رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
تناول مئات الفلسطينيين، مساء الأربعاء، طعام الإفطار في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان على حاجز عسكري إسرائيلي شمالي الضفة الغربية، في صورة تكررت عدة مرات خلال الشهر الفضيل.
وقال شاهد عيان للأناضول –فضل عدم الإشارة لاسمه- إن عشرات المركبات المتجهة من مدينة نابلس شوهدت تتوقف في انتظار التفتيش على حاجز بيت فوريك العسكري الإسرائيلي، شرقي المدينة، للسماح لها بالمرور عبر الحاجز إلى قريتي وبيت دجن وبيت فوريك.
وأضاف “مئات المواطنين تناولوا طعام الإفطار على الحاجز، وهناك متطوعون يوزعون الماء والتمر على الصائمين”.
من جهته، قال رئيس مجلس محلي قرية بيت دجن، شرق مدينة نابلس، ومنسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس نصر أبو جيش، للأناضول، إن حاجز بيت فوريك مقام منذ عام 2000، لكن مع رمضان الحالي يشهد تشديدات واضطر المئات للإفطار عليه.
وأضاف: “اليوم أكثر من 200 شخص أفطروا على الحاجز نتيجة عرقلة دخولهم بلدتي بيت فوريك وبيت دجن”.
وذكر أن الحاجز يتحكم في حياة نحو 25 ألف نسمة هم سكان البلدتين وخاصة أولئك الذين يعملون في مدينة نابلس ويعودون إلى بيوتهم بعد انتهاء أعمالهم في المساء”.
وقال أبو جيش، إن الاحتلال يقطع أوصال محافظة نابلس ب 9 حواجز رئيسية، و37 بوابة حديدية، و40 حاجزا ثابتا وكتلا اسمنتية.
وتابع: ” حاجز بيت فوريك له خصوصية ويسمى حاجز الموت ويفتح ويغلق كساحة السجن في أوقات محددة، لدرجة أن مسافة 10 كيلومترات بين نابلس وبيت فوريك تستغرق من الوقت 5 ساعات، ما أثر على الحياة الاقتصادية والصحية والعملية التعليمية”.
وأوضح أن “أكثر من حالة إجهاض سجلت على الحاجز من إقامته، و10 شهداء ارتقوا عليه، فضلا عن حالات الاعتقال والتنكيل”.
ويرى أبو جيش أن الحواجز الإسرائيلية “مخطط لها بقرار أمني استعماري في محاولة لتهجير الريف إلى المدينة”.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية نشرته في فبراير فإن إسرائيل تمارس “منهجية الإغلاق الشامل للجغرافية الفلسطينية”. مشيرة إلى ما يزيد عن 898 بوابة وحاجزا وساترا في أنحاء الضفة الغربية.
وأضافت أن “الحواجز والمعابر والبوابات وجدار الضم والتوسع، لم يكن الهدف منها التحكم في سير وحركة الفلسطينيين على الشوارع وحسب، إنما أن تعيد تشكيل الجغرافية الفلسطينية بأهواء المحتل المريضة، محيلة جغرافية الفلسطينيين ووجودهم إلى معازل وكانتونات ضيقة، طاردة للعيش والسكن، وخاضعة لأعتى منظومة رقابة وتحكم على حياة الواقعين أسفل الاحتلال”.
وأشارت إلى انعدام إمكانية التواصل ليس فقط بين محافظتين متجاورتين، بل تتعداها إلى إعدام التواصل بين القرية والقرية التي تجاورها.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات