بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت تبادل إطلاق النار الذي جرى اليوم بين إسرائيل وجنوب لبنان، الذي يُعدّ الحادث الثاني من نوعه في أقلّ من أسبوع “يثير قلقًا بالغًا”.
وقالت في بيان الجمعة: “في ظل هذه الفترة الحرجة التي يمر بها لبنان والمنطقة، فإن أي تبادل لإطلاق النار لا يمكن التقليل من شأنه”.
ولفتت الى أن “عودة الصراع واسع النطاق إلى لبنان سيكون مدمّراً للمدنيين على جانبي الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000)، ويجب تجنّبه بأيّ ثمن. لذا فإنّ التزام جميع الأطراف بضبط النفس هو أمر في غاية الأهمية”.
وأضافت: “آن الأوان لتنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024”.
وكذلك تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (لعام 2006) الذي يوفر حلا يضع حدا لدورات العنف المتكررة، وفق المنسقة الأممية.
وختمت بالقول: “تؤكّد الأمم المتحدة التزامها بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لمنع المزيد من التصعيد وتحويل القرار 1701 إلى واقع”.
وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين “حزب الله” وإسرائيل آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل” من هذا الحظر.
وفي وقت سابق الجمعة، قتل شخص وأصيب 8 آخرون بينهم ثلاثة أطفال، إثر غارة للجيش الإسرائيلي على بلدة كفرتبنيت ضمن هجمات استهدفت عدة مناطق جنوب لبنان، بذريعة مهاجمة “أهداف تابعة لحزب الله”.
كما دمرت المقاتلات الإسرائيلية مبنى بضاحية بيروت الجنوبية عقب إصدار تحذير بإخلائه، وذلك لأول مرة يستهدف فيها العاصمة اللبنانية منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اليوم أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من لبنان تجاه إسرائيل، في واقعة نفى “حزب الله” مسؤوليته عنها، مؤكدا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024.
وتواصل إسرائيل استهدافها جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ”حزب الله”، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف خرقا له، ما خلّف 109 قتلى و343 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات