غزة / الأناضول
بالدم كتبت إسرائيل الفصل الأخير من حياة الفلسطيني خالد نبهان صاحب مقولة “روح الروح” الشهيرة التي ودع بها جثمان حفيدته الشهيدة “ريم” قبل أكثر من عام، وعلقت في أذهان الكثيرين حول العالم.
هذه اللغة هي الوحيدة التي يعامل بها الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بقطاع غزة أطفالا ونساء ومسنين، وخاصة من يحاولون إظهار حبهم للحياة وتأكديهم على القيم الإنسانية المفقودة لدى جنوده.
الجد “نبهان” المعروف بحنانه على أحفاده خاصة الشهيدة ريم (3 أعوام)، أفنى أيامه بعد مقتلها بالعمل الخيري لمساعدة الناس والتخفيف من أهوال الحرب عليهم.
مقتل الفلسطيني خالد النبهان صاحب مقولة “روح الروح” الشهيرة، في قصف إسرائيلي على #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزةhttps://t.co/XqQO4koVSC pic.twitter.com/4guJiAF8k2
— Anadolu العربية (@aa_arabic) December 16, 2024
لكن الجيش الإسرائيلي الذي يستخدم تقنيات تكنولوجية عالية في الإبادة الجماعية التي يرتكبها بالقطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويحدد من خلالها أهدافه والأشخاص في محيطها، افترس الجد نبهان، الاثنين، كـ”وحش جائع”.
بغارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الاثنين، قُتل الجد نبهان وانتهت بذلك حكاية “روح الروح” وانطفأت شُعلة العمل الخيري الذي أضاء به حياة العشرات من المكلومين.
** قصة “روح الروح”
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قتلت غارة إسرائيلية ريم وشقيقها طارق، حفيدي الجد خالد نبهان المكنى بـ “أبو ضياء”.
آنذاك، تداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر الجد حاملا بين ذراعيه جثمان ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.
وهو يحتضن جثمانها برفق، قال الجد نبهان بكلماته الحنونة المعهودة “روح الروح هذه.. روح الروح”، وفق ما أظهره مقطع الفيديو.
وقال الجد نبهان، آنذاك للأناضول: “حفيدتي ريم، روح الروح، كانت تعيش معي باستمرار، كنت ألعب معها كل يوم، ولكن لم أكن أقول لها روح الروح، كنت أقول لها: يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيوني”.
ويردف: “كانت مفاجأة بعد يوم واحد من دفن حفيدتي، حيث انتشر مقطع الفيديو وأنا أداعب ريم وطارق، والناس يقولون لي: هذه اللقطات أثرت في قلوبنا”.
وعن شوقه لها بعد استشهادها، قال: “ريم، روح الروح، ذبحت روحي، أستيقظ من النوم وأنام، والدموع تملأ عيني”.
ولم ينس الجد نبهان يوما ريم التي أحيت الحياة والبراءة في قلبه قبل أن تغادر هذا العالم الذي لم ترَ منه شيئا بعد.
وهذا ما كرره الجد نبهان في مقابلات ومقاطع فيديو انتشرت له خلال عام بعد مقتل ريم، وفي يوليو/ تموز الماضي رزق الجد بحفيدة جديدة أطلق عليها اسم “روجاد”.
وقال نبهان، في فيديو نشره آنذاك عبر منصة انستغرام: “الحمد لله رب العالمين ربنا أكرمنا بهذه الطفلة، في يوم مميز ميلاديا (7 يوليو) وهجريا (1 محرم)، وأسميناها روجاد، وللتسمية سبب وهي تعني وقت صلاة الفجر”.
** العمل الإنساني
بعد مقتلها، أفنى الجد نبهان ما تبقى من حياته بتقديم العمل الخيري للعائلات المكلومة من الإبادة الجماعية، وفق مراسل الأناضول.
كما ساهم في تقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تخفيف أهوال الحرب عليهم وحثهم على الصبر على ما أصابهم.
وشارك في عمل تكيات لتوزيع الطعام على الفلسطينيين في ظل الجوع المستفحل بالقطاع، حيث كانت آخر مشاركة معلنة له قبل نحو 5 أيام، وفق ما أظهره مقطع فيديو على فيسبوك.
كما ظهر له مقطع فيديو لاقى انتشارا واسعا في يونيو/ حزيران الماضي، وهو يطعم قططا ضالة جائعة في الشوارع رغم حالة النزوح والجوع.
وظهر نبهان، في المقطع، وهو يطرق الأرض بقطعة معدنية تجمّع على إثر الصوت الصادر مجموعة من القطط التي وضع لها طعاما لتأكله.
وظهر الاثنين، شيع أقارب نبهان جثمانه وسط حالة من الحزن الشديد، رغم خطورة الأوضاع الأمنية في مخيم النصيرات، ليتم مواراة حكاية “روح الروح” مثواها الأخير.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات