كيغالي / جيمس تاسامبا / الأناضول
** إينوك نيوريكوا كبير الاقتصاديين في “مركز أهداف التنمية المستدامة لإفريقيا” برواندا:
– عضوية الاتحاد الإفريقي ستخلق فرص استثمار كبيرة وقدرة عالية لبلدان إفريقيا على الوصول للأسواق العالمية
– ستتشجع الدول الإفريقية على تعزيز ممارساتها في مجال الحكم وتعزيز المؤسسات وتهيئة بيئة أعمال أكثر ملاءمة
** المحلل الاقتصادي تيدي كابيروكا:
– الوجود الإفريقي في مجموعة العشرين فرصة للتعبير عن التحديات التي تواجه القارة
– إفريقيا ستكون على طاولة المفاوضات العالمية بشأن استراتيجيات وسياسات ذات صلة وثيقة بها
يرى محللون أن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين “يعني الكثير” للقارة، ولكن يتوجب علينا الانتظار حتى نرى ما إذا كانت إفريقيا ستحصل على “مقعد فعلي” على طاولة المجموعة.
ومؤخرا، أصبح الاتحاد الإفريقي الكتلة المؤلفة من 55 دولة، عضوا دائما في مجموعة العشرين، عقب موافقة أعضاء المجموعة على ذلك في قمة عقدت في الهند يومي 9 و10 سبتمبر/ أيلول الجاري، لينضم الاتحاد إلى أغنى وأقوى دول العالم.
يرى إينوك نيوريكوا، كبير الاقتصاديين في “مركز أهداف التنمية المستدامة لإفريقيا”، ومقره بالعاصمة الرواندية كيغالي، أن هناك “العديد من السبل التي يمكن لمجموعة العشرين من خلالها إحداث تأثير ملموس في إفريقيا”.
وقال نيوريكوا للأناضول: “بالنظر إلى مساهمة دول مجموعة العشرين بشكل كبير في النشاط الاقتصادي العالمي، فإن تركيز المجموعة على تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، سيخلق المزيد من فرص الاستثمار وتزويد البلدان الإفريقية بإمكانية وصول أكبر إلى الأسواق العالمية”.
وأوضح أنه “من خلال خلق بيئة مواتية للاستثمار، تستطيع مجموعة العشرين جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إفريقيا، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين البنية التحتية والتقدم التكنولوجي وزيادة القدرات الإنتاجية في القارة”.
تأسست مجموعة العشرين عام 1999 في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، وهي عبارة عن منتدى حكومي دولي يهتم في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية، ويضم أكبر عشرين اقتصاد على مستوى العالم، وفي عضويته 19 دولة والاتحاد الأوروبي.
والدول الأعضاء هي: تركيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
** صوت إفريقيا
ويرى تيدي كابيروكا، المحلل الاقتصادي المقيم في رواندا، أن الانضمام إلى مجموعة العشرين “يعني الكثير” للقارة.
وذكر كابيروكا للأناضول أن “وجود الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين له أهمية قصوى، كونه يعطي فرصة للاتحاد للتعبير عن التحديات التي تواجه القارة”.
وأوضح أن عضوية مجموعة العشرين “تمكن إفريقيا من المساهمة في التوجه العالمي بشأن كيفية معالجة بعض القضايا، باعتبارها لاعبا رئيسيا في التنمية العالمية”.
ونوه إلى أن “إفريقيا ستكون على طاولة المفاوضات بشأن الاستراتيجيات والسياسات التي تركز على بعض الجوانب التي قد لا تكون بالضرورة ذات اهتمام مشترك للآخرين، ولكنها وثيقة الصلة بإفريقيا على وجه التحديد”.
وأردف: “إذا نظرنا إلى التجارة العالمية والاتفاقيات الثنائية بين إفريقيا وبقية العالم، فسنجد الكثير مما يتعين تحسينه، ما يعني أن مجموعة العشرين توفر منتدى للمناقشات بهذا الخصوص”.
تمثل مجموعة العشرين نحو 60 بالمئة من مساحة اليابسة في العالم وثلثي سكان العالم، وتستحوذ على 80 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75 بالمئة من التجارة الدولية، الأمر الذي يجعلها المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي.
وبالمقابل، يعتقد نيوركوا أن السؤال الأساسي حاليا يدور بشأن ما إذا كانت إفريقيا ستحصل على “مقعد فعلي” على طاولة مجموعة العشرين أم لا؟!
وقال: “في حال إنشاء المزيد من الصداقات الحقيقية من خلال المشاركة الجديدة (في مجموعة العشرين)، فقد يؤدي ذلك إلى تحفيز روابط قوية” مع إفريقيا.
وأشار نيوريكوا أيضا إلى أن “الفرص المتاحة من مجموعة العشرين تعتمد على السياسات واللوائح التي سنتها الدول الإفريقية لجذب الاستثمارات الجيدة والاحتفاظ بها”.
وأضاف أن “المشاركة بنشاط في النقاشات أمر ضروري، لأن الغياب قد يجعلك في وضع غير مواتي”.
** فوائد تنموية
يرى مراقبون أن الالتزام بتخفيض الحواجز التجارية وتعزيز ممارسات التجارة العادلة يمكن أن يمنح المصدرين الأفارقة وصولا أفضل إلى الأسواق الدولية، الأمر الذي سيحفز التنويع الاقتصادي ويعزز عائدات التصدير ويسهل التكامل الإقليمي داخل إفريقيا.
وحول تخفيف أعباء الديون والتمويل، تلعب مجموعة العشرين دورا محوريا في تقديم المساعدة للدول النامية، لذلك يعتقد نيوركوا أن “معالجة القدرة على تحمل الديون وتوفير الدعم المالي يمكن أن يخفف من عبء الديون على الدول الإفريقية ويسمح لها بإعادة توجيه الموارد نحو أولويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن الدول الإفريقية غالبا ما تكون منقسمة بشأن بعض القضايا العالمية، ما قد يقوض موقف الاتحاد في مجموعة العشرين.
وبخصوص المناخ، يعتقد دعاة الحفاظ على البيئة أن تعزيز مجموعة العشرين استثماراتها في المبادرات الصديقة للبيئة وتطوير مصادر الطاقة المتجددة ونقل التكنولوجيا إلى إفريقيا، قد يساعد في التخفيف من مخاطر المناخ ودعم التنمية المستدامة في القارة التي تعد الأكثر عرضة لخطر تغير المناخ عالميا.
ويمكن لمجموعة العشرين أن تلعب دورا بالغ الأهمية في مساعدة إفريقيا بشأن الحكم الرشيد والمساءلة.
وحول ذلك، قال نيوريكوا إنه “من خلال دعم الشفافية وإجراءات مكافحة الفساد ومبادئ الحكم الرشيد، تستطيع مجموعة العشرين تشجيع الدول الإفريقية على تعزيز ممارساتها في مجال الحكم وتعزيز المؤسسات وتهيئة بيئة أعمال أكثر ملاءمة”.
وشدد على أن “دمج تلك الاستراتيجيات في تعامل مجموعة العشرين مع إفريقيا، يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنمية القارة وقدرتها على مواجهة التحديات الملحة بفعالية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات