رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
** وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في حوار مع وكالة الأناضول:
– الجيش الإسرائيلي يوفر الحماية للمستوطنين أثناء هجماتهم على البلدات الفلسطينية
– المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا، ويجب أن يكون هناك قطع لعلاقات الدول مع إسرائيل
– استمرار إرهاب المستوطنين يجر المنطقة إلى صراع ديني
– الرئيس عباس لم يصرح بأي موقف تجاه الأويغور بالصين، والعلاقة مع تركيا متقدمة
– فلسطين ملتزمة بمواقف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والقرارات الدولية
وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، هجمات المستوطنين على البلدات في الضفة الغربية بأنه “إرهاب منظم تقوم به الدولة (إسرائيل) بكافة مكوناتها”.
جاء ذلك في حوار مع الأناضول، في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
واتهم المالكي الجيش الإسرائيلي بحماية المستوطنين، وقال “الجيش يحمي المستوطنين في هذه المهمة التي كلفوا بها من أجل بث الرعب والخوف والقلق والقتل والدمار والحرق في القرى الفلسطينية”.
وأشار إلى أن الهدف من تلك الهجمات هو “إخراج المواطنين من أراضيهم والسيطرة عليها وضمها من أجل توسيع المشروع الاستيطاني غير القانوني وغير الشرعي”.
وزاد: “الدولة (إسرائيل) بكل مكوناتها تخدم هذا الهدف، سواء التشريعات في الكنيست (البرلمان)، أو السياسيين كحكومة”.
وأشار إلى تصريحات وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير في بؤرة أفتيار على أراضي بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، والتي شجع فيها المستوطنين لاحتلال مزيد من التلال.
وقال وزير الخارجية المالكي: “الواقع أن هناك عمليات إبادة وقتل وإرهاب منظم، ومجازر ترتكب من قبل دولة الإرهاب والفصل العنصري”.
وانتقد المواقف الدولية تجاه ما يجري، قائلا: “للأسف المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا، كان هناك بعض التحركات من قبل دبلوماسيين وبعض التصريحات لكنه غير كاف”.
وأضاف: “يجب أن يكون هناك قطع لعلاقات تلك الدول مع دولة الاحتلال، وفرض عقوبات، واعتبار كافة المستوطنين مجموعات إرهابية خارجة عن القانون، وتوفير حماية للشعب الفلسطيني”.
ووفق القانون الدولي تتحمل إسرائيل بصفتها قوة احتلال توفير الحماية للفلسطينيين، غير أن المالكي قال “إسرائيل لا تقوم بدورها كدولة محتلة بتوفير الحماية بل تقوم العكس من خلال ممارسة القتل والتدمير”.
ودعا الوزير المجتمع الدولي وتحديدا المنظمات المختصة بما فيها محكمة الجنايات الدولية للقيام بدورها في هذا الاتجاه.
وشدد على ضرورة تماسك الشعب الفلسطيني لمواجهة عصابات المستوطنين من خلال تفعيل لجان حراسة، ومشاركة المجتمع المحلي والأحزاب والدولة بحماية الممتلكات والأرواح.
الإرهاب القومي
وتعمل فلسطين بحسب المالكي “جديا على نقل تصريحات مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين إلى محكمة الجنايات الدولية لإطلاع المدعي العام من أجل تسريع التحقيق الرسمي في إرهاب وجرائم دولة الاحتلال”.
وأشار إلى بيان رئيس الأركان بالجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ومفوض الشرطة كوبي شبتاي، الذين قالوا إن “هجمات المستوطنين الأخيرة إرهاب قومي بكل معنى الكلمة”.
وقال المالكي: “هذا المصطلح مهم كنا نكرره، ما يتم إرهاب من قبل المستوطنين والدولة معا”.
وأضاف: “قد يكون هدف البيان الإسرائيلي حماية تلك المؤسسات أمام القانون الدولي والمجتمع الدولي لكي يظهروا بأن هناك اختلاف وخلاف ما بين ما يقوم به المستوطنون من أعمال إرهابية وما تقوم به مؤسسات الدولة”.
وتابع موضحا: “لكن بالتأكيد بالنسبة لنا نحن الذين نقبع تحت الاحتلال نؤكد أن الإرهاب موجود وليس من المستوطنين فقط بل من الدولة بكل مكوناتها”.
صراع ديني
وعن استمرار الهجمات وعمليات القتل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، قال المالكي إن ذلك “يأخذ المنطقة إلى حالة اشتباك مستمرة، ويأخذنا إلى منحنيات أخرى بما فيها مواجهة دينية وليست قومية في ظل حكومة يمينية غير معنية بضبط هذا الإيقاع بل توسيع رقعة الاشتباك ونقله في إطاره السياسي إلى البعد الديني”.
ويردف: “واضح أن تركيبة الائتلاف الحكومي في إسرائيل تدفع بهذا الاتجاه”، وشدد على ضرورة تدخل دولي من أجل حل القضية الفلسطينية.
وحذر المالكي من أن “استمرار الحال سيجر المنطقة إلى معركة دينية طاحنة لن يكون فيها منتصر”، وأردف: “هذا وضع خطير جدا ومقلق، وعلى المجتمع الدولي التحرك لإنقاذ الوضع قبل الوصول إلى مراحل صعب الخروج منها”.
العلاقة مع تركيا
وعن العلاقة الفلسطينية التركية، وصف وزير الخارجية الفلسطيني تلك العلاقات بأنها “مميزة، وأكثر من علاقة صداقة”.
وأضاف: “هناك اهتمام كبير من قبل الحكومة والشعب التركيين حيال ما يحدث في فلسطين، القيادات التركية سباقة في إدانة الجرائم الإسرائيلية، ولا تحدث عملية أو إرهاب إسرائيلي إلا ويصدر من القيادة التركية بكل أشكالها مواقف تدين”.
ولفت المالكي إلى أن “المواقف التركية تجاه فلسطين متقدمة عن كثير من الدول، ونحن نقدر كل ذلك من قبل الحكومة التركية”.
وأوضح أن بلاده على استعداد للتنسيق مع القيادة التركية في كافة الإجراءات والخطوات التي يجب أن يتم اتخاذها لحماية حق الفلسطيني وتواجده على الأرض”.
مسألة الأويغور
وعلى صعيد آخر، نفى المالكي “بالمطلق” صحة ما تردد من أنباء تزعم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر تصريحا بشأن قضية الأويغور في الصين.
وشدد بهذا الخصوص: “أولا غير صحيح أنه صدر عن الرئيس أو أي مسؤول فلسطيني أي تصريح له علاقة بالأويغور في الصين على الإطلاق لم يحدث ذلك”.
وأضاف: “كل من يدعي أنه صدر تصريح عليه أن يأتي به، نؤكد أن كل ذلك هي أخبار مفبركة هدفها تشويش العلاقة التي تربط الشعبين والقيادتين في فلسطين وتركيا”.
وتابع: “كانت هناك زيارة ناجحة وتاريخية للرئيس إلى الصين، وهناك بعض الجهات (لم يسميها) لم تعجبها الزيارة ومخرجاتها وبحثت عن كيفية تشويها”.
وقال: “كان هناك بيان تم صياغته من قبل الحكومة الصينية في استقبال الرئيس عباس وزيارته، وما صدر عن الحكومة الصينية يتحدث عن مواقف الصين بخصوص قضايا عديدة”.
وتابع: “نحن كقيادة فلسطينية غير ملتزمين بكل كلمة أو موقف تتبناها أي دولة، نحن نلتزم بالمواقف التي نتخذها نحن، ونحاسب على المواقف التي نتخذها نحن حيال المواقف”.
وقال: “عندما تحدث الرئيس عباس أكد على مبدأ الصين الواحدة، ولا يوجد خلاف على ذلك، وحق الصين فيما يتعلق معالجة موضوع تايوان وهونج كونج، وهذا أيضا قضية، وأيضا قال لا يجب تسيس مواضيع حقوق الإنسان وهذا صحيح”.
وتابع: “خارج هذا السياق لم يتحدث الرئيس عن أي قضايا أخرى”، وزاد: “نحن نلتزم بمواقف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز وكافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ونلتزم بالقانون الدولي”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات