرائيلية بمنطقة القدس (منذ فبراير/ شباط 2021)، “بدأ اليهود بالصلاة همسا وحتى إقامة الصلاة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى، مع تجاهل الشرطة لهم”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات