إسطنبول/ محمد الرجوي/ الأناضول
قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، الاثنين، إن الوضع في قطاع غزة “كئيب ومحزن” وعلى المجتمع الدولي “مسؤولية عميقة” في معالجة الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من 11 شهرا.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وفق ما ذكره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
وفي الجلسة استمع المجلس إلى إحاطتين من كاغ، والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي موريرا دا سيلفا.
المنسقة الأممية بغزة قالت إن “أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطيرة في الأطراف تتراوح بين 13 ألفا و17 ألفا”.
وقدمت كاغ تقييما للوضع في غزة وصفته بأنه “كئيب ومحزن”، مؤكدة على “المسؤولية العميقة” التي يتحملها المجتمع الدولي في معالجة “مأساة” الحرب الإسرائيلية المستمرة في القطاع لأكثر من 11 شهرا.
ودعت المنسقة الأممية إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن 101 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس”، مشددة على “الحاجة إلى معاملتهم بصورة إنسانية بموجب القانون الدولي”.
وأوضحت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية والتعليم، مع خروج 625 ألف طفل من المدرسة، كما تم إجلاء 251 مريضا لتلقي الرعاية الطبية، فيما لا يزال أكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى العلاج.
وقالت كاغ إن “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدعوة إلى السلام الدائم ودعم إعادة بناء غزة، وهو ما يشمل إشراك المجتمع المدني الفلسطيني وتعزيز التنمية الاقتصادية”.
وأشارت إلى أن “الحل السياسي وحده قادر على كسر حلقة المعاناة” في القطاع.
** حملة التطعيم
وبخصوص حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، قالت المنسقة الأممية إن المرحلة الأولى منها “اكتملت بنجاح”.
وأوضحت أن الحملة “برهنت إمكانية إنجاز العمل الإنساني حتى في أشد الظروف صعوبة، مع الإرادة والالتزام السياسيين”.
وأشارت كاغ إلى أن الحملة “أكدت الدور الحيوي للأونروا بوصفها شريكا حاسما وموثوقا به في النسيج الاجتماعي في غزة وبوصفها العمود الفقري للعمليات الإنسانية” في القطاع.
ونفذت الحملة من قبل منظمة الصحة العالمية ووكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بالتعاون مع وزارة الصحة، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من حملة التطعيم في نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري بإعطاء الجرعة الثانية من التطعيم، وفق الوزارة.
** آلية أممية للمساعدات
المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع خورخي موريرا دا سيلفا، تحدث أمام مجلس الأمن عن الآلية الأممية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2720، مجددا التزام مكتبه بدعم الجهود الإنسانية في غزة.
وقال دا سيلفا إن “الآلية تعمل على تنسيق تسليم المساعدات الإنسانية من خلال طرق إمداد متكاملة، وتحسين الشفافية والكفاءة”.
ومنذ تفعيل الآلية، تقدمت 229 قافلة مساعدات إنسانية بطلبات للحصول على الموافقة من خلال قاعدة بيانات آلية الأمم المتحدة؛ وتمت الموافقة على 175 شحنة، وإيصال 101 شحنة، وهناك 17 شحنة تنتظر الموافقة، وتم رفض 37 شحنة، وتسليم أكثر من 22 ألف طن متري من المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.
وقال دا سيلفا إن هذه الآلية “تقلل من التأخيرات الناجمة عن التفتيش وإعادة التحميل، ما يسمح بتدفق المساعدات بشكل أسرع وأكثر قابلية للتنبؤ”.
وتحدث عن نشر الأمم المتحدة 14 مراقبا دوليا للتحقق من الشحنات وتتبعها.
وأشار المسؤول الأممي إلى التحديات الماثلة أمام تقديم المساعدات في غزة، مشيرا إلى الحاجة إلى الإرادة السياسية وضمانات الأمن والبيئة المواتية لضمان الاستجابة الإنسانية الفعالة.
وفي 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2720 الذي يدعو إلى “اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية”.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات