رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
– وصف أهالي بلدة جيت شرقي قلقيلية شمال الضفة الليلة الماضية بـ”العصيبة”، حيث أسفرت عن مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى حرق منازل ومركبات جراء هجمات المستوطنين الإسرائيليين.
– محمود السدة، والد الشهيد: مئات المستوطنين هاجموا البلدة الخميس بصورة مباغتة ونفذوا الهجوم وهم مسلحين، والجيش الإسرائيلي وفر لهم الحماية.
– الشاب حسن عرمان: ما حدث “كان مخططا مسبقا”
في ظل تصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين، عاش أهالي بلدة جيت شرقي قلقيلية شمال الضفة الغربية “ليلة عصيبة” أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين، بالإضافة إلى حرق منازل ومركبات.
وقال أهالي البلدة للأناضول إن مئات المستوطنين، يرتدون زيا موحدا، هاجموا الجهة الجنوبية من البلدة بالأسلحة النارية والحجارة والقنابل الحارقة، بينما حاصر الجيش البلدة ومنع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها.
ومساء الخميس، أفاد شهود عيان للأناضول بأن مجموعة كبيرة من المستوطنين هاجمت قرية جيت في قلقيلية، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه السكان، ورشقوا المنازل بالحجارة، وأضرموا النار في عدد من المنازل والسيارات الفلسطينية.
وأشار الشهود إلى أن الجيش الإسرائيلي وفر الحماية للمستوطنين ومنع سيارات الدفاع المدني من دخول القرية.
ولاحقا، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بـ”استشهاد فلسطيني وتسجيل إصابة حرجة في الصدر لمواطن فلسطيني آخر برصاص المستوطنين”.
وأضافت أن “الشهيد (رشيد السدة) والمصاب وصلا إلى مستشفى رفيديا الحكومي” في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
يأتي ذلك فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مصدر أمني، قوله إن قرابة 100 مستوطن اقتحموا قرية جيت.
وبالتزامن مع حربه المدمّرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فيما صعد مستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين هناك؛ ما خلف 633 قتيلا، ونحو 5 آلاف و400 جريح، حسب معطيات رسمية فلسطينية.
** ندافع عن بلدتنا
ويقول محمود السدة، والد الشهيد، لمراسل الأناضول إن “مئات المستوطنين هاجموا البلدة الخميس بصورة مباغتة، لم نذهب إليهم، بل هم من حضروا ونفذوا الهجوم وهم مسلحين، والجيش الإسرائيلي وفر لهم الحماية”.
وأضاف: “نجلي الشهيد ذهب للدفاع عن المنازل فقتلوه”.
وقال السدة: “كان المستوطنون يرتدون زيا موحدا ومسلحين، ماذا يفعل الحجر مقابل الرصاص الحي؟”.
ويستعد السدة برفقة أبناء بلدته لتشييع جثمان نجله، ويقول: “في رمشة عين فقدت نجلي”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه فتح تحقيقا في الحادث، وفي هذا السياق، قال السدة: “هذا مجرد تصريحات، لا نثق بالاحتلال”.
** هجوم مخطط له
وفي الحي الجنوبي من البلدة، أحرقت منازل ومركبات بنيران المستوطنين.
ويقول الشاب حسن عرمان، صاحب إحدى السيارات التي أحرقت، أثناء تفقده لها: “ما حدث كان مخططا مسبقا، وكان لديهم هدف معين يتمثل في الحرق والتدمير والقتل، وليس هجوما عاديا بسيطا، كانوا يرتدون زيا موحدا ومسلحين بأسلحة نارية وسلاح أبيض وحجارة”.
وأضاف: “يمثلون عصابة منظمة”.
وقال عرمان: “دارت مواجهات عنيفة بين السكان والمستوطنين لم تكن متكافئة، استشهد شاب وأصيب آخرون، وأحرقت منازل ومركبات”.
وفي ذات الحي، يتفقد إبراهيم السدة منزله ومركبتين يملكهما أحرقتا، يقول: “هذه المرة طال الحرق المركبات، ولا نعلم في المرات القادمة قد يحرقون بيتي وعائلتي”.
وأضاف “الجيش الإسرائيلي وصل الموقع بعد نحو ساعة من الحدث، ويدعي أنه يفتح تحقيقا”.
وأردف “قلت للجيش: لو أن فلسطينيا وصل قرب المستوطنة ماذا تفعلون؟، من المؤكد أنهم يجندون كل طاقتهم لقتله، باستخدام الطائرات المسيرة والمروحية والقوات وكل شيء، ولكن عندما يتعلق الأمر باعتداء المستوطنين لا يفعلون شيئا”.
وتعرض السدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى عملية اختطاف من قبل المستوطنين حيث تلقى ضربا مبرحا وأصيب بجروح، بحسب قوله.
وتقع على أراضي بلدة جيت، التي تمتد على شارع عام يربط بين نابلس وقلقيلية، عدة مستوطنات، أبرزها قدوميم وجلعاد.
ويسكن في البلدة، التي تقع على رأس جبل، نحو 3500 فلسطيني.
** تنديد فلسطيني
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالهجوم ووصفته بـ”الوحشي”.
وأضافت في بيان “هذا الهجوم نعتبره تصعيدا خطيرا في جرائم المستوطنين المستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين في طول الضفة وعرضها، والتي ترتكبها بحماية جيش الاحتلال الذي يتدخل لقمع المواطنين إذا ما هبوا للدفاع عن أنفسهم”.
وقالت “نتساءل: كيف تقوم تلك العصابات الإرهابية بحشد 100 عنصر من عناصرها المسلحة بأسلحة (وزير الأمن القومي، إيتمار) بن غفير وتهجم على قرية فلسطينية لولا شعورها بالحماية والدعم سياسيا وقانونيا وأمنيا؟”.
وطالبت الوزارة بموقف دولي جدي يجبر دولة الاحتلال على تفكيك بؤر وميليشيات الإرهاب المنتشرة في الضفة المحتلة.
ومنذ 7 أكتوبر يشن المستوطنون عمليات ضد الفلسطينيين، قتلوا خلالها 18 فلسطينيا، بحسب أمير داوود مسؤول التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات