غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
بعد مرور ساعات على المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لا يزال مئات الجرحى الفلسطينيين ينتظرون إجراء عمليات لهم في مستشفى “شهداء الأقصى”، الوحيد العامل وسط قطاع غزة.
وأمام غرف العمليات وفي ممرات المستشفى، يفترش الجرحى الأرض بانتظار دورهم في إجراء العمليات الجراحية، وسط مشاهد مؤلمة، حيث يتعالى أنين المصابين ودموع ذويهم في ظل نقص الإمكانيات الطبية جراء الحرب.
ـ أنين وحزن
وفي أروقة المستشفى الضيقة والممرات المكتظة بالمصابين من بينهم أطفال ونساء، تتعالى أصوات النداءات، و يعم المكان جو من الحزن والتوتر.
وتملأ عيون الأطفال المصابين بنظرات الخوف، ويتشبثون بأيدي أمهاتهم وآبائهم الذين أصيبوا بإصابات متفاوتة، بينما تعمل الفِرَق الطبية بلا كلل وبكل طاقتها المحدودة، حيث تفوق أعداد المصابين الطاقة الاستيعابية للمستشفى.
وخارج المستشفى، أمام ثلاجات الموتى وقسم الاستقبال، تتناثر جثامين القتلى الذين فقدوا حياتهم جراء الهجوم الإسرائيلي، وترتفع أصوات الصراخ والبكاء من ذويهم، معبّرة عن حزنهم وألمهم الذي أصابهم جراء الفاجعة التي حصلت.
ـ 210 قتلى وأكثر من 400 مصاب
والسبت، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة راح ضحيتها 210 قتلى وأكثر من 400 مصاب، بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات، بالتزامن مع توغل مفاجئ لآليات عسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقًا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه تمكن من “تحرير” 4 محتجزين في عملية خاصة بمخيم النصيرات.
وبإمكانيات محدودة بسبب الحرب ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، تعمل الطواقم الطبية داخل المستشفى، الذي أعلن، الأربعاء، تعطل أحد مولدي الكهرباء لديه بسبب عطل فني.
والأربعاء، أعلنت إدارة “مستشفى شهداء الأقصى” وسط قطاع غزة، تعطل أحد مولدي الكهرباء لديها؛ ما ينذر بوقوع “كارثة إنسانية” قد تؤدي إلى وفاة عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخدج.
وقالت إدارة المستشفى، في بيان: “نعلن عن خروج أحد مولدي الكهرباء عن العمل بسبب عطل فني، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية قد يروح ضحيتها عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخُدّج المُنوّمين في غرف العناية الفائقة وتحت أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل على التيار الكهربائي”.
ـ نداء استغاثة
وفي هذا السياق، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لمراسل الأناضول: “حجم الإصابات الذي وصل مستشفى شهداء الأقصى يفوق قدرتها الاستيعابية”.
وأضاف الثوابتة: “نطلق نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية بإنقاذ المستشفى وإمداده بالمستلزمات الطبية والمولدات الكهربائية لضمان استمرار تقديم الخدمة”.
وتابع: “الوضع في مستشفى شهداء الأقصى كارثي وخطير بدرجة كبيرة، ونطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين وضد أبناء شعبنا الفلسطيني”.
ولفت الثوابتة، إلى أنه “خلال الشهور الماضية تعمد الاحتلال في حربه المدمرة إخراج النظام الصحي في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل، حيث أنه أخرج 33 مستشفى من أصل 35 عن الخدمة بشكل كامل، ما تسبب في كارثة إنسانية حقيقية”.
وبعد الهجوم الإسرائيلي، قالت إدارة مستشفى “شهداء الأقصى” في بيان: “المصابون يفترشون الأرض، وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات طبية بسيطة”.
وأضافت: “المستشفى يواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، بالإضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيسي”.
ـ وضع صحي كارثي
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن مستشفى “شهداء الأقصى” و”المستشفى الأوروبي” هما المستشفيان الحكوميان العاملان في غزة حاليا من أصل 35 قبل الحرب، فيما تقدم مستشفيات خاصة صغيرة خدمات رعاية أولية، إضافةً لمستشفيات ميدانية في منطقة المواصي، جنوب غربي القطاع.
وسبق أن حذرت منظمات فلسطينية وأممية من استهداف الجيش الإسرائيلي للطواقم الطبية والمستشفيات داخل القطاع، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات وأخرج غالبية المستشفيات عن الخدمة بعد استهدافها وتدمير أجزاء واسعة منها.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتل الجيش الإسرائيلي وأصاب أكثر من 120 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما خلفت عملياته العسكرية على القطاع قرابة 10 آلاف مفقود، ودمار هائل، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات