القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، المسجد الأقصى في القدس الشرقية وسط حراسة مشددة من الشرطة ودون إعلان مسبق، في استفزاز جديد في إطار محاولات تهويد المسجد.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، طلب عدم الكشف عن اسمه، للأناضول: “اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى بحراسة شرطية كبيرة”.
وأضاف أن بن غفير، وهو زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، “قام بجولة استفزازية في باحات المسجد”.
وهذه هي المرة الرابعة التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ تسلمه مهامه وزيرا، وتأتي في إطار استفزازات لطالما عمد على الإقدام عليها مسؤولون إسرائيليون.
وتزامن الاقتحام مع اليوم الأول من عيد الأنوار اليهودي “الحانوكاه” الذي يستمر حتى الأسبوع المقبل، ويشهد عادة اقتحامات واسعة من قبل مستوطنين للمسجد.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب بن غفير أنه “صعد إلى الحرم القدسي وصلى من أجل سلامة الجنود وعودة المختطفين والنصر الكامل في الحرب”، وفق تعبيرها.
فيما زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان نقلته إذاعة الجيش، أن “لا تغيير على الوضع القائم” في المسجد الأقصى.
والوضع القائم هو الوضع الذي ساد قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هي المسؤولة الحصرية عن إدارة شؤون المسجد والصلاة في المسجد هي للمسلمين وحدهم.
ولكن منذ العام 2003 سمحت الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب منذ 1لك الحين بوقف الاقتحامات باعتبارها انتهاك للوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.
أما التجمّع الوطني الديمقراطي، حزب عربي في إسرائيل، فقد استنكر “اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك”.
وقال في بيان أرسل نسخة منه للأناضول إن “هذا الاقتحام السافر يشكل استفزازًا متعمدًا لمشاعر العرب والمسلمين في كافة أنحاء العالم، ومحاولة خطيرة لإشعال المنطقة وعرقلة أي جهود لتحقيق تهدئة أو إنهاء للحرب”.
وحذّر التجمّع من أن “هذه الاقتحامات تأتي ضمن سياسات الاحتلال الاستفزازية التي تهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
واعتبر أنها “استمرار لمسلسل الجرائم اليومية بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والتضييق المستمر على أهلنا في الداخل الفلسطيني، في محاولة لتفتيت صمود شعبنا وإرادته”.
ودعا الفلسطينيين إلى “تكثيف التواجد والرباط في المسجد الأقصى المبارك، رفضًا لهذه الاعتداءات المتكررة، وحفاظًا على مقدساتنا وحقوقنا الوطنية والدينية”.
وتتم اقتحامات الوزراء ونواب الكنيست للأقصى بعد موافقة مسبقة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن الأخير يردد في مناسبات عديدة أنه لا تغيير على الوضع القائم في المسجد، لكن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تقول إن الانتهاكات للوضع القائم في تصاعد مستمر.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، باتت الشرطة الإسرائيلية تغض الطرف عن انتهاكات المستوطنين خلال اقتحاماتهم الأقصى.
وبعد أن كانت الشرطة تمنع المستوطنين من أداء طقوس تلمودية وصلوات خلال اقتحاماتهم، باتت تسمح لهم بصلوات علنية يوثقها المستوطنون بمقاطع فيديو ينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد مدينة القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات