غزة/ الأناضول
– ماهر سلول، نجح من خلال مبادرته الفردية في توزيع زينة رمضان على بعض الخيام في مدينة رفح، بهدف تعزيز روح الفرح والتضامن في المجتمع، وإضفاء البهجة على قلوب النازحين خلال شهر الصيام المبارك
في داخل خيمتهم البدائية، قامت عائلة فلسطينية بتعليق أحبال إضاءة وفوانيس شهر رمضان، الذي بات على الأبواب، تعبيرًا عن التفاؤل بهذا الشهر المبارك الذي ينتظره المسلمون مطلع الأسبوع القادم.
وعلقت تلك العائلة أحبالًا مضيئة على جنبات الخيمة، لتنير ظلمات الحرب الإسرائيلية، وفي السقف علقوا فوانيسًا كرتونية، بجانب إضاءة صفراء تضفي أجواء رمضانية دافئة.
خارج الخيمة، تجلس العائلة في حالة من الفرحة المختلطة بالحزن، يستحضرون ذكريات أوقات رمضان السابقة في منزلهم، ويتساءلون عن كيفية قضاء هذا الشهر الكريم في ظروف صعبة كهذه.
وفيما يلهون الأطفال الصغار خارج الخيمة، يشعلون فوانيس رمضان ويغنون أناشيد رمضانية، مما يملأ الجو بالبهجة والأمل، وسط صوت الطائرات الحربية التي تنادي الرعب في قلوبهم الصغيرة.
وتأتي زينة رمضان ضم مبادرة أطلقها الفلسطيني ماهر سلول في قطاع غزة بهدف بث الفرحة في صفوف النازحين الفلسطينيين.
ويقول ماهر سلول (34 عاما) لمراسل الأناضول: “بالرغم من الحرب على غزة، كان دورنا مبادرة تزيين خيام النازحين مع اقتراب شهر رمضان المبارك للمسلمين”.
وأضاف: “المبادرة جاءت من جهد شخصي، ونأمل أن تتوسع لننشر الفرحة في كل خيمة للنازحين في مدينة رفح”.
وأشار سلول إلى أنه “عادة ما يقوم المسلمون في قطاع غزة بتزيين منازلهم في شهر رمضان، لكن هذا العام ومع وجود الحرب والآلاف من النازحين في الخيام، قررنا تزيين بعض هذه الخيام”.
وتابع: “أردت أن أبعث الفرحة والسرور في قلوب الأطفال الصغار في مخيم مدينة رفح رغم الحرب والدمار في قطاع غزة”.
وشدد على أن “الأطفال يحبون الحياة واللعب والمرح، ونحن نريد أن نظهر محبتنا لأهلنا في قطاع غزة من خلال نسيان الحرب ومعاناتها”.
وختم بدعوة الفلسطينيين للعالم بأن يقفوا صفًا واحدًا لوقف الحرب على قطاع غزة، معربًا عن أمله في عودة الفلسطينيين لتزيين منازلهم في هذا الشهر الفضيل.
بدورها، وضعت الفلسطينية حلا (15 عاماً) اللمسات الأخيرة في تزيين خيمتها التي لجأوا إليها بعد نزوحهم من مدينة غزة إلى مدينة رفح.
وتقول لمراسل الأناضول: “نزحنا بسبب الحرب بعد أن ألقت إسرائيل علينا مناشير ورقية تحذرنا من التوجه إلى الجنوب”.
وتضيف: “نحن هنا وشهر رمضان قادم، ولكننا نحتفظ بالأمل في العودة إلى بيوتنا في غزة، وأن تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي في بيوتنا حيث الراحة والدفء”.
وتابعت: “هنا في رفح، في مخيم النزوح، نعاني من البرد وقلة المياه والصعوبات في نقلها”.
ولفتت إلى أن “رمضان العام الماضي كنا في بيوتنا وكانت الناس تجتمع وتحتفل بلم الشمل، أما اليوم فالناس تفرقت بسبب القتل والتدمير الإسرائيلي لقطاع غزة”.
وأوضحت أنه هناك عائلات دمرت منازلها وأخرى فقدت أحبابها، وأن رمضان هذا العام يحمل الحزن إلى قطاع غزة، ولا يوجد طعم له مثل الأعوام الماضية.
وتمنت الفلسطينية العودة إلى منزلها في مدينة غزة التي نزحت منها بفعل دعوات إسرائيل، والعودة لمقاعد الدراسة ورؤية أصدقائها وأقاربها.
وليواصلوا حياتهم في ظل الحرب، أنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة تضم خيامًا صنعت من أقمشة مهترئة ونايلون في مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
هذه المخيمات رغم افتقارها لأبسط مقومات الحياة، تمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها أملا في تجنّب ويلات القصف الذي يستهدف المباني والمنازل في كل الأرجاء.
وفي تصريحات سابقة، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، لوكالة الأناضول قائلاً: “مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تضم نحو مليون و300 ألف نسمة، يعيش ظروفا صعبة جراء الحرب”.
ومؤخرا، بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية “الكابينت” خطة “إجلاء” الفلسطينيين من رفح في إطار الاستعداد لاجتياحها، رغم التحذيرات الدولية من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى مجازر بحق مئات آلاف النازحين الذين لا مكان آخر يذهبون إليه بعدما أجبروا على النزوح من كافة مناطق القطاع تحت وطأة الحرب المستعرة منذ نحو 5 شهور.
يأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات