إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
المحلل السياسي حسان التميمي: في تركيا هناك ديمقراطية حقيقية حيث تقبل الأحزاب السياسية بكافة توجهاتها نتائج الانتخابات
الكاتب فراس رضوان أوغلو: براغماتية الديمقراطية موجودة بشكل عميق لدى المواطن التركي
رئيس مركز “عمران للدراسات” عمار قحف: الديمقراطية التركية فريدة من نوعها في الشرق الاوسط
رأى عدد من الخبراء أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في تركيا في مايو/ أيار الماضي، تعكس قيمة “ديمقراطية حقيقية فريدة وفاعلة في العالم”.
وقال الخبراء في أحاديث منفصلة لمراسل الأناضول، إن الأحزاب السياسية في تركيا قبلت نتائج الانتخابات التي شهدت مشاركة شعبية مكثفة فريدة بين الديمقراطيات العالمية.
وأجريت الانتخابات البرلمانية والرئاسية في جولتها الأولى بتركيا في 14 أيار الماضي، ولعدم حسم الانتخابات الرئاسية أجريت جولة ثانية في 28 من الشهر نفسه.
وحصل الرئيس التركي رحب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، على 52.16 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.84 بالمئة لمرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو، وفق ما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات.
** ديمقراطية حقيقية
المحلل السياسي الأردني حسان التميمي، قال للأناضول “في تركيا هناك ديمقراطية حقيقية فريدة وتداول على السلطة، حيث تقبل الأحزاب السياسية بما في ذلك الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة بشكل عام نتائج الانتخابات وتلتزم بالمبادئ الديمقراطية”.
وأضاف التميمي: “طبعا هذا لا ينفي ولا يتعارض مع وجود خلافات ونقاشات سياسية لكن في النهاية تحترم الأحزاب بشكل عام إرادة الناخبين وتعمل في إطار المؤسسات الديمقراطية لتعزيز وجودها”.
وحول الأسباب التي أدت لنجاح الرئيس أردوغان قال التميمي: “الرئيس أردوغان قاد نموذجا تغييريا حقيقيا خلال فترة زمنية قصيرة جدا وتجاوز عقبات ومؤامرات داخلية وإقليمية ودولية في أصعب الظروف”.
وتابع: “الرئيس أردوغان استند على رصيد من الإنجازات التي تحققت في عهده خلال العقديين الماضيين، وهنا نتحدث عن رئيس شكل حالة استثنائية في السياسيتين الداخلية والخارجية كاسرا نمطية الحكومات التركية السابقة”.
ورأى أنه “كان من الطبيعي إعادة انتخابه”.
وشدد على أن “المواطن التركي الذي خبر أوضاع بلاده يعلم تماما أنه لولا أردوغان لما وجدت تركيا اليوم على الخريطة بشكلها الحالي وقوتها التي تنافس بها الدول العظمى”.
وختم بالقول “أردوغان نجح تماما في تعزيز الحريات والأمن والنمو الاقتصادي والاستقرار وأثبت بالأفعال ألا تعارض بين تبني القيم الإسلامية الإنسانية والتأكيد على الهوية الوطنية لتركيا، وكان من الطبيعي أن يجني ثمار رؤيته الواضحة ومثابرته وأهدافه العظيمة”.
** ديمقراطية فاعلة
من جانبه، قال الكاتب فراس رضوان أوغلو في حديثه للأناضول حول ديمقراطية تركيا الفريدة: “لا بد من الإشادة بالمشاركة العالية في الانتخابات التركية وهذا دليل على أن الديمقراطية فاعلة جدا في الداخل التركي”.
وأضاف أن “براغماتية الديمقراطية موجودة بشكل عميق لدى المواطن التركي، لذلك الكل يريد أن ينتخب ومن لم يصوت نسبة كبيرة منهم كانت لديهم ظروف ولم يصوتوا فيها، لذلك تعتبر تركيا من الديمقراطيات العالية جدا في العالم إن لم تكن أكثرها”.
وذكر أنه “بالنسبة للنتائج لاحظنا أنه تم إجراء الانتخابات بالجولة الثانية في دليل على أن الهيئة العليا للانتخابات شفافة ولا يهمها من هو المرشح إن كان أردوغان أو غيره، ولا أحد يمكن أن يتلاعب بنتائج الانتخابات بسبب الشفافية”.
وختم بالقول: “كل من يدعي غير ذلك فالانتخابات ونسب المشاركة ونتائجها خير دليل، وكذلك تقبل الأطراف لنتائج الانتخابات دليل أن الكل مؤمن بالهيئة العليا للانتخابات ومؤمن بالنتائج وبقرار الشعب واحترامه في الانتخابات”.
** تطور مستمر
أما رئيس مركز “عمران للدراسات”، عمار قحف، فقال عن الانتخابات التركية ونتائجها: “الديمقراطية التركية فريدة من نوعها في الشرق الاوسط، فلا هي تصنف من الديمقراطيات الليبرالية ولا من الأنظمة الشمولية التي تلوي أعناق ديمقراطية شكلية لتبرير هيمنتها”.
وأضاف قحف: “الديمقراطية التركية في تطور مستمر ويشارك فيها نسبة قياسية من الشعب وذات استقطاب عالي، ولكنها متجذرة مؤسسياً ومجتمعياً والكل يقبل نتائجها ولا يقبل بتسلط اي طرف ولا بانقلاب العسكر”.
واعتبر أن فوز أردوغان كان “نتيجة لعدة عوامل من أبرزها توسيع التحالفات الحزبية، وسرعة الاستجابة لمتضرري الزلزال، وتفعيل التواصل الميداني والواقعية والمصداقية في الوعود، إضافة للإنجازات الكبيرة المرتبطة بحقول الغاز والنفط وصناعة السيارة التركية وتطوير الصناعات الدفاعية وبناء الطرق والجسور ورفع الحد الأدنى للأجور”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات