إسطنبول / عمر ميرزا شكر / الأناضول
ـ المنسق العام للمعرض محمد آغير آقجة: الفعاليات تضمنت أكثر من مئة مؤتمر وندوة بمشاركة شخصيات عربية وإسلامية بارزة من الأوساط الثقافية والأدبية
ـ مسؤول التراث الثقافي بمركز “إرسيكا” طه زاهد أوزدمير: مشاركتنا بالمعرض هي الثانية ومن إصدارتنا مطبوعات عن القرآن الكريم والفنون الإسلامية والخط العربي
ـ نائبة رئيس التحرير في دار نشر “أقدم” التركية حفصة إيبك ديكتلي: المعرض بدأ يستحوذ على اهتمام كبير وأصبح يؤدي دورا مهما باعتباره “جسرا بين الثقافات”
للعام التاسع على التوالي، واصل “معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي” مهمته في تعزيز التفاعل بين الثقافات ومد جسور الثقافة والمعرفة بين الحضارات.
فعلى مدى 9 أيام، شكل المعرض في دورته التاسعة نقطة التقاء لأبناء الجاليات العربية في تركيا، ولمحبي الكتاب العربي من أنحاء العالم؛ واستقبل زوارا من أكثر من 50 دولة.
إذ انطلقت دورته التاسعة في مركز المعارض بإسطنبول يوم 10 أغسطس/ آب الجاري، وتواصلت حتى الـ18 من الشهر ذاته، بمشاركة ممثلين لأكثر من 300 دار نشر من 30 دولة.
وجرى تنظيم المعرض هذا العام برعاية الجمعية الدولية لناشري الكتب العربية، وجمعية الناشرين الأتراك، وغرفة تجارة إسطنبول، ووزارة الثقافة والسياحة التركية، وبشراكة إعلامية مع وكالة الأناضول.
** نقطة التقاء للجالية العربية
من جانبه، قال المنسق العام للمعرض محمد آغير آقجه، إن المعرض انطلق هذا العام تحت شعار “الكتاب هو المستقبل”، حرصًا منا على تزويد أطفالنا وشبابنا بالعلم والثقافة.
وأشار آغير آقجه في حديث للأناضول، إلى أن المعرض استقبل زواره على مدى 9 أيام، بين الـ 10 صباحا والـ 10 مساء.
وأضاف أن فعاليات المعرض تضمنت أكثر من مئة مؤتمر وندوة بمشاركة شخصيات عربية وإسلامية بارزة من الأوساط الثقافية والأدبية، إضافة إلى تنظيم نحو 20 فعالية يومية مخصصة للأطفال والشباب.
وأشاد آغير آقجه بالدور الهام الذي يؤديه المعرض بوصفه ملتقى ثقافيا، إذ “شكل نقطة التقاء لأبناء الجالية العربية في تركيا”.
وتابع: “نعمل على تعزيز ارتباط أبناء الجالية العربية بالثقافة العربية، ونحن الأتراك نشاركهم في تنظيم هذا الحدث المهم”.
وأكمل: “نعمل بشكل جاد على مد جسور الثقافة والمعرفة بين الحضارات، وإيجاد تواصل ثقافي بين الشعوب، ودعم حركة الترجمة”.
ولفت إلى أن زيارة المعرض لم تقتصر على الجنسيات العربية فحسب، بل استقطب زائرين من كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وأيرلندا والمملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى.
وأضاف: “أقبل على المعرض زوار من أكثر من 50 دولة”، لافتا إلى أن “هناك من يأتي إلى المعرض بحكم تواجده في إسطنبول، فيما يأتي آخرون إليه من بلدانهم خاصة”.
وأشار آغير آقجه إلى أن المعرض، ومنذ دورته الأولى في 25 يوليو/ تموز 2016، تحول إلى أكبر معرض للكتاب العربي خارج المنطقة العربية.
وموضحا الفرق بين بدايات المعرض وما وصل إليه الآن، قال: “عندما بدأنا أول مرة، كان المعرض يُقام على مساحة صغيرة تبلغ 450 مترا مربعا بمشاركة نحو 30 ناشرا فقط، أما اليوم، فقد تحولنا إلى تجمّع ومعرض يجري تنظيمه على مساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع بمشاركة أكثر من 300 ناشر”.
ولفت آغير آقجه إلى مساهمات من جاليات عربية عدة في تنظيم المعرض، بما يشمل أصدقاء مصريين وسوريين وعراقيين ولبنانيين.
وذكر أنه رغم الصعوبات التي واجهت المنظمين، فإن المعرض تلقى دعمًا كبيرًا من جمعية الناشرين الأتراك، وغرفة التجارة في إسطنبول، ووزارة الثقافة والسياحة التركية، إلى جانب الدعم الإعلامي المقدم من وكالة الأناضول.
** اهتمام خاص بالعهد العثماني
من جهته، قال مسؤول التراث الثقافي بمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية “إرسيكا”، طه زاهد أوزدمير، في حديث مع الأناضول، إن “مشاركتنا في المعرض هذا العام هي الثانية من نوعها”.
وأضاف أن إصدارات “إرسيكا” المشاركة في المعرض تشمل مطبوعات عن القرآن الكريم، والفنون الإسلامية، والخط العربي، إضافة إلى التاريخين العثماني والعربي، ودراسات عن القدس الشريف.
وتابع أوزدمير: “في جناحنا نعرض الكتب العربية بشكل رئيسي، لكن لدينا إصدارات بلغات أخرى تشمل الروسية والفرنسية والتركية والإنجليزية”.
وأشار إلى أن “إصداراتنا المتعلقة بفترة السلطان عبد الحميد الثاني، بجانب العديد من الأعمال التاريخية المتعلقة بالعهد العثماني، تلقى اهتماما كبيرا من الزوار، سواء من داخل تركيا أو خارجها”.
ولفت إلى أن “الزوار القادمين من العالم العربي يظهرون اهتماما خاصا بكتب التاريخ العثماني، والمصاحف المكتوبة بالخط العثماني، وأعمال فن الخط العربي”.
وذكر أوزدمير أن “إرسيكا” يُعد كذلك من المراكز الرائدة في تنظيم مسابقات تتناول فنون الخط العربي.
و”إرسيكا” هو مركز ثقافي تابع لمنظمة التعاون الإسلامي، تأسس بإسطنبول عام 1979.
** جسر بين الثقافات
فيما قالت حفصة إيبك ديكتلي، نائبة رئيس التحرير في دار نشر “أقدم” التركية، إنها شاركت في تأسيس المعرض، وإن المؤسسة التي تعمل بها تحرص دائما على دعم مثل هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية.
وأضافت: “في الدورات الأولى، كان المعرض أكثر تواضعًا وصغرًا، لكن وبعون الله بدأ يستحوذ على اهتمام كبير بين المتابعين، ويستقطب مزيدا من المهتمين عامًا بعد عام، وهذا يشكل لنا مدعاة للفخر”.
وأشارت ديكتلي، في حديث مع الأناضول، إلى أنهم يسعون لبناء جسور بين الثقافات من خلال نشر الكتب والتعريف بأهميتها.
وأكملت: “نحن أتراك ونتحدث العربية، ومؤسستنا تعنى أيضًا بتعليم اللغة التركية”.
ولفتت إلى أن جناحهم في المعرض الدولي للكتاب العربي بإسطنبول استقبل هذا العام عددًا أكبر من الزوار، معتبرة أن المعرض “بات يلعب دورًا مهمًا باعتباره جسرا بين الثقافات”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات