غزة/ الأناضول
ـ على مدار أشهر الحرب تكررت مشاهد مفزعة لأطفال برؤوس وأجساد مهشمة قتلوا بقصف إسرائيلي
– وثق مقطعَا فيديو منفصلين انتشال جثماني طفلين الأول برأس مهشم والثاني بساق مقطّعة ومسحوقة
– خلال الفترة السابقة انتشرت مقاطع فيديو توثق أجساد أطفال في أكياس بعد تقطعها لأشلاء وفقدان معظمها
** رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده للأناضول:
– إسرائيل تستهدف الأطفال بشكل متعمد ومنهجي وواسع النطاق وبطرق وحشية وشديدة الفظاعة
– الجيش قتل 2100 طفل رضيع تقل أعمارهم عن عامين ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في القطاع منذ 7 أكتوبر
– عدد الأطفال القتلى “مفزع وغير مسبوق في التاريخ الحديث للحروب”
– العديد من الأطفال تقطعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الإسرائيلي شديد التدمير على تجمعات المدنيين
– الجيش الإسرائيلي يمتلك تكنولوجيا متطورة يعلم في كل مرة يستهدف فيها منزلًا أو مركز إيواء من داخله من المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء
** لازاريني: بعض الأطفال احترقوا حتى الموت والقطاع لم يعد مكانا صالحا للأطفال.. هل تبقت أي إنسانية؟
على مدار 11 شهرا من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، تكررت مشاهد مفزعة لانتشال أطفال من تحت ركام منازلهم بـ”رؤوس وأجساد مهشّمة”، قتلوا بقصف إسرائيلي شديد التدمير.
وفي جريمتين منفصلتين ارتكبهما الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، الأربعاء، انتشل مواطنون، جثمان طفل قضى بقصف على بلدة بني سهيلا، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، برأس مهشم.
كما انتشل آخرون، طفلا آخرا قتل بقصف منزلا يعود لعائلة “أبو رحمة” في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، بساق مُقطّعة ومهشّمة.
ودائما ما تقول مؤسسات حقوقية دولية وأوروبية إن “الأطفال” أكبر ضحايا الحرب المستمرة على غزة، ويدفعون الثمن الأعلى لها.
ويتعرض الأطفال لإصابات خطيرة في الصدر والبطن والرأس والعيون، تتسبب في إعاقات دائمة لهم، إن لم يفقدوا على إثرها حياتهم.
وسبق وأن كشف أطباء أمريكيون، عملوا في غزة بشكل تطوعي، للأناضول، أن المناظر التي شاهدوها كانت فظيعة، من بينها أطفال مصابون بالرصاص في الرأس كل يوم، وإصابات في البطن والصدر أيضا.
وأفادت الطبيبة الأمريكية تامي أبو غنيم، التي تعمل في شيكاغو وذهبت طوعا إلى غزة مرتين، للأناضول، بأن “60-70 بالمئة من المصابين القادمين من المنازل التي استهدفتها القنابل الإسرائيلية من الأطفال”.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ـ طفل برأس مهشم
تداول ناشطون فلسطينيون مقطع فيديو لانتشال جثمان طفل قتل بقصف إسرائيلي على بلدة بني سهيلا في خان يونس، بـ”رأس مهشم”، في حين غابت تفاصيل هوية هذا الطفل.
وصرخ الشخص الذي انتشل جثمان الطفل، قائلا: “إسرائيل قضت على الأطفال (…) أوصلوا هذا للعالم”.
كما ظهرت مشاهد لهذا الطفل، وهو ملقى على سرير بمجمع ناصر الطبي، ضمن مقطع فيديو لأم تودع طفلها الشهيد بـ”حضن كان الأخير”، فيما كان هذا الطفل أيضا مصابا برأسه في قصف إسرائيلي.
ـ طفل بقدم مسحوقة
وفي مشهد آخر، تم فيه انتشال جثامين 4 قتلى قضوا بقصف إسرائيلي على منزل عائلة أبو رحمة في النصيرات، ظهر طفل من القتلى بقدم شبه مسحوقة جراء شدة الانفجار.
وإثر هذا المشهد المفزع، حاول الشخص الذي انتشل جثمان هذا الطفل وأسرع لنقله إلى المستشفى، تغطيته بشكل كامل بمفرش لمنع تساقط أشلائه.
ـ أجساد في أكياس
كما انتشرت شهادات صادمة حول وضع جثامين أطفال في أكياس بعد أن تقطعت لأشلاء وقطع لحمية صغيرة، فقدت معظمها بسبب شدة القصف.
وفي أعقاب المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قصفه لمدرسة “التابعين” بغزة في 11 أغسطس/ آب الجاري، قال الطبيب فضل نعيم، الذي يعمل بالمستشفى “المعمداني”، على صفحته على فيسبوك: “من أصعب المشاهد الدامية التي مرت علينا بعد المجزرة كانت لشاب يبلغ عمره 16 عاما (طفل وفق القانون الدولي) وصل إلينا وجزؤه السفلي مفتت ومهشم ويده اليسرى مبتورة وجروح غائرة وحروق في أنحاء جسده”.
وتابع في شهادته عن المجزرة: “أثناء إجراء جراحة له صدمت عندما وجدت رأس شخص آخر محطم بين عظام ساقيه المفتتة، ولم أتمكن من التعرف عليه إلا من خلال الفم والذقن (…) ورغم الجهود لإنقاذه إلا أنه فارق الحياة بعد نزف شديد لم يتوقف”.
كما انتشرت على موقع “فيسبوك”، قصة مكتوبة رواها الفلسطيني “حسن”، والد طفل قُتل في مجزرة التابعين، قال فيها: “ابني (علي) لم نجد جثته أبدا، أبلغتهم أن عُمره 6 سنوات، فأعطوني كيسا فيه 18 كيلوغراما من الأشلاء وقالوا لي: اذهب وأدفن أشلاء (لا أعرف إن كانت هي لإبني أم لا)”.
كما تكرر هذا الأمر ووثقه مقطع فيديو آخر انتشر لرجل كبير في السن يحمل بين يديه كيسا صغيرا كان مخصصا لحفظ الأرز، يضع داخله أشلاء طفل اسمه “ريان” بعمر 10 أعوام، قال في المقطع: “هذا الكيس فيه أشلاء لطفل بالكاد تقدر بنحو 3 كيلوغرامات، بينما كان وزنه قبل مقتله 20 كيلوغراما… لم نجد منه إلا هذه الأشلاء”.
ـ استهداف الأطفال بطرق “فظيعة”
وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن الجيش الإسرائيلي يستهدف “الأطفال على نحو متعمد ومنهجي وواسع النطاق دون توقف منذ 10 أشهر، وبأكثر الطرق وحشية وأشدها فظاعة”.
وتابع عبده، في حديثه للأناضول: “الجيش قتل 2100 طفل رضيع تقل أعمارهم عن عامين، ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم في القطاع منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي”.
وذكر أن عدد الأطفال القتلى “مفزع وغير مسبوق في التاريخ الحديث للحروب، فيما يعبر عن نمط خطير وقائم على نزع الإنسانية عن الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وأكد أن العديد من الأطفال “تقطعت رؤوسهم وأعضاء أجسادهم بفعل القصف الإسرائيلي شديد التدمير على تجمعات المدنيين، خاصة المنازل والمباني والأحياء السكنية ومراكز الإيواء وخيام النازحين قسرا”.
واعتبر عبده، ذلك “انتهاكا صارخا لقواعد التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة”.
وعن طبيعة استهداف الأطفال، يؤكد عبده أنه يتم بشكل “متعمّد ومدروس”، قائلا: “الجيش الإسرائيلي يمتلك تكنولوجيا متطورة، وهو يعلم في كل مرة يستهدف فيها منزلًا أو مركز إيواء من داخله من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، ومع ذلك يقصفها بصواريخ وقنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة”.
وختم قائلا: “في كل مرة يتعمد الجيش إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وإحداث إصابات شديدة، بدلالة النمط المتكرر والمنهجي وواسع النطاق للاستهداف الإسرائيلي للمدنيين في غزة، والأسلحة شديدة التدمير والعشوائية، وبخاصة ضد المناطق ذات الكثافة السكانية المدنية المكتظة”.
والأربعاء، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، في بيان: “بعض الأطفال احترقوا حتى الموت والقطاع لم يعد مكانا صالحا للأطفال.. هل تبقت أي إنسانية؟”
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات