اسطنبول/ الأناضول
البطريركية:
– اعتداء إسرائيل وقع في ساعات الفجر الأولى من يوم أحد الشعانين على مشفى المعمداني، الذي خدم لعقودٍ جرحى بغض النظر عن انتماءاتهم
– “المعمداني” كان من بين آخر ما تبقى من مراكز علاجية بغزة، بعد أن أتت الحرب الإسرائيلية على معظم المنشآت الصحية، فيما وصفته بأنه “تجريف شامل للرحمة”
حملت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس، الأحد، إسرائيل مسؤولية الاستهداف المتعمّد لمنشآت الصحة بقطاع غزة، بما فيها قصف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ووصفت القصف بأنه “اعتداء صارخ على قدسية الحياة”.
وفي بيان، اعتبرت البطريركية المقدسية أن “قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة اعتداء صارخ على قدسية الحياة في أرض المسيح”.
وأضافت أنه “اعتداء لا يطال البنية التحتية للمنشآت الصحية بغزة فحسب، بل يضرب جوهر القيم الإنسانية”.
وأشارت إلى أن “اعتداء إسرائيل وقع في ساعات الفجر الأولى من يوم أحد الشعانين على مشفى المعمداني، الذي خدم لعقودٍ جرحى بغض النظر عن انتماءاتهم”.
و”أحد الشعانين” هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير الذي يسبق “الجمعة العظيمة”، التي تليها ذكرى “أحد قيامة المسيح”.
ويُحيي هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الناس بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، وفق المعتقدات المسيحية.
وشدد البيان أن “المعمداني” كان من بين آخر ما تبقى من مراكز علاجية بغزة، بعد أن أتت الحرب الإسرائيلية على معظم المنشآت الصحية، فيما وصفته بأنه “تجريف شامل للرحمة”.
وحمّلت البطريركية “الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاستهداف المتعمد لمنشآت الصحة في القطاع”، مؤكدة أن هذا الاعتداء لا يطال البنية التحتية فقط، بل يضرب في جوهر القيم الإنسانية التي حملتها تعاليم السيد المسيح”.
وأشار البيان إلى أن كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون – أحد أقدم معالم المسيحية في غزة – شهدت إقامة قداس أحد الشعانين “في أجواء يغمرها الإيمان والثبات رغم الجراح والدمار، في رسالة رمزية مفادها أن صوت الصلاة لا يُقصف، ونور المسيح لا يُطفأ، حتى في عمق الألم”.
واختتمت البطريركية بيانها بالتشديد على أن “الكنيسة لا تقف صامتة أمام هذا الجرح المفتوح، بل ترفعه صلاة وموقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا”، في إشارة إلى الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة خروج مستشفى المعمداني عن الخدمة بشكل كامل، وذلك بعد استهداف مباشر للمستشفى نفذته الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وفي تصريح مصوّر وزعته الوزارة، قال مديرها العام منير البرش، إن “الاحتلال استهدف المبنى المركزي بالمستشفى والذي يضم الصيدلية والمختبرات ومكان الاستقبال للشهداء والجرحى”.
ووفق شهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي كان قد هدد بقصف المستشفى قبل استهدافه ما أجبر عشرات الجرحى والمرضى على مغادرته وافتراش الشوارع المحيطة به في ظل أجواء برد قارس.
وتسببت عملية الإخلاء، وفق المصادر الطبية، بوفاة طفلة جريحة، فيما لا يزال الموت يتهدد العديد من المصابين بجراح حرجة بعد خروج المشفى عن العمل.
ويُقدّم المستشفى المعمداني خدماته الصحية لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعمد استهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
وكان المستشفى قد شهد واحدة من أبشع مجازر الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، بعد قصفه له في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن مقتل 471 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين.
ويقع المستشفى على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
وتحول المعمداني إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بمجمع الشفاء الطبي والمستشفيين الإندونيسي وكمال عدوان خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا.
ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي.
وبدعم أمريكي مطلق، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن نحو 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات