غزة/ حسني نديم/ الأناضول
ـ بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان شرقي دير البلح وبلدة القرارة ومدينة حمد وأحياء الجلاء والنصر شمالي مدينة خان يونس وبلوكات في منطقة المواصي
– الفلسطينية سماح أبو أرجيلة للأناضول: تعبنا من عملية النزوح المتكرر
ـ الفلسطينية سلمى السوالمة للأناضول: هذه عملية نزوح جديدة ولا نعرف أين سنذهب
تشهد منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة والمناطق الشرقية لمدينة دير البلح (وسط)، موجة نزوح جديدة، بعد إصدار أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة تهدد حياة آلاف الفلسطينيين النازحين والقاطنين في تلك المناطق، حيث أنهكهم النزوح المتكرر.
ومع تصاعد حدة الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية وعمليات إطلاق النار، يعيش سكان تلك المناطق حالة من الخوف والقلق، ناهيك عن التساؤلات التي يطرحونها حول وجهتهم الجديدة، في ظل حالة التكدس والاكتظاظ الكبير في المناطق الأخرى.
ويضطر الفلسطينيون للنزوح من مكان إلى آخر، بحثًا عن ملاذٍ آمن، في ظل التهديدات الإسرائيلية ببدء عمليات عسكرية في مناطقهم السكنية.
وصباح الجمعة، طالب الجيش الإسرائيلي سكان شرقي دير البلح، وبلدة القرارة ومدينة حمد، وأحياء الجلاء والنصر شمالي مدينة خان يونس (جنوب)، وبلوكات في منطقة المواصي غرب خان يونس، بالإخلاء الفوري، مهددًا ببدء عملية عسكرية فيها.
وجاء ذلك في مناشير ورقية ألقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مناطق مختلفة من مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس.
وتعد هذه أول أوامر إخلاء إسرائيلية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ـ نزوح متكرر
الفلسطينية سماح أبو ارجيلة، واحدة من عشرات آلاف الفلسطينيين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في المنطقة الشرقية في مدينة خان يونس والنزوح إلى مدينة أصداء، غربًا، هربًا من بطش آلة الحرب الإسرائيلية.
وتقول سماح، بصوت حزين، لمراسل الأناضول: “نعيش في خيمة داخل مدينة أصداء، بعد أن نزحنا من المنطقة الشرقية. واليوم جاء أمر إسرائيلي جديد بالإخلاء من منطقة المواصي”.
وتضيف: “نحن عائلة من آلاف العائلات هنا، الأطفال والنساء يشعرون بالخوف الشديد، ويريدون النزوح من المنطقة خوفًا من الغارات الإسرائيلية، لكن لا مكان آخر بديل نلجأ إليه”.
وتستطرد السيدة الأربعينية وهي تكافح دموعها: “لقد تعبنا من عملية النزوح المتكرر. ننتقل من مكان إلى مكان، ولا يوجد أي مواصلات أو وسيلة نقل. نشعر بالتعب، وعملية النزوح تتطلب مبالغ مالية كبيرة، لكن لا نستطيع الآن دفع هذه المبالغ”.
وتتابع بالقول: “الطائرات تقصف المنطقة، والأطفال خائفون. لا يوجد أي منطقة آمنة في قطاع غزة”.
وبينما تتجهز العائلات في الجوار للنزوح الجديد، ناشدت سماح دول العالم بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب المدمرة وإغاثة سكان قطاع غزة المنهكين.
ورغم كل محاولاتها للبقاء، تعترف بصعوبة الوضع قائلة: “سنحاول البقاء، لكن لا مفر من النزوح. إن بقينا اليوم فسننزح غدًا”.
ـ معاناة مستمرة
في مكان آخر بمنطقة المواصي، تواجه الفلسطينية سلمى السوالمة، نفس المأساة والمعاناة المستمرة التي تواجهها سماح أبو ارجيلة. وتقول: “هذه عملية نزوح جديدة ولا نعرف أين سنذهب. منذ بداية الحرب ونحن ننزح من منطقة إلى أخرى”.
وتضيف السيدة الأربعينية لمراسل الأناضول: “اليوم، ومع أوامر الإخلاء الجديدة نجد أنفسنا الآن نتجه نحو شاطئ البحر، وسأبقى هناك حتى نجد مكانًا آخر مناسب”.
وتعيل سلمى، أسرة مكونة من 7 أفراد، بسبب مرض زوجها الذي يعاني من نوبات صرع هستيري. وتبين أنه لا يستطيع النزوح مع العائلة والانتقال من مكان إلى آخر.
وقالت: “سأقوم أنا والأولاد بالنزوح، وسيبقى هنا حتى نتمكن من تأمين مكان آخر آمن”.
وتشير إلى تعرض “العائلة لإصابات في غارات إسرائيلية سابقة على المواصي، التي يدعي الاحتلال الإسرائيلي بانها منطقة آمنة، لكنها ليست كذلك”.
وتصف السيدة الغاضبة الوضع بمرارة: “كانت هذه المنطقة إنسانية فقط بداية الحرب، لكن الآن نتعرض لغارات مستمرة وعنيفة جدًا. دائمًا ما تحدث مجازر هنا، واستهداف أبراج حمد كان نقطة تحول حيث وصلتنا الشظايا وعرّضتنا لخطر شديد”.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو معارفهم، حيث يقيم البعض في خيام ينصبوها في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وظهرت أعداد كبيرة من الأطفال والنساء في صفوف النازحين كانوا يسيرون على الأقدام في أراض وعرة متوجهين إلى مناطق غربي خان يونس، في ظل ندرة المواصلات ووسائل النقل المختلفة بسبب عدم توفر الوقود بشكل كاف.
وحمل النازحون حقائب على ظهورهم وبعض الأغطية والأطعمة في طريقهم إلى مناطق النزوح الجديدة.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع بسبب الحرب الحالية نحو 1.7 مليون شخص من إجمالي 2.3 مليون نسمة.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات