محمد ارتيمة / الأناضول
قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي، إن اجتماع أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة الذي عقد في تونس، خلال وقت سابق هذا الأسبوع، لا يلبي طموح الليبيين في جمع كل الأطراف معا.
جاء ذلك في رسالة وجهها باتيلي لشخصيات ليبية من مجلسي النواب والأعلى للدولة، الجمعة، تعقيبا على الاجتماع، اطلع عليها مراسل الأناضول.
والأربعاء، تمسكت نحو 120 شخصية ليبية من المجلسين، خلال اجتماع “تشاوري” في تونس بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي طال انتظارها في البلد الغني بالنفط، وفقا للقوانين الانتخابية التي لا تزال محل الخلاف بين المجلسين.
وأوضح باتيلي: “رغم أن الاجتماع لا يلبي هذا الطموح بسبب طبيعته الثنائية والتحفظات التي أبدتها بعض الأطراف، فإنه قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، شريطة أن تصدق النوايا، وأن توضع المصالح العليا لليبيا أولا، وأن يتم ترك الحسابات الضيقة جانباً”.
وأضاف: “يجب أن نسلّم بأنه لا يمكن لاجتماعكم هذا أن يكون بديلا لحوار أوسع بمشاركة أكبر وجدول أعمال أكثر شمولا”.
واتفق المجتمعون في تونس على تشكيل حكومة وطنية جديدة تعمل على إنجاز الاستحقاق الانتخابي، في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة، أنه لن يتنحى عن منصبه إلا بعد إجراء انتخابات وفق “قوانين عادلة” تشرف عليها حكومته.
ودعا المجتمعون في تونس إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ القوانين الانتخابية المنجزة عبر لجنة “6+6” المشكلة من مجلسي النواب والدولة الليبيين.
وفي يونيو/ حزيران 2023، أصدرت لجنة 6+6 القوانين التي ستجرى عبرها الانتخابات المنتظرة، إلا أن بنودا فيها لاقت معارضة من بعض الأطراف.
ويرفض رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، القوانين الانتخابية التي نشرها مجلس النواب بعد تعديلها، مطالبا بالعودة إلى المسودة التي تم الاتفاق عليها بين أعضاء لجنة 6+6 المشتركة في بوزنيقة المغربية.
وفي السياق، أكد باتيلي خلال رسالته رغبته في “جمع كل الأطراف الرئيسية معا لإيجاد حل للقضايا الخلافية التي تعيق العملية الانتخابية وتديم الأزمة في ليبيا”.
وأضاف: “أؤكد من جديد وبشكل قاطع أنني لن أدعم أبدا أي مسار عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح في ليبيا”.
واستدرك: “أرى أن هذا الاجتماع هو بمثابة شهادة على قدرة الليبيين على الالتقاء والانخراط في الحوار، عند وجود إرادة حقيقية للقيام بذلك”.
كما جدد باتيلي دعوته “الأطراف المؤسسية الرئيسية إلى المشاركة في الحوار بحسن نية دون شروط”.
من جهتها، قالت عضوة المجلس الأعلى للدولة أمينة المحجوب، الجمعة، إن “المجموعة التي اجتمعت في تونس تبحث عن طريقة للوصول إلى السلطة”.
وتابعت للأناضول: “الأسماء البارزة في الاجتماع حاولت إقناع بقية الأعضاء من أجل تزكيتها ضمن تشكيلة حكومة جديدة، هم يسعون لمصالحهم الشخصية، والاجتماع عُقد بمعزل عن رئاسة المجلسين”.
ويأمل الليبيون إجراء الانتخابات لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين، إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات