اليمن / الأناضول
جدد رئيس الوفد السعودي إلى حضرموت محمد القحطاني، الجمعة، رفض الرياض أي تشكيلات عسكرية “خارج نطاق الدولة والسلطة المحلية” في المحافظة الواقعة شرقي اليمن.
جاء ذلك في بيان صادر عن السلطة المحلية في حضرموت، نشرته على حسابها بمنصة شركة “إكس” الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات عقب مطالبة الوفد السعودي، الأربعاء الماضي، بخروج كافة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.
وخلال الأيام الماضية، أكملت قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” السيطرة على محافظة المهرة، كما سيطرت على مناطق حيوية بحضرموت وشبوة، تضم حقولا ومنشآت نفطية، بحسب المجلس والسلطات المحلية.
وأفاد بيان السلطة المحلية بحضرموت بأن “الوفد السعودي برئاسة محمد بن عبيد القحطاني عقد وقيادة السلطة المحلية بحضرموت برئاسة محافظها سالم أحمد الخنبشي، سلسلة اجتماعات مهمة اليوم الجمعة، في إطار زيارة وفد المملكة للمحافظة التي بدأها في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري”.
وأضاف أن “الوفد التقى مع قيادات ومرجعيات حضرموت ومجلس الشورى برئاسة الشيخ عبد الله صالح الكثيري، وقيادة الكتلة البرلمانية الحضرمية برئاسة الشيخ صالح بن سالم العامري، ولقاء آخر مع أعضاء مرجعية قبائل حضرموت ومشايخ وأعيان ووجهاء مديريات الوادي والصحراء”.
وأشار البيان إلى أن تلك اللقاءات جاءت “في سياق الجهود المشتركة لبسط الأمن في حضرموت وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم، وإحلال القوات الحضرمية محل القوات التابعة للمجلس الانتقالي في وادي حضرموت”.
وأوضح أن اللقاءات جاءت أيضا “تأكيدا لدعم المملكة الشقيقة لشرعية السلطة المحلية في الإشراف المباشر على شؤون المحافظة وأجهزتها الأمنية”.
ونقل البيان عن رئيس الوفد السعودي قوله إن “لقاءات اليوم تأتي استمراراً لفعاليات زيارة الوفد بمختلف منتسبي الطيف الاجتماعي والقبلي والاعتباري داخل حضرموت لفرض التهدئة”.
وشدد القحطاني على أن موقف السعودية يستند إلى “تلاحم إنساني وتاريخ حافل وجوار جغرافي وروابط اجتماعية وثيقة”.
وفي 5 ديسمبر الجاري، شهدت حضرموت هدوءا حذرا غداة مواجهات محدودة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي و”حلف قبائل حضرموت”، أسفرت عن مقتل 10 عناصر من الجانبين، في خرق لهدنة جرى التوصل إليها قبل يومين بوساطة سعودية.
وفي لقائه أعيان حضرموت الجمعة، خاطب رئيس الوفد السعودي الحاضرين قائلا: “لقد جسّدتم أسمى معاني الحكمة وضبط النفس، حين آثرتم تغليب صوت العقل وتقديم مصلحة حضرموت العليا، وابتعدتم عن المواجهة المسلحة وحرصكم الصادق على أمن واستقرار المحافظة وسلامة أبنائها”.
وأضاف القحطاني أن “هذا الموقف الوطني يعكس عمق الوعي الذي تتحلون به، ويجسد إرث حضرموت القائم على السلم والتعقل وحل الخلافات بالحكمة، وأن ما قمتم به محل تقدير كبير وسيظل علامة فارقة في مسيرة الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتعزيز فرص الاستقرار، وتهيئة الأجواء لما فيه خير حضرموت وأهلها”، وفق البيان.
وشدد رئيس الوفد السعودي على “رفض المملكة لأي تشكيلات عسكرية خارج نطاق الدولة والسلطة المحلية بحضرموت”.
وفي السياق، أشاد أعضاء قيادات الكتلة البرلمانية ومرجعية قبائل حضرموت، بالموقف السعودي “الحازم” في معالجة ما ترتب على دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى وادي حضرموت، بحسب بيان السلطة المحلية.
والخميس، أشار علي عبد الله الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، إلى اعتزام الأخير تعزيز سيطرته الأمنية في شرقي اليمن.
وقال إن “الجنوب مقبل على دولة فيدرالية عادلة تحتضن الجميع دون تمييز أو إقصاء”، مطالبا “الجميع بطمأنة المجتمع، وإيضاح الحقائق ودحض الإشاعات”.
وقبل إعلان الكثيري بساعات، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن رشاد العليمي، المطالبة بسحب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين للعليمي مع محافظي حضرموت سالم الخنبشي، والمهرة محمد علي ياسر، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”.
وأشاد “بجهود السعودية، من أجل خفض التصعيد، وحرصها على تعزيز دور السلطات المحلية للقيام بمهامها في حماية السلم الاجتماعي، ورعاية مصالح المواطنين”.
وجاء تحرك “حلف قبائل حضرموت” على خلفية الانتشار الكبير لقوات المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، في عدد من المواقع الاستراتيجية في حضرموت، بينها مدينة المكلا، وعدد من الجبال والتلال المحيطة بمقر شركة بترومسيلة” النفطية.
وتأسس الحلف عام 2013، وينادي بالحكم الذاتي لحضرموت، وهو كيان خاص بأبناء المحافظة، ولا يتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي ولا الحكومة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات