رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
الأسير الفلسطيني المحرر محمود بشارات للأناضول:
– أمضيت 10 سنوات في السجن وخرجت اليوم من القبور المظلمة
– منذ 7 أكتوبر 2023 لم ننم يوما إلا جوعى ولم يمض يوم دون خوف وضرب وتكسير
– العشرات من رفاق السجن أصيبوا بكسور جراء الضرب المبرح
– رغم أننا اليوم بين أبناء شعبنا إلا أن الفرحة لا تكتمل إلا بتبيض السجون الإسرائيلية
بكلمات يختلط فيها الأمل مع الألم، وصف الأسير الفلسطيني المحرر محمود بشارات، خروجه من السجن بعد 10 سنوات قضاها في السجون الإسرائيلية بأنه أشبه بـ”الخروج من القبور”.
وفي وقت سابق السبت، أفرجت إسرائيل عن 200 فلسطيني بينهم بشارات، مقابل 4 مجندات إسرائيليات، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وساردا المعاناة التي عايشها بسجون إسرائيل، قال بشارات للأناضول: “أمضيت 10 سنوات في السجن، خرجت اليوم من القبور المظلمة، كنّا في قبور لا قرار لها، عشت الجوع والقهر والإهمال الطبي”.
وأضاف: “لست قادرا على وصف فترات الجوع القاسي (التي عانينا منها في السجون) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لم ننم يوما إلا جوعى، لم يمض يوم دون خوف وضرب وتكسير”.
وقال بشارات: “بفضل الله لم أتعرض للكسر، ولكن العشرات من رفاق السجن أصيبوا بكسور جراء الضرب المبرح على كل مكان في أجسادنا”.
وتابع “لا يمكن وصف حال الأسرى، يعيشون في قبور حقيقية، يعانون من كل شيء، لا يوجد شيء في السجن غير سيء”.
وأردف بشارات: “الوضع في السجون يحتاج إلى وقت طويل للحديث عنه، في كل لحظة قصة ومعاناة وحكاية”.
ووجه رسالة لأهل غزة والفصائل الفلسطينية قائلا: “لا نستطيع أن نوفي حقكم، أسال الله أن يرحم شهداءكم، ويشفي جرحاكم، أنتم أهل التضحية وأنتم شعلة الثورة”.
وتابع: “رغم أننا اليوم بين أبناء شعبنا إلا أن الفرحة لا تكتمل إلا بتبيض السجون الإسرائيلية”.
وبشارات المحكوم عليه بالسجن 22 سنة، من بلدة طمون، بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية، متهم بتنفيذ عملية طعن في تل أبيب عام 2015.
وظهر السبت، أفرجت حركة حماس عن 4 مجندات إسرائيليات سلمتهن للصليب الأحمر الذي سلمهن بدوره إلى الجانب الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية للمرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة.
ومقابل كل مجندة إسرائيلية يتم تبادل 50 أسيرا فلسطينيا بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من حماس للأناضول، السبت.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.
فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات