رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
رغم تصاعد أصوات إسرائيلية بضرورة تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمالي الضفة الغربية، خاصة بعد مقتل 4 إسرائيليين في إطلاق نار جنوب مدينة نابلس (شمال) إلا أن خبراء يستبعدون إقدام الجيش على ذلك.
ويقول خبراء في أحاديث منفصلة للأناضول، إن الحكومة الإسرائيلية في “مأزق كبير” والمستويين الأمني والعسكري يعارضان عملية واسعة لمخاطرها الأمنية.
لكن الخبراء يقولون إن إسرائيل قد تذهب إلى تصعيد عملياتها العسكرية في الضفة، وتنفيذ عمليات اغتيال قد تكون في قطاع غزة والخارج.
يأتي ذلك بعد عملية إطلاق نار وصفت بأنها “الأصعب” على طريق بين مدينتي نابلس (شمال) رام الله وسط الضفة الغربية، نفذها اثنين من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، وفق بيان للحركة.
وأسفرت العملية عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين بجراح وذلك بعد أقل من 24 ساعة على عملية إسرائيلية في مدينة جنين (شمال)، أسفرت عن مقتل 6 فلسطينيين،
** تلويح بالاغتيالات
عصمت منصور المختص بالشأن الإسرائيلي، يستبعد أن تذهب إسرائيل إلى تنفيذ حملة عسكرية واسعة في شمالي الضفة وخاصة بمدينتي جنين ونابلس، لكنه بالوقت ذاته يشير إلى إمكانية تنفيذ عمليات اغتيال لقادة بالفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.
وقال منصور لمراسل الأناضول: “في إسرائيل حكومة يمينية متطرفة لا تملك إلا خيارا أمنيا ولا يوجد في حساباتها خيار احتواء أو سياسة أو أي خيار آخر سوى القوة”.
وأضاف: “لكن غير وارد تنفيذ عملية عسكرية واسعة، والحديث عن ذلك هو تلويح من باب أن هناك أزمة داخلية ويجب تنفيذ انتقام”.
وتابع: “إسرائيل يوميا تقتحم وتنفذ عمليات عسكرية في جنين ونابلس وأريحا وطولكرم ورام الله وغيرها، ما الذي يقصد به بعملية واسعة؟!”.
وقال: “بالرغم من العمليات اليومية لم تنجح إسرائيل بوقف الهجمات الفلسطينية أو منعها، بل باتت أكثر قوة وإيلاما الأمر الذي يدلل أن القوة غير مجزية ولا تجلب أمنا ولا استقرارا”.
ورجح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن “تذهب إسرائيل إلى عمليات انتقامية عبر تكثيف الاقتحامات، وتهديد قادة المقاومة”.
**حالة تصعيد محدود
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل (جنوب)، بلال الشوبكي، أن “الأيام القادمة ستشهد حالة تصعيد، لكنها لن تصل إلى عملية واسعة”.
وأضاف الشوبكي، أن “التصريحات الإسرائيلية الداعية لعملية واسعة تأتي متناقضة مع الرؤية الأمنية الإسرائيلية والمستوى العسكري”.
وأشار إلى أن “تلك المستويات لا تريد الذهاب أبعد من ذلك في مواجهة الفلسطينيين لاعتبارات عديدة، أبرزها أن مزيدا من العمليات يعني مزيدا من رد الفعل”.
وقال: “التجارب الإسرائيلية في الضفة تشير إلى أن العمليات الواسعة غير قادرة على تثبيط المقاومة، بل تزيد منها وتخلق حاضنة مجتمعية للمقاومة”.
أستاذ العلوم السياسية رأى أن “العقيدة الأمنية في إسرائيل تقوم على عدم التفريط بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية “.
وقال “إذا ما نفذت عملية واسعة ستجد إسرائيل نفسها أيضا أمام تيارات جديدة كحركة فتح التي تقود الضفة الغربية كما في انتفاضة الأقصى الثانية (2002)”.
وتوقع الشوبكي أن تذهب إسرائيل إلى “تصعيد في عملياتها في الضفة الغربية، واستخدام سلاح الجو، وإطلاق أيدي المستوطنين دون أي ردع”.
** رد فعل
في السياق، اعتبر الكاتب والمحلل الفلسطيني، طلال عوكل، أن عملية “عيلي” مؤشر على تصاعد المقاومة الفلسطينية وتطور قدرتها على المواجهة.
وأشار إلى أن ذلك التصاعد “مرتبطة برد الفعل على تصاعد الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية من اجتياحات متواصلة وآخرها لمدينة جنين”.
وقال: “يوميا تنفذ إسرائيل عمليات قتل وهدم وتدمير، ما هو رد الفعل الفلسطيني المتوقع؟ مؤكد سيكون قويا وهذا ما كان في عملية عيلي”.
وذكر أن “مستوى الرد لم يكن متوقعا، ويشير إلى أن المقاومة في الضفة الغربية لديها الإمكانيات والقدرة على الرد السريع والموجع أيضا”.
وعن تبني حماس لمنفذي عملية عيلي، قال عوكل، إن “حماس موجودة بقوة في الضفة وهي جزء من حالة المقاومة ولديها إمكانيات كبيرة وعناصر مدربة”.
وتابع: “تعرف حماس جيدا نتائج هذا العمل، وتريد أن تقول أنها موجودة كما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين، وكما عرين الأسود في نابلس وهي عنصر عامل وقوي في المواجهة”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات