إبراهيم الخازن / الأناضول
حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، من “عواقب وخيمة” في حال اجتياح مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة لحدود مصر.
جاء ذلك في بيان مشترك للبلدين نقلته الرئاسة المصرية، بختام زيارة قصيرة أجراها الأمير مشعل إلى مصر، وتعد الأولى له منذ توليه منصبه في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ووفق البيان، عقد الزعيمان جلسات مباحثات، وأكدا “عزمهما تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة القادمة”.
وفي الشأن الفلسطيني، اتفقا على “ضرورة التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تيسير النفاذ الآمن والكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية” إلى القطاع.
كما أكدا “رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية”، محذرين من “العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الخطوة”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن جيشه سيدخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، “سواء كان هناك اتفاق لتبادل الأسرى (مع حركة حماس) ووقفا لإطلاق النار أم لا”.
ويصر مسؤولون إسرائيليون على اجتياح رفح بزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
وتواصل إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شن حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
في السياق ذاته، أعرب السيسي والأمير مشعل عن “رفضهما القاطع وإدانتهما لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية (..) وكافة محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية”.
كما أكدا في هذا السياق على “التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين”، وشددا على “أهمية الدور الحيوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”.
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2024، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها لأونروا على خلفية المزاعم الإسرائيلية، لكن بعض هذه الجهات والدول بدأت في مارس/ آذار الماضي بمراجعة قراراتها إزاء الوكالة وأفرجت عن تمويلات لها.
** حقل الدرة وسد النهضة
ووفق البيان المشترك أيضًا، تطرق السيسي والأمير مشعل خلال مباحثاتهما لحقل الدرة المتنازع بشأنه بين السعودية والكويت من جانب وإيران من جانب آخر.
وشددا في هذا الصدد على أن ملكية الثروات الطبيعية في “المنطقة المغمورة”، التي يقع فيها هذا حقل الدرة بكامله، هي “ملكية الكويت والسعودية فقط، ورفضا “أي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في تلك المنطقة”.
وفي مارس/ آذار 2022، وقعت السعودية والكويت على اتفاقية لتطوير حقل “الدرة”، فيما ادعت إيران أن الاتفاقية “غير قانونية” لتعلن البدء بأعمال التنقيب في المنطقة.
وحول ملف “سد النهضة” الإثيوبي، أكد الأمير مشعل “دعم بلاده الكامل للأمن المائي المصري باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن المائي العربي”.
وشدد الأمير على “رفض بلاده التام لأي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل، والتضامن معها في اتخاذ ما تراه من إجراءات لحماية أمنها ومصالحها المائي”.
وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل “سد النهضة”، ولاسيما في أوقات الجفاف، لضمان استمرار تدفق حصتيهما من مياه نهر النيل، فيما تقول إثيوبيا إن السد ضروري لأغراض التنمية، خاصة من خلال توليد الكهرباء، وتشدد على أنها “لا تستهدف الإضرار بأي طرف آخر”.
كذلك، أكد السيسي والأمير مشعل، في بياناهما المشترك، على “أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات المائية بالمنطقة”.
وتشهد حركة الملاحة عبر البحر الأحمر أزمة جراء استهداف جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات “تضامنا مع قطاع غزة”.
** ليبيا والسودان
وفي الشأن الليبي، شدد السيسي والأمير مشعل، في بيانهما المشترك، على “ضرورة احترام سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض كافة أنواع التدخل الخارجي في شؤونها”.
ويأمل الليبيون إجراء الانتخابات لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين، إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وبخصوص السودان الذي يشهد منذ أكثر من عام حربا بين جيشه وقوات الدعم السريع، أكد السيسي والأمير مشعل على “حتمية التوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار” في هذا البلد العربي، و”رفض التدخلات الخارجية لدعم أي من الأطراف عسكريًا” المتنازعة.
كما لفتا إلى “أهمية توفير الدعم لدول جوار السودان لاستقبالها أعدادا كبيرة من السودانيين منذ بداية النزاع”، لافتين إلى أن “مصر استقبلت وحدها أكثر من نصف مليون سوداني”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات