رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
عبر أسرى فلسطينيون محررون عن سعادتهم للإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وقالوا إن حريتهم بمثابة “عودة من الموت إلى الحياة”، في إشارة إلى صعوبة الظروف التي عاشوها في الأسر.
جاء ذلك في مقابلات مع الأناضول فور وصولهم إلى قصر رام الله الثقافي على متن حافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر قادمة من سجن عوفر الإسرائيلي تقل 38 أسيرا محررا وسط استقبال شعبي واسع.
وقال الأسير المحرر سعيد ذياب من مدينة قلقيلية (شمال الضفة) إنه أمضى 18 عاما من حكمه البالغ 27 عاما، مضيفا أن يوم تحرره بمثابة “يوم ميلاد جديد (..) انتزعنا من الموت وعدنا إلى الحياة”.
وأضاف: “نترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا لأجل حريتنا”.
من جهته قال الأسير المحرر بلال ياسين من قرية عانين بمحافظة جنين (شمال) إنه أمضى 20 سنة في الاعتقال، مضيفا أن “فرحة الإفراج عنه لا توصف وكذلك لقاء الأحبة والأصحاب”.
وتابع: “استقبالنا يشعرنا بأن تضحياتنا لها قيمة عند شعبنا وأبناء بلدنا الذين يلتفون حول خيار المقاومة”، وأضاف: “شباب في عمر صغير لا أعرفهم لكن أصروا أن يحضروا لاستقبالنا”.
وأشار إلى أن صعوبة وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلاً: “بنفس الوتيرة تتعامل إدارة السجون: قمع، غاز، كلاب، تعذيب جسدي ولفظي”.
وبعث ياسين بتحيته وشكره لقطاع غزة و”لكل من ساهم في أن نكون بين أهلنا”، مضيفا: “رحم الله الشهداء وعافى الجرحى”.
بدوره اكتفى المحرر خليل أبو عرام الذي أمضى 19 عاما في الاعـتقال، بحمد الله والقول إن شعوره لا يوصف خاصة بعد ساعات انتظار طويلة، مشيرا إلى تلقي الأسرى تهديدات من الجيش الإسرائيلي ومنعهم من الحديث للإعلام.
أما الأسير المحرر جبر أبو عليا (65 عاما) من قرية المغير قضاء رام الله فقال إن الفرحة منقوصة كونه ترك أسرى داخل السجن.
وأضاف: “كنت محكوما بالسجن 20 سنة أمضيت منها 16” مشيرا إلى شعوره بالألم بعد إنزاله من حافلة الإفراجات يوم السبت الماضي.
وكان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن 620 أسيرا فلسطينيا في الدفعة السابعة، السبت الماضي، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرقل ذلك.
أما الأسير المحرر عاطف أبو عليا الذي أمضى 16 سنة في الاعتقال وبقي 7 شهور على انتهاء حكمه فأعرب عن سعادته وعن أمله بتحرر كافة الأسرى.
وكذلك عماد ربايعة من بلدة ميثلون قضاء الذي أمضى 23 سنة، دعا الله أن يمن بالفرج عن باقي الأسرى “ويكرمهم بالنعمة ويكونوا بين أبنائهم”.
وعبر ربايعة عن شكره لأبناء الشعب الفلسطيني على وقوفهم “واستقبالهم الرائع والحافل وانتمائهم الصادق لقضية الأسرى في سجون الاحتلال”.
ووجه رسالة إلى الفصائل الفلسطينية “من أجل العمل الصادق لتجسيد الوحدة الحقيقية الفعلية لرفع الظلم عن أبناء شعب فلسطين، ورفع الحصار عن غزة”.
وتابع أن “لقاء الأهل لا يوصف بعد غياب 23 عاما، وقضاء فترة طويلة من العمر في السجون”.
وأشار إلى أن من أصعب الظروف في السجن انقطاع الاتصال بالأهل “فلا يوجد أي تواصل ولا أي معلومات.
أما جهاد جودت جرار الذي أمضى نحو ثلاث سنوات ونصف من حكمه البالغ 24 عاما، ففال “الحمد لله شعور لا يوصف ، ربنا منّ علينا بالفرج، الحمد لله خرجنا من بين أيديهم سالمين، وهذا شعور لا يصدق”.
بينما قال حمزة الحج محمد الذي أمضى 20 عاما من فترة حكمه البالغة 23 عاما “إنه شعور عظيم وفرحة بالعودة والنجاة من الموت”.
وأضاف أن في السجون “حرب بلا قوانين واستباحة لأجساد الأسرى ونفوسهم وكل ما راكموه من إنجازات”.
وتابع: “لا نعرف كيف نجونا، فقط عناية الله ودعاء أهلا وشعبنا”، مشيرا إلى بقاء آلاف الأسرى الذين يستحقون الحرية وبينهم “الأسرى القدامى والمرضى والمقطعة أطرافهم والمعذبين والمهانين”.
والسبت الماضي عرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق سراح نحو 620 أسيرا فلسطينيا كان من المقرر الإفراج عنهم ضمن الدفعة السابعة، رغم وفاء حماس بالتزاماتها ضمن الاتفاق.
وخلال الخميس والجمعة والسبت، سلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، 10 أسرى إسرائيليين، بينهم 6 أحياء، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم لتل أبيب وذلك في إطار اتفاق يقضي بإفراج إسرائيل عن الـ 620 أسيرا من سجونها.
وبرر نتنياهو قراره بالاحتجاج على المراسم التي تنظمها “حماس” عند تسليم الأسرى والجثامين الإسرائيليين، مطالبا بوقفها قبل استكمال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
لكن، مساء الثلاثاء، أعلنت حماس خلال زيارة وفدها إلى القاهرة التوصل إلى حل لإنهاء تأخير الإفراج، موضحة أن الأسرى الفلسطينيين المتبقين من الدفعة السابعة (620 أسيرا) سيتم إطلاق سراحهم بالتزامن مع تسليم جثامين أربعة إسرائيليين بالدفعة الثامنة، إضافةً إلى ما يقابل الدفعة الأخيرة من النساء والأطفال الفلسطينيين.
والأربعاء، سلمت “كتائب القسام” جثامين 4 أسرى إسرائيليين هم: اتساحي عيدان، وايتسيك الجريط، وأوهاد يهلومي، وشلومو منصور”.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انطلقت في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، ويشمل الاتفاق ثلاث مراحل، تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية.
ونصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، أحياء وأموات، مقابل إفراج إسرائيل عن 1737 معتقلا فلسطينيا، بينهم العشرات ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
ووفق مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس فإن عدد الأسرى الذين حرروا في الدفعة السابعة يبلغ 620 أسيراً “منهم 151 أسيرًا من المؤبدات والأحكام العالية: بينهم 43 أسيرًا سيفرج عنهم إلى الضفة والقدس، 97 أسيرًا إبعاد إلى خارج الوطن، و11 أسيرًا من غزة قبل السابع من أكتوبر، و445 أسيرًا من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر إضافة إلى 24 من الأسيرات والأسرى الأطفال.
وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، وتحتجز آلاف الفلسطينيين في سجونها وترتكب بحقهم تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات