إسطنبول/ الأناضول
اتهمت الجزائر، الحكومة الفرنسية، الخميس، بعدم التعاون معها في أعقاب رفض محكمة الاستئناف في بروفانس الفرنسية طلبها تسليمها عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان: “أخذت الحكومة الجزائرية علما بقرار القضاء الفرنسي رفض طلب تسليم عبد السلام بوشوارب، الذي أدانه القضاء الجزائري في عدد من قضايا الفساد والاختلاس واستغلال النفوذ التي كبدت الخزينة العمومية الجزائرية خسائر معتبرة”.
وأضاف البيان: “دون الإخلال بحقها المشروع في اللجوء إلى سبل الانتصاف القانونية الأخرى الممكنة، تنتهز الحكومة الجزائرية هذه الفرصة لتسليط الضوء على الغياب التام لتعاون الحكومة الفرنسية مع الطرف الجزائري في مجال المساعدة القضائية المتبادلة، على الرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الدولية والثنائية المخصصة لهذا الغرض”.
وأردف: “في إطار مساعيها الرامية لاسترجاع الثروات المنهوبة من البلاد، اصطدمت الجزائر بشكل آلي ومستمر، ولا تزال تصطدم، بمماطلات ومراوغات وتسويفات غير مبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي، وهو ما يتجسد في عدم تجاوبه مع 25 إنابة قضائية قدمتها الجزائر”.
واعتبرت الوزارة، أن “هذا الموقف الفرنسي يتفرد ويختلف عن مواقف الشركاء الأوروبيين الآخرين الذين يتعاونون مع السلطات الجزائرية بكل إخلاص وصدق ودون أي خلفيات أو دوافع خفية بخصوص مسألة الأملاك المكتسبة بطرق غير شرعية وهي المسألة التي يدركون أنها تحظى بأهمية خاصة وحساسية بالغة بالنسبة للجزائر”.
والأربعاء، رفضت محكمة الاستئناف في بروفانس الفرنسية، طلب تسليم الجزائر بوشوارب (73 عاما)، معتبرة أن لذلك “عواقب خطرة بشكل استثنائي”.
وفي يونيو/ حزيران 2020 قضت محكمة جزائرية، بسجن بوشوارب 20 سنة، ومصادرة جميع أملاكه وأرصدته البنكية، وإصدار أمر دولي بالقبض عليه، وتغريمه مليوني دينار (أكثر من 16 ألف دولار) بتهم “فساد” بشأن علاقته بمصانع لتجميع السيارات ومنذ ذلك الحين يتواجد خارج البلاد.
وتشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا غير مسبوق منذ الصيف الماضي، وسحبت الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في إقليم الصحراء.
وزادت حدة التوتر أكثر بعدما أوقفت السلطات الجزائرية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الكاتب الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال، بمطار العاصمة.
وإضافة إلى ملف إقليم الصحراء، لا تكاد تحدث انفراجة في العلاقات بين البلدين حتى تندلع أزمة جديدة بينهما، على خلفية تداعيات الاستعمار الفرنسي للبلد العربي طيلة 132 سنة (1830-1962).
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات