غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
“حبيبتي يا بابا، الكل راح يشتاق لك”، بهذه الكلمات ودّع الأب الفلسطيني أحمد برهوم، ابنته الوحيدة آلاء (5 سنوات) التي قتلت جراء قصف إسرائيلي في مدينة رفح، في ظل ادعاءات تل أبيب بأن المنطقة “آمنة”.
وداخل مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوبي القطاع، يحتضن الأب الفلسطيني جثمان طفلته ويقبلها بحرارة وشوق، وهي ملطخة بالدماء قبل أن توارى الثرى في مقبرة المدينة.
ووسط جو من الحزن والألم، لا يستطيع الأب أن يفارق ابنته، حيث يقبل جبينها بقلب مثقل بالأسى والحنين، يرافقه مئات الفلسطينيين الذين يشاركونه في الألم ويقدمون له العزاء.
** صدمة مزدوجة
وكانت صدمة الأب مزدوجة، حيث فقد ليس فقط طفلته بل أيضًا شريكة حياته روان، ووجد نفسه فجأة وحيدًا يسترجع في مخيلته ذكريات جميلة قضاها معهما قبل أن تأتي غارة إسرائيلية تنهي حياتهما.
وتمثل الذكريات كل شيء بالنسبة للأب برهوم حيث كانت لحظات السعادة والحب والأمل تملأ حياته، ولكن الآن تبدو هذه الذكريات كأنها أشلاء مبعثرة من ماضٍ لم يعد موجودًا.
والجمعة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتها على منزل لعائلة رضوان في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث كان العشرات من النازحين يعيشون داخله، بما في ذلك الأطفال والنساء.
وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة العشرات وتدمير المنزل بشكل كلي.
وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، الجمعة، عن انتشال 9 قتلى، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة رضوان في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي داخل مستشفى أبو يوسف النجار، يودع عشرات الفلسطينيين أقاربهم الذين كانوا ضحايا الغارة الإسرائيلية في مدينة رفح، التي زعمت إسرائيل أنها أمنة.
وعلى أرض المستشفى، تتناثر جثامين أطفال ونساء، ويقف أحباؤهم بجانبهم يودعونهم بألم وحزن عميقين.
منهم من ينظر إلى أجسادهم الباردة بعيون منهكة بالدموع، ومنهم من يقبل جباههم لآخر مرة، وآخرون يحتضنونهم بحنان في الوداع الأخير.
ويقول الأب برهوم للأناضول خلال نظرة الوداع لطفلته: “حبيبتي، يا بنتي، الكل راح يشتاق لك”.
ويضيف: “الأطفال نائمون بالبيت، لا يعملون شيء، بيت آمن في منطقة كلها نازحين، ونحن نازحون أيضا من منطقة ثانية”.
** “فقدت أخي وأختي”
وعلى مقربة من جثامين القتلى الملطخة بالدماء، تلقي الطفلة رنا زقوت (12 عاما) نظرة الوداع على شقيقها وشقيقتها اللذين قتلا بنفس الغارة الإسرائيلية.
وتقول زقوت للأناضول: “كنا نائمين فجأة استيقظنا لنجد البيت قصف، واعتقدت أنني في حلم”.
وتضيف: “أخذوني إلى المستشفى كنت مصابة، وتم تقديم العلاج لي، وهناك أخبروني أن عائلتي عدد منهم استشهد من بينهم أخي وأختي”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات