خالد يوسف / الأناضول
– تراجع نتنياهو عن قرار تعيين قائد البحرية السابق إيلي شربيت رئيسا للشاباك بعد 25 ساعة من إعلان قرار التعيين..
– زعيم حزب “الديمقراطيون”: قرارات نتنياهو غير متزنة ويجب إعلان عجزه عن أداء مهامه وعزله
– زعيم حزب “معسكر الدولة”: لقد أثبت نتنياهو هذا الصباح أن الضغوط السياسية تتزايد على مصلحة الدولة وأمنها
– عضو الكنيست غادي آيزنكوت: نتنياهو يرضخ للضغوط ويعمل لاعتبارات سياسية ويفقد قدرة العمل لصالح إسرائيل
أثار تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعيين قائد البحرية السابق إيلي شربيت، رئيسا لجهاز الأمن العام “الشاباك” بعد مرور 25 ساعة فقط على الإعلان عن قرار تعيينه، عاصفة واسعة في الأوساط السياسية وسط اتهامات بتأثره بضغوط سياسية.
والاثنين، قال مكتب نتنياهو في بيان إنه بعد إجراء مقابلات معمقة مع 7 مرشحين جديرين، قرر نتنياهو تعيين شربيت مديرا جديدا لـ”الشاباك”.
قرار التعيين جاء إثر قناعة نتنياهو أن شربيت هو “الشخص المناسب لقيادة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بما يُحافظ على تراثه العريق”، وفق ما أورده بيان مكتبه.
لكن نتنياهو تراجع عن قرار التعيين وأبلغ شربيت بذلك في لقاء جمعهما الليلة الماضية، وفق ما أوردته هيئة البث العبرية الرسمية.
ويعتزم نتنياهو، وفق هيئة البث، إجراء لقاءات مع شخصيات أخرى (لم يتم تسميتها) لاختيار رئيس “الشاباك”.
وعزت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، تراجع نتنياهو عن قرار التعيين إلى ضغوط سياسية يمارسها اليمين المتطرف على خلفية مشاركة شربيت في احتجاجات مناهضة للحكومة.
وكذلك لكتابته مقالا في صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية حول سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناخية، مؤكدة أن هذا المقال سيضر بالعلاقات مع الإدارة الأمريكية.
والأسبوع الماضي، قررت الحكومة الإسرائيلية إقالة رئيس “الشاباك” رونين بار على أن تدخل حيز التنفيذ في 10 أبريل/ نيسان المقبل.
لكن المحكمة العليا الإسرائيلية وردا على التماسات قدمتها المعارضة ومؤسسات حقوقية، علقت قرار الإقالة إلى حين النظر في الالتماسات يوم 8 أبريل الجاري.
**انتقادات حادة لنتنياهو
تراجع نتنياهو أثار ردود فعل غاضية من شخصيات سياسية أبرزها زعيم حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس، الذي قال في تغريدة على منصة إكس: “لقد أثبت نتنياهو هذا الصباح أن الضغوط السياسية تتزايد على مصلحة الدولة وأمنها”.
فيما أعلن أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، معارضته لتراجع نتنياهو عن قرار تعيين شربيت في منصبه الذي لم يستمر أكثر من 25 ساعة.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن ليبرمان قوله، إنه “الأول من أبريل يوم كذبة أبريل العالمي، انتبهوا ممن يتظاهر باليمين، نتنياهو، حتى (وزير المالية المستقيل بتسلئيل) سموتريتش وصفه بالكذاب”.
** “منصب مقدس”
وأيضا زعيم المعارضة يائير لابيد، هاجم نتنياهو إثر تراجعه عن قرار التعيين، معتبرا ذلك “ضربة لأمن إسرائيل”.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن لابيد، قوله إن “هذا (المنصب) ليس وظيفة يتم الإعلان عنها ثم الندم عليها بعد 24 ساعة بسبب بعض الصراخ”.
ووصف لابيد منصب رئيس “الشاباك” بأنه “قدس الأقداس”، واعتبر تراجع نتنياهو عن تعيين شربيت “انتهاكا لأمن الدولة الإسرائيلية”.
* *”قرارات غير متزنة”
بدروه، انتقد رئيس “تحالف الديمقراطيين” يائير غولان، تراجع نتنياهو عن تعيين شربيت، واصفا قراراته بـ”غير المتزنة”.
وأضاف مهاجما نتنياهو: “يجب إعلان عجزه عن أداء مهام منصبه وعزله”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن عضو الكنيست السابق يائير غولان قوله إن “نتنياهو ليس مؤهلا لإدارة شؤون إسرائيل”.
** “اعتبارات سياسية”
عضو الكنيست عن حزب “معسكر الدولة” غادي آيزنكوت، قال إن نتنياهو بتراجعه “أثبت أنه يرضخ للضغوط ويعمل لاعتبارات سياسية”.
وأكد آيزنكوت وفق ما نقلته صحيفة “معاريف” العبرية، أن نتنياهو “فقد القدرة على العمل لصالح إسرائيل”.
وتابع قائلا: “شربيت كان مرشحا مناسبا وجديرا بالمنصب، ولكن كنت أعلم أنه يضمن الحفاظ على المبادئ في أوقات العواصف والتهديدات الخطيرة، ولكن نتنياهو يعمل لأسباب سياسية على حساب مصلحة البلاد”.
** مناهضة الحكومة
وزير التراث من حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف عميحاي إلياهو، هاجم بدوره شربيت وبار متهما إياهما بمناهضة الحكومة.
وقال إلياهو إن شربيت شارك في المظاهرات المعارضة لقوانين الإصلاح القضائي التي طرحتها الحكومة عام 2023 ضمن من أطلق عليه “الكابلانية” في إشارة إلى المظاهرات التي نظمت في ساحة كابلان بتل أبيب مطلع العام نفسه.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “إن الصعوبة الرئيسية في سلوك رونين بار لا تكمن في شخصيته، بل في النظرة الكابلانية، النظرة التي ترى في الديمقراطية أداة يجب تفسيرها وحمايتها من قبل حراس البوابة الذين يفهمون أفضل من الآخرين ما هو مناسب وصحيح لهم”.
وبهذا الصدد أشارت القناة 12، الاثنين، إلى “فوضى عارمة في مكتب رئيس الوزراء وسط تقارير عن مشاركة رئيس الشاباك المُختار بالاحتجاج في كابلان”، لافتة إلى وجود ضغوط على نتنياهو لإلغاء التعيين.
ويشار إلى أن شربيت خدم في الجيش الإسرائيلي 36 عامًا، منها خمس سنوات قائدا للبحرية، وقالت هيئة البث إنه قبل ذلك شغل منصب رئيس قسم العمليات البحرية، وقائد قاعدة حيفا، ورئيس قسم في هيئة العمليات.
وأضافت أن شربيت متزوج وأب لثلاثة أطفال وهو من مواليد سداه بوكر وترعرع في بئر السبع (جنوب)، وفي 2016 تم تعيينه قائدًا للبحرية.
وفي يونيو/ حزيران 2023، تم تعيينه رئيسًا لشركة تابعة لشركة “رفائيل” للصناعات العسكرية.
ومطلع 2023 دفعت الحكومة بسلسلة قوانين للحد من سلطات القضاء لصالحها هي والكنيست، ما أثار موجة احتجاجات عارمة استمرت عدة أشهر وتوقفت مع بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات